صُدِمنا مؤخرا بتصريحات لاعب النادي الإفريقي “خالد التواتي” الذي أكد بأنه إن جمعت مقابلة بين الترجي الرياضي التونسي و نادي كرة قدم إسرائيلي فإنه سيشجع تل أبيب! و هو تصريح مثل صدمة حتى لعشاق النادي الإفريقي.
إن مثل هذا التصريح العلني الغير مسؤول يعتبر فرصة سانحة للتوجه نحو تأطير قدماء اللاعبين و المسؤولين، حتى يكونوا واعين بما ينطقون به من كلام، فعند مغادرة عالم كرة القدم، يجب أن يتم تهذيب هذه الفئات و تلقينها دروسا توعوية تعلمهم بأن كرة القدم أخلاق و عالم راق لا يجوز تلويثه بالآراء العابثة و اللا منطقية.
لا أحد يمكن أن ينكر بأن التواتي كان لاعبا من طينة الكبار، و حقق عبر تاريخه الكروي رفقة النادي الإفريقي العديد من الإنجازات، هذا عدا أنه ينحدر من عائلة تونسية عريقة و محترمة إلى أبعد الحدود.. و كان جزء كبير من هذه العائلة يشجع الترجي الرياضي التونسي. و على خلاف شقيقه “سامي” نشأ “خالد التواتي” و شب عوده ضمن الأصناف الدنيا حتى الأصاغر، في نادي باب سويقة، ليشد الرحال فيما بعد نحو النادي الإفريقي.
هو ولد حومة شعبية ولد باب الفلة و تحديدا “زنقة السكة”… كان والده يحرص حرصا شديدا على تدريبه و تمرينه في “بطحة الجبانة” بمنطقة باب عليوة، و كان يضغط عليه كثيرا أثناء التدريب، إلى أن اشتد عوده و أصبح نجما رياضيا.
في الختام نؤكد بأن مثل هذا التصريح مؤذ و خادش ليس لنادي الترجي الرياضي التونسي فقط، بل لكرة القدم التونسية ككل.. ما كان يجب أن يصدر عن نجم كرة قدم مثل “خالد التواتي” لذلك نتمنى أن يراجع اللاعب حساباته و يعتذر عما صدر منه و ذلك أضعف الإيمان.
عبد اللطيف بن هدية