شركة ( كوك ) البريطانية الاختصاصية في السياحة عبر ارجاء العالم و التي انشأت سنة 1848 و كانت علامة مميزة في السياحة تتهافت عليها الدول لشراء ودها حتى ترسل لها الوفود السياحية بأعداد كبيرة … هذه الشركة اعلنت عن افلاسها في سبتمبر الماضي وسط وجوم تام هنا و هناك و تساءل الاختصاصيون عن سر هذا القرار اذ كان في الامكان مدها بقروض حتى تواصل نشاطها و يضمنها تاريخ عملها المتواصل منذ قرن ونصف ولها مزايا و افضال على الدول وعلى البنوك كان في الامكان انقاذها من نهاية مفزعة … ومن هنا جاء الدرس القاسي من الحكومة البريطانية التي رفضت نجدة الشركة بقرض لا بدعم كما يتم في البلدان النامية لان اموال الشعب ليست لنجدة المتضررين و الحكومة مؤتمنة على اموال الشعب و لا يمكن التفريط فيها….. وهذا درس في المحافظة على اموال الشعب بينما في بلادي كل الشركات العمومية المفلسة منذ سنوات والدولة تمنحها الاموال من عرق الشعب لكي يتواصل وجودها على الورق و تمر السنوات و يزداد الوضع تدهورا و لا امل في الاصلاح حتى انها اصبحت عبئا ثقيلا على ميزانية الدولة لكن لا مفر من الواقع الاليم الذي يزداد تعفنا مع الايام لان تلك المؤسسات لم تعد تنفع الدولة ومع ذلك هناك تشبث بالإبقاء عليها…… والسؤال الى متى هذا التدهور ؟ و المصيبة ان الطمع في الحصول على المزيد من اموال الشعب يتواصل و يتنوع فوزارة الثقافة تحولت الى صندوق لتوزيع الاموال على كل من يطلبها من الميدان بدون تأكد على مصيرها وعلى كيفية انفاقها….. تساهل مزعج في التفريط في مال الشعب ترك عدة علامات تساؤل اذ ليس بهذه الطريقة تدعم الثقافة…
وأمام سهولة صرف اموال الشعب تدخلت النوادي الرياضية تطلب نصيبها من الكرم الحاتمي اذ كما هو معلوم تشتكي النوادي البارزة في كرة القدم من الصعوبات و هذا طبيعي اذ لا يوجد ما يغطي انشطتها اذ هي تعيش على ما تتحصل عليه من الدولة وتنفق بدون حساب وتستورد اللاعبين و الممرنين من الخارج و سرعان ما تقع في مشاكل خاصة بسبب سوء التسيير و الجهل بالقوانين و ترتمي على الدولة تطلب انقاذها و يتدخل المنافقون و يلومون الدولة على ترك النادي الفلاني يواجه مشاكل خلقها جهل مسيريه و استهتارهم بكل القيم…
و هكذا ستبقى الدولة في نجدة سوء التسيير و الاصرار على المحافظة على مؤسسات تشكو من خسارات متواصلة و لا امل في الاصلاح بسبب تعفن الوضع و التعود على الاستهتار و عدم محاسبة المتهورين و من أساء التصرف… لا بد ان تدق ساعة المحافظة على اموال الشعب بدقة و الغاء كلمة ” دعم ” من قاموس النشاط…