قامت دار الخبير في الفترة ما بين شهري جويلية وأوت 2015 بسبر آراء شمل عيّنة من 1200 مواطن ومواطنة بتونس الكبرى وولايات سوسة والكاف والقيرو وصفاقس ومدنين. وكانت الأسئلة مفتوحة كالآتي:
- من من الأسماء في حزب حركة نداء تونس تراها الأجدر بقيادة البلاد في المرحلة المقبلة؟
- من من الأسماء التي كانت منتمية لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية سابقا تراها الأجدر بقيادة البلاد في المرحلة المقبلة؟
وقد إعتمدنا في سبر الآراء هذا على الإتصال الميداني المباشر حيث كان إختيار العيّنة عشوائيا أي دون تحديد مسبق لمحكّاتها مثل الإنتماء الحزبي أو الشرائح الإجتماعية أو المستوى التعليمي والجنس والسن، وهي طريقة علميّة يمكن إعتمادها في البحوث والدراسات الإجتماعيّة والديمغرافية لا تتجاوز نسبة الخطإ فيها الخمس بالمائة، رغم وجود طرق ومناهج أكثر دقّة وشموليّة، لم نعتمدها لما تطلّبه من إعتمادات لوجستيكية وبشرية ومالية كبيرة لا يمكن تلبيتها من قبل دار الخبير حاليا.
أمّا عن النتائج فقد كانت ذات دلالات عالية تعكس بالفعل حسب نظرنا الواقع السياسي في تونس ورؤية المواطن للسياسة والسياسيين، وإذ نقدّمها الآن وفي هذا الظرف بالذات فلأنّنا نؤمن بأنّ العمل الصحفي يجب أن يكون مستجيبا لتطلّعات متابعيه دون زيف ولا تحريف.
وقد كانت نتائج سبر الآراء بالنسبة للسؤال الأوّل وهو: من من الأسماء في حزب حركة نداء تونس تراها الأجدر بقيادة البلاد في المرحلة المقبلة؟ كالآتي:
الناجي جلّول: ,822%
محسن مرزوق: ,317%
فوزي اللومي: ,914%
حافظ قايد السبسي: ,711%
نبيل القروي:7,2 %
الطيب البكوش: 6,6 %
عبد الرؤف الخماسي: 5,5 %
الأزهر العكرمي: 5,1 %
خالد شوكات: 4,3 %
آخرون: 2,6 %
إجابات خاطئة: 2%
أمّا نتائج السؤال الثاني وهو: من من الأسماء التي كانت منتمية لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية سابقا تراها الأجدر بقيادة البلاد في المرحلة المقبلة؟ فكانت كالآتي:
محمّد عبّو: 33,6 %
محمد المنصف المرزوقي: 29,2 %
سامية عبّو: 11,1 %
عدنان منصر: 8,1 %
عبد الرؤوف العيادي: 4,5
سمير بن عمر: 4,1 %
سهام بن سدرين: 3,1 %
نزيهة رجيبة: 2,9 %
عماد الدايمي: 2,1 %
آخرون: 1,3 %
وفي قراءة أولية لنتائج سبر الآراء هذا الذي أعدّته دار الخبير بمساعدة مختصّين في علم الإحصاء والمنهجية يبدو جليّا أنّ السيد الناجي جلّول وزير التربية والقيادي في حركة نداء تونس يتصدّر قيادات حزبه بنسبة 21,8% متفوّقا بذلك على الأمين العام للحزب بـ 4,5 نقاط مائوية وهو فارق نعتبره كبيرا لكن يمكن أن نفسّره بفرض السيد الوزير لنفسه سواء بقراراته أو بمفاوضاته أو بنفسه الإصلاحي أو كذلك وخاصّة بظهوره الإعلامي المكثّف في المنابر الإذاعية والتلفزية أضف إلى كونه لم يعرف قطّ بعلاقاته مع دول الخليج سواء الشقيقة قطر أو الإمارات العربية المتحدة خلاف السيد محسن مرزوق المتحصّل على 17,3 من النسبة المائوية للأصوات والذي تربطه علاقات حميمية بالبلدين، وهو ما يثير حوله كثيرا من التعاليق خاصّة في شبكة التواصل الإجتماعي التي يمكن أن تكون قد لعبت دورا هاما في تغيير الصورة النمطية الإيجابية التي كان يحظى بها إبّان تشكّل حركة نداء تونس، والتي كانت يمكن أن تجعله في صدارة تطلّعات لا فقط الندائيين بل حتّى سائر المواطنين غير المتحزّبين.
