انتظر التونسيون بالأمس مداخلة رئيس الحكومة يوسف الشاهد وكان الكل يتأمل خطابا حماسيا يدافع من خلاله بشراسة عن موقفه من الاضراب العام .
لكن كعادته خيب آمال المنتظرين فقدم خطابا فاترا ومفرغا، والغريب في الأمر أنه لم يتوجه للمعنيين بالإضراب لإقناعهم بموقفه وحثهم على عدم الامتثال لإملاءات الاتحاد ويوجههم للقيام بالواجب الوطني حفاظا على مصالح البلاد، بل وجدناه يظهر بمظهر المساند للاتحاد وكأنه عضو الهيئة المديرة فيه مدافعا على موقف الطبوبي متذللا ومتململا خوفا على كرسي الحكومة في اعتراف ضمني بقوة الاتحاد.
لاشك أن الشاهد اليوم في موقف لا يحسد عليه فمن جهة تراه ملزما بالانصياع لإملاءات ” كريستين لاغارد” والمؤسسات المالية العالمية ومن جهة أخرى يواجه غضب أكبر قوة عمالية في البلاد، لتجده متخبطا و متململا يتجرع الأمرين، وهذا ما لاحظناه في خطاب باهت وساذج.