Iهذا حوار مع الكاتب العام للإتحاد الإفريقي للشطرنج المعيّن حديثا ونائب رئيس الجامعة التونسية للشطرنج السيّد جوهر بن فرج، مشكور جدّا على حسن الإستقبال والضيافة ورحابة صدره والّذي عبّر عن سعادته بالمنصب الجديد مهنئا بذلك كافة العائلة الشطرنجيّة الزملاء و الزميلات ومدى تفائله بمستقبل هذه الرياضة الفكرية، وقد إنفردنا معه بالحوار الحصري التالي:
1- لو تعرف بنفسك للرياضيين والعائلة الشطرنجيّة ؟
جوهر بن فرج من مواليد 1971، مدير مؤسسة مصدّرة، مختصّة في برمجيات الإعلامية.
2- بداياتك مع لعبة الشطرنج ؟
لاعب مع الإتحاد الرياضي بقصيبة المديوني للشطرنج منذ سنة 1985، تولّيب عديد المهام و المسؤوليات بنادي الرخ الأبيض بقصيبة المديوني هذا الفريق العريق و المشهور و صاحب عديد الألقاب و التتويجات في رياضة الشطرنج أعتزّ به وله الفضل في ما تعلّمته من مسييريه.
3- أهم الإنجازات والتألّقات على الصعيد الوطني كلاعب أو مسؤول؟
كلاعب تصنيف دولي 2307 نقطة، ضمن 10 الأوائل في تونس، مدرّب بالاتحاد الدولي بدرجة (FIDE instractor) أي ما يعادل درجة ثالثة، لقب منظم دولي لدى الإتحاد الدولي
(organisateur international) ، كما توجت مع نادي الرخ الأبيض بقصيبة المديوني ببطولة تونس للأندية سنة 2009 و 2010، و حقق النادي عدّت بطولات وطنية فرديّة في كل الأصناف العمرية .
4- رأيك في رياضة الشطرنج عموما في تونس؟
الشطرنج كرياضة فكرية تقدم عديد الخدمـات ولها فوائد على البلاد كمنطلق إستراتيجي. فقبل النتائج الفنية، هي رياضة فكرية راقية تنمّي القدرات الذهنية للإنسان بالإضافة للذكاء و الفطنة و اليقظة والتحليل المبني على المنطق، لذا على الدولة أن تراهن عليها بجدية كخيار لتنمية ذكاء أبنائها من خلال تنمية قدراتهم الذهنية و التي لها انعكاسات إيجابية على تنمية ثروتنا الوطنية عبر بناء جيل ينبذ العنف والكراهية و يحترم الآخر و يجعل منه جيلا متكاملا قادرا على التحليل المنطقي خاصة وأن الظرف والمستقبل يحتّم علينا الفطنة والوعي بمصلحتنـا. فالشعب التونسي له ما يكفي من الذكاء لتفادي الفتن والحروب الأهلية. وتعاطي الشطرنج قد تلعب دور الوقاية لتجنب مثل هذه الأشياء حفاظا على بلادنا وسلامتها. و تأكيدا لذلك هنالك عديد التجارب الناجعة في بعض الدول كالبرازيل مثلا حيث أنّ في أحيائها القصديرية الفقيرة والتي بها أكبر نسب الإجرام في العالم ، قامت الدولة البرازيلية بإدخال عقلية وثقافة جديدة بنشر لعبة الشطرنح بهاته الأحياء ومـا لوحظ بدرجة كبيرة هو إنخفـاض كبير جدا في نسب الإجرام و الإنحراف. والمكتب الجامعي الحالي بصدد إعداد ملفات تعاون مع وزارة التربية، وزارة المرأة و وزارة الشؤون الإجتماعية لإنجاز برامج نموذجيّة في بعض الأحياء.
