منذ ان تحصل منتوجها الرئيسي على العلامة الاصلية المراقبة في سنة 2012 عدلت مدينة دجبة ايقاعها على التين هذه الثمرة التي حولت الجهة بأكملها الى مزار سياحي وتقافي و اقتصادي فمن شهر جوان الى شهر سبتمبر من كل عام تعيش دجبة هذه المدينة الجبلية الواقعة في اعالي معتمدية تيبار من ولاية باجة على وقع فعاليات جني التين من خلال تفعيل عديد المبادرات التي ساهمت في التعريف بالجهة و الترويج لها.
و الحقيقة ان موسم هذه السنة لم بشذ عن القاعدة و بهذه المناسبة انتظم يوم تم خلاله الاعلان عن انطلاق موسم جني التين تحت اشراف وزير الفلاحة و الموارد المائية و الصيد البحري و ذلك بهدف التعريف بتين دجبة الحامل للعلامة الاصلية الخاضعة للمراقبة كمنتوج اصيل و بيولوجي. و كان من الطبيعي ان يجلب هذا اليوم الذي اثث برنامجه المجمع المهني للغلال بمساعدة مشروع النفاذ الى الاسواق للمنتوجات الفلاحية و الغذائية التونسية الاصيلة و البيولوجية المشرف على تنفيذ المشروع بمدينة دجبة الذي تساهم فيه كذلك منظمة الامم المتحدة للتنمية الصناعية نظير تمويل من كتابة الدولة للاقتصاد بسويسرة عدد هام من الصحافيين و الاعلاميين تحولوا لهذه المدينة لاكتشاف مخزونها الثقافي و التاريخي و عادات اهلها و نشاطاتهم التي تحوم في غالبها حول انتاج التين. مينة تقع في سفح جبل الغرة من ولاية باجة الواقعة بالشمال الغربي للبلاد التونسية.
الى ذلك تتميز مدينة دجبة بموقعها الجغرافي الساحر تتخلله مزارع العنب و غابات الصنوبر الحلبي لتشكل لوحة ساحرة لمناظر طبيعية خلابة تتخللها بين الفسحة و الفسحة مجاري المياه العذية لتمتد على مدى نظر العين بساتين الاشجار المثمرة من ضمنها ثلاث عشرة نوعية للتين اضافة الى مسالك عابية و محميات نباتية و حيوانية ما حول دجبة الى واحة للسكون و مكان يطيب فيه العيش. مكان ساحر قد يكون استفاق على الحركية التي احدثتها قدوم الوفد الرسمي والصحافيين الذين حضروا لتغطية هذا الحدث الفلاحي والثقافي والسياحي الهام و المتمثل اساسا في انطلاق موسم سنة 2018 لتين دجبة المتحصل على العلامة الاصلية الخاضعة للمراقبة.
و كان رئيس الشركة التعاونية للخدمات الفلاحية و دجبة للغلال و مهرجان تين دجبة فوزي الدجبي قد اعطى اشارة انطلاق فعاليات موسم 2018 قبل ان يعلن ان صابة هذه السنة من تين دجبة صابة استثنائية حيث من المنتظر ان تتجاوز ال 3500 طن و ذلك رغم الظروف المناخية الصعبة التي عاشتها الجهة خلال السنة الحالية خاصة بسبب قلة الامطار و نقص مياه الري. و كشف فوزي الجدبي ان نوعية تين بوحولي دجبة و التي تمثل 80 بالمائة من الانتاج اخذت طريقها الى اسواق عالمية جديدة و منها اسواق بلدان الخليج و هو ما ساهم في اعداد خطط لغزو أسواق جديدة.
من جهته بين المندوب الجهوي للفلاحة بباجة علي المالكي ان زارعة التين تطورت بالجهة حيث تجاوزت المساحات المخصصة لها الا 400 هكتار بعد كانت في حدود ال 200 هكتار.
و لم تفوت السيدة لبنة ميموني الفرصة و هي التي تعد احد اهم منشطي الشركة التعاونية للخدمات الفلاحية لتؤكد ان الشركة تعد اليوم 120 امرأة و رجل يشتغلون لا فقط من اجل الترويج و التعريف بتين دجبة بل و كذلك ببقية منتوجاته بهدف دعم مكانة تين دجبة في الاسواق المحلية و العالمية. و كشفت المسؤولة ان تين دجبة الحامل للعلامة الاصلية الخاضعة للمراقبة يتم الان تسويقه في السوق الداخلية و العالمية من خلال تصديره الى فرنسا و كندا و الامارات العربية المتحدة. الى ذلك افاد رئيس مصلحة المجمع المهني للغلال ناجح بن عمار ان تونس نجحت في سنة 2017 في تصدير 42 طن من تين دجبة في حين تم تسويق 117 طن من تين دجبة الحامل للعلامة الاصلية الخاضعة للمراقبة مقابل 3 اطنان فقط خلال سنة 2016. و كشف المسؤول ان الانتاج الجملي بلغ 3500 طن و هو ما حتم دعم مسالك التوزيع و البحث عن اسواق جديدة اضافة الى نقاط البيع الحالية و كافور و المغازة العامة.
سكان دجبة و التجربة الناجحة…
و كان وزير الفلاحة و الموارد المائية و الصيد البحري سمير بالطسب قد اختتم النقاش العام مبينا ان مشكلة ندرة المياه ليست خاصة بجهة دجبة و هي اشكالية وطنية تعاني منها تقريبا كامل جهات الجمهورية. و اكد بالطيب على اهمية الاستثمار في المتوجات الفلاحية المحلية الاصلية و ذلك من اجل تحسين ظروف عبش المواطنين و تفعيل السياحة البديلة كما ثمن وزير الفلاحة و الموارد المائية و الصيد البحري الدور الكبير الذي قام به اهالي مدينة دجبة الذين نجحوا في التعريف بتين دجبة و تحويله الى محرك اقتصادي و تقافي و سياحي من خلال بعث عديد التعاونيات و التعاضديات للخدمات الفلاحية نجحت في تنظيم القطاع و الارتقاء به و تطويره ليتحول الى منتوج عالمي تمكن من الحصول على العلامة الأصلية الخاضعة للمراقبة ما ساهم في اقتحام اسواق عالمية و فتح افاق للتصدير و التسويق محليا و دوليا.
و كان الديوان الوطني التونسي للسياحة من خلال المساهمة المتميزة للمسؤول عن الاتصال خالد بن رجب قد لعب دوره كاملا في الاستفادة من تين دجبة و انطلاق موسم 2018 للتعريف بالجهة كوجهة متميزة للسياحة البديلة. و كشف لنا خالد بن رجب ان الديوان يتابع باهتمام كبير مثل هذه المبادرات التي تفتح الباب امام تركيز مقاربات جديدة لسياحة بديلة
. كما اكد المسؤول ان تين دجبة بامكانه ان يