في زيارة مفاجئة و غير متوقعة أداها رئيس الجمهورية “قيس سعيد” إلى شارع الحبيب بورقيبة بتاريخ 02 فيفري 2021، قال كلمة في وزارة الداخلية ربما لم يتفطن لها الكثيرون و هي “انشاء اتحاد وطني لقوات الأمن” و المعروف الآن و المتداول، أن أي مجموعة أمنية قادرة على بعث جمعية و من ثم إعطائها صفة النقابة.. و لهذا نجد عددا مهولا من النقابات التي يصعب حصرها أو التعرف عليها كلها.
عندما يتم بعث العديد من النقابات، فإن عملية مراقبتها تصبح أمرا صعبا جدا، و بسبب هذا تصبح التجاوزات واردة…
أما في حالة إنشاء اتحاد نقابي، و تنظيمه عن طريق سن القوانين، التي سينضوي تحتها كل أعوان وزارة الداخلية، شرط أن تكون هذه القوانين شاملة لكل الحقوق و الواجبات، فإن العمل النقابي صلب الداخلية سيصبح منظما، و سيتم الحد من التجاوزات، و ستتعامل الدولة مع مخاطب وحيد، تكون قادرة على مراقبته و حسن تسييره. و حتى المواطن نفسه سيصبح على دراية بعمل هذا الإتحاد.
كل هذا قادر على إرساء اتحاد أمني بعيدا كل البعد عن التجاذبات السياسية، حتى أن عمليات التمويل ستكون في حضرة هذا الإتحاد مقننة و شفافة، و حتى بالنسبة لمسألة التمثيلية ستكون خاضعة لإنتخابات عامة، يشارك فيها الكل، حتى تكون أكثر جدية و وضوحا. فقط بهذه الطريقة يمكن القضاء على ظاهرة البعث العشوائي للنقابات، من ما سيحد من عددها و يزيدها نجاعة و شفافية، و يلغي كل اللغط حولها.
هي كلمة بسيطه قالها الرئيس في زيارة عادية، و لكن المتأمل فيها يدرك مدى عُمقِها، و قدرتها إذا ما نُفّذَت على حل العديد و العديد من المشاكل.
بلال بو علي