في برنامج ” شكرا على الحضور” إكتشفنا الكثير من المواهب عند السيد حمة الهمامي الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية . لكن هذه المواهب هي في فنون المراوغة وعدم الوضوح . فعندما سئل هل ينوي الترشح للرئاسة قال كلاما مبهما مفاده أن الأمر ليس بيديه وحده بل بقرار جماعي ينبع من قيادات الجبهة الشعبية . وإذا اعتبرنا أن هذا الكلام قد يكون مقبولا فإن ما لم نفهمه هو « الوصية « التي تحدث عنها الهمامي إذ قال إنه قد يترشح للرئاسة ليس حبّا في المنصب بل « تنفيذا لوصية المرحوم شكري بلعيد « …أنا شخصيا أستغرب كيف يقول حمة الهمامي بالذات هذا الكلام لأني أشك أصلا في أن يكون شكري رحمه الله قد قال هذا الكلام . أقول هذا انطلاقا من حديث دار بيننا بضعة أيام بعد أحداث الرش بسليانة . فقد التقيته أمام نزل أفريكا وقلت له مازحا « هيّا هات 70 دينار باش نمشي نعمل المشاكل في سليانة « فقال ضاحكا « تاخذ «… ثم قلت له « ياخي ماكش ناوي تترشح للرئاسة ؟ « فأجاب « بربّي أنا متاع رئاسة ؟. « . قلت له « ياخي ما فماش رجال في البلاد باش يشدّوا الرئاسة ؟» فقال « البلاد هاذي يلزمها مرا … وأنا عندي مرا خير من ألف راجل … غير ما يعرفوهاش الناس … واله كان تشد الرئاسة لامة تنظفها البلاد .»…
وطبعا وعلى هذا الأساس لا أعتقد أن هناك من يمكن أن يترشح للرئاسة تنفيذا لوصية المرحوم غير أرملته السيدة بسمة الخلفاوي . وطبعا ليس لي إلا أن أطلب من السيد حمة الهمامي أن يراجع نفسه في ما قال عسى أن يكون واضحا مع نفسه قبل الوضوح مع الناس لأني في النهاية أعتقد أنه رأى في منامه أن شكري أوصاه فروى لنا ما رأى في المنام .
عبد اللطيف بن هدية