في مثل هذه الأيام و منذ أكثر من قرن تمت الجريمة الكبرى التي قام بها الاستعمار و بعض الطليان و وقع الاصطدام بين القوة العمياء و الشعب الاعزل و سقط شهداء كثيرون و سجن الآخرون و حكم على بعضهم بالسجن مدى الحياة و بعضهم بالإعدام.
طبعا نذكر شهداءنا بخير و بكثير من الحزن و الألم و لكن بكثير الكثير من الفخر و الاعتزاز و كان عزاؤنا أن شهدائنا سقطوا برصاص الاستعمار.
أما اليوم فشهداؤنا يسقطون برصاص الغدر و التوحش- و الوحشية الناهضة في بعض افرازات شعبنا- الهادئ و المتحضر- و طبعا لا نقول في هؤلاء المتوحشين سوى قولا واحدا و هو الارهاب الأعمى…
يحزننا شهداؤنا و نفتخر بهم و نضمّهم في حنايا الصدور و نلعن الغادرين و نقول فيهم ما قلنا و لكن ماذا نقول في هؤلاء الاحياء الذين نعتبرهم نخبة و نراهم مثقفين متحضرين و هم يتقاتلون في كل ساعة و في كل لحظة يرمون بعضهم بالاتهامات و يكيلون لبعضهم الشتائم – و لم يبق لهم إلا ان يرفعوا السلاح في وجوه بعضهم.
يومها ماذا نقول عنهم و من هو الشهيد الذي نعتزّ به منهم و نحزن من أجله…
و من هو القاتل الآثم الذي نلعنه و ننساه؟
رفيق المختار