قامت الدنيا و اشتعلت حرب كلامية فيها ما فيها من المزايدات و الانفعالات- و اهتز الجميع و بلغ الأمر إلى الرأي العام و لم تبلغه الحقيقة كاملة و واضحة و وقع الارتباك و الارتجاف في قلوب الذين فهموا السواد و لم يفهموه.
كل القضية و كل حمولتها كتاب غريب الأطوار و غريب المولد هزيل البنية يتحدّث عن أمور عرفها الشعب ناهيك عن السادة المتطلعين و المتابعين.
فماذا يعني أن يذكر هذا الكتاب بعض الأسماء و يقول أنهم كانوا أبواقا لبن علي و نظامه؟
ما الذي أضافه و كشفه و الشعب كله يعرف ان الجميع كانوا أبواقا و أصواتا لبن علي من منّا لم يصفّق لبن علي و يزكّي نظامه و يدعو له بالصلاح و التوفيق حتى على منابر المساجد.
من يستطيع أن يقول أو يتهم غيره بأن كان يخدم في ركاب بن علي و حاشيته.
من عضو تابع في الشعبة إلى الوزير الأول كانوا يسبحون بحمد بن علي حتى أطفالنا كانوا ينشدون في مدارسهم أناشيد تمجّد بن علي.
هل نأتي الآن و نحاسب بعض الأقلام على ذلك العهد؟
الحقيقة أن الأهم لبلادنا و شعبنا الآن تماما هو التوافق و البناء و الالتحام لننهض بوطننا، لا أن نصرخ في وجه صاحب الكتاب الاسود او نرتجف لمضمونه.
تونس و شعبها أكبر من عهد أسود و نظام أسود و كتاب أسود. تونس بأبنائها أعظم من كل سواد