للأسف في السابق لم يكن هنالك دعم كاف أو مكانة لرياضة الشطرنج حيث كانت المقاييس حينيّة وتصنّف حسب الألقاب الدولية فقط وهذه من الاستراتيجيات الخاطئة، سابقا كانت الغاية منها تلميع صورة النظام عوضا عن تقييم العمل الميداني الجاد و البعد الإجتماعي. وهنـــاك بوادر تغيير إيجابية لدى سلطة الإشراف و هذا مــا لمسناه و نتمنى تأكيد ذلك و تفعيل الإرادة ، إذ لابد من نشر رياضة الشطرنج كنشاط ينمي القدرات الذهنية والنفسية وعدم التركيز فقط على رياضة النّخبة والألقاب. رأيي أن يصبح الشطرنج رياضة شعبية بإمتياز، تكوّن أجيالا وتجمع بين كل المستويات الإجتماعية بالإضافة إلى التواصل بين كل الفئات العمرية في نفس المكان خـاصة وأن لعبة الشطرنج ليست باهضة الكلفة والتجهيزات مقارنة برياضات أخرى حيث يمكن ممارستها في كل الأماكن و في كلّ الأوقات و من طرف كلّ الأعمار. هذه الرياضة قادرة على التعبئة والإستقطاب وقادرة أن تكون شعبية بدرجة أولى لما لا في المستقبل، لذلك لابدّ من عدم جعلها نخبويّة أي تهتم بالاذكياء والمتألقين فقط و تعميمها للجميع. من جهة أخرى فإنّ شعبية الرياضة ستجلب لها عمليات الإستشهـار والتي ترتبط إرتباط مباشرا بعدد المحبّين و الممارسين لللّعبة حتّى يلقى المستشهر قاعدة كافية ورواجا مهمّـا لمزيد التعريف أكثر بمؤسساته أو منتوجه وهو ما سيوفّر أكثر إمكانيات مادّية لهذه الرياضة.
لابد من تغيير إستراتيجي كي تصبح قادرة على المنافسة العالميّة فكما هو معروف فالكميّة تعطي الجودة لــذا لا بد من تعميمها أكثر و أكثر قدر المستطاع لإحراز تقدم كبير لإعداد أبطال على المستوى الدولي.
5- المنصب الجديد، تطلّعاتك مع الإتحاد الإفريقي وبرامج العمل المستقبلية ؟
في البداية لم تكن لديّ أي نيّة في تولي أي مسؤوليّة بالاتحاد الإفريقي. لدي صداقة حميمة مع عدّة مسؤولين في الإتحاد و مع وجود بعض النقائص و قلة الإتصال وشحّ المعلومة، وبحكم إختصاصي في ميدان الإعلامية والإتصال، بادرت بمدّ يد المساعدة في بعض الأشغال كموقع الواب الخاص بالإتحاد الإفريقي. ولمّا لاحظ المسؤولون مدى حرفيّتي في التعامـل، إضافة إلى كفاءتي الشطرنجية، إقترحوا تعييني كاتبا عاما للإتحاد الإفريقي، إلاّ أنهم خيّروا تأجيل الإعلان عنه رسميّـا لتفادي التأثير في سير الحملة الإنتخابية في المدة السابقة، وبالفعل كان التعيين بعد أسبوعين تقريبا من انتهاء إنتخابات الجامعة التونسية للشطرنج .
ومن أهم التطلعات والبرامج المستقبلية للاتحاد الإفريقي مواصلة العمـل على مستوى الإتصال والإعلام تدعيم الدينيماكيّة وضع برامج تكوين لفائدة المسؤولين على الإتحادات الوطني
برامج للتكوين لإعداد مساعدة المسؤولين الوطنيين على تحمل جانب من تمويل التظاهرات
الإستشهـــار وأهميته وضرورة تفعيله، وإيجاد وسائل عدة لجلب المستشهرين مواصلة نشر رياضة الشطرنج في إفريقيـا و تعميمها وإدخال نقلة ثقافية نوعية بتظافر الجهود.