المبادرة
طيّب فلنتفق إنها مبادرة رباعية للخروج من ازمة خانقة ستذهب بالبلاد إلى المجهول، و طيّب نتفق أكثر على انها مبادرة عقلانية دافعها وطنيا خالصا. و نزيد فنتفق أن هذه المبادرة هي الحل الوحيد… و بإسقاط الحكومة ستنفرج الامور و ستثبّت أركان هذه الدولة. و من غير هذا ستتأزم الامور و ستتصاعد الأصوات منادية بالإضرابات و الاعتصامات و حتى العصيان المدني.
-ما هكذا تورد الإبل و ما هكذا تطفأ النار.
فل نفترض ان هذه الحكومة و على رأسها النهضة لم توافق عليها أو اشترطت شروطا لا تتناسب مع المبادرة
هل الحل في التصعيد و العصيان؟
هل الحل في الانسحابات و الاستقالات؟
أرى غير ذلك، ارى ان الأمر مبيّت و إن الشهيد محمد البراهمي ليس هراسب – و لو أن رحمه الله – كذلك لكان الأمر يحل في إسقاط وزير الداخلية و مساءلة أعوانه.
و مع اني أؤكد ان الحكومة فاشلة و لكن اسقاطها الآن أخطر من بقائها و تفكيك مفاصل الإدارة أشد خطورة من تثبيتها.ثم لنفرض أن هذه الحكومة سقطت فمتى تكون لنا حكومة أخرى ذات كفاءة و استقلالية ستنهض بالبلد و تصحح أخطاء من سبقتها فمن أين لنا بهؤلاء الاشخاص الذين سيتطوعون لرمي انفسهم في أتون حكومة ترث هذا الانهيار على كل الاصعدة؟
ومن هم هؤلاء الذين يقامرون بنضالهم و تاريخهم و يقدّمون انفسهم بتتويج هزيل اسمه وزير لأيام، ثم يغادر نضاله السياسي من الباب الصغير؟ و من هو الرجل الكفؤ المستقل الذي سيكون على رأس هذه الحكومة؟
الأمر خطير و الوضع مهيب و الأفق ضبابي يميل إلى السواد. و الشعب يراقب في قلق يوحي بانفجار رهيب، و لكن لا رأي لمن لا يطاع.