ليس ببعيد عن الأمين العام للحركة وبفارق %2,5أي بنسبة مائوية تساوي %14,8يأتي السيد فوزي اللومي رجل الأعمال الناجح والمعروف بإنسانيّته في الوسط العمالي الذي يشغّله، وبكفاءته ونجاعته في الوسط الصناعي الذي يعمل معه، صاحب الشبكة العلائقية الإجتماعية المتنوّعة والثريّة التي يسعى من خلالها رفقة السيد حافظ قايد السبسي المتحصّل على %12,7 والإعلامي نبيل القروي %9,2 ورجل الأعمال الكبير عبد الرؤوف الخمّاسي %5,5 إلى إسترجاع مكانة الدستوريين في الحركة.
بالنسبة لنتائج السؤال الثاني الخاص بالأسماء التي كانت منتمية لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية سابقا والتي يمكن أن تقود البلاد في المرحلة المقبلة، فإنّ قراءة أوّلية لتصدّر السيد محمد عبّو نتائج الإستبيان بـ 32.6 بالمائة تجعلنا نجزم بأنّ موقف الرجل المساند للثورة التونسية رغم محاولة الإعلام وبعض السياسيين تقزيمها وتصغيرها، هو الذي جعله يتصدّر قائمة الأسماء لا فقط على مستوى المؤتمر من أجل الجمهورية، لكن حتى مقارنة بأسماء حكة نداء تونس. محمّد عبّو السياسي الصريح والجريء صاحب التدخّلات الواضحة والموجزة والمهيكلة الداعي لفتح ملفات الفساد والرافض لقانون المصالحة بعيدا عن هيئة الحقيقة والكرامة يتفوّق في سبر الآراء هذا على الرئيس السابق الدكتور محمد المنصف المرزوقي 29.2% وساميةعبّو 11.1% وعدنان منصر 7.1% وعبد الرؤوف العيادي 4.50% وسمير بن عمر 4.1% وسهام بن سدرين 3.1%. وقد يعود تراجع شعبيّة الدكتور المرزوقي مقارنة بصعود الأستاذ محمد عبّو هو تجمّد حراك شعب المواطنين الذي لم ير النور في أيّ شكل من الأشكال إلى حد هذا التاريخ، رغم وعده لمحبّيه بإنشائه في شهر جويلية، ثمّ أرجأه لشهر سبتمبر 2015، وإلى حد كتابة هذه الأسطر لم يعلن الدكتور عن أي إحداث..
وبين الدكتور الناجي جلّول وزير التربية الحالي عن حركة نداء تونس 21.8%، والدكتور محمّد عبّو وزير الإصلاح الإداري السابق ورئيس حزب التيار الديمقراطي %32.6يبقى الفارق كبيرا وشاسعا لعيّنة عشوائية عدد مستجوبيها 1200 شخص لا نعرف إنتماءاتهم الحزبية ولا توجهاتهم السياسية ولا مستواهم الدراسي ولا مستواهم الإجتماعي والإقتصادي فقط هي عيّنة من مواطنين تونسيين ومواطنات تونسيات إعترضناهم في الشارع التونسي، وسألناهم السؤالين المذكورين أعلاه وكانت النتائج مثلما تتبيّنون.. ويمكن من خلال هذه العيّنة، إجراء مقارنة للنسبة المائوية المتحصّل عليها الناجي جلّول والنسبة المائوية المتحصّل عليها محمّد عبّو بما أنّ العيّنة واحدة وبما أنّ أجوبة العيّنة شملت الإسمين.
وفي ختام هذه الدراسة العلمية، نقول إنّ المواطن التونسي إمرأة كانت أم رجلا، ومن خلال إلتصاقنا به في سبر الآراء هذا له من الوعي السياسي الداخلي ما يمكن أن يضمن نجاح المسار الثوري وأن يحقّق الإنتقال الديمقراطي وأن يحيد عن أهداف السياسيين وأصحاب رؤوس الأموال والإعلاميين الذين يريدون إرجاعه للمنظومة القديمة ويصوّرونها له في أحلى جبّة ويوجّهونه وجهة المصالحة دون محاسبة ووجهة “بوس خوك جاء من الحج”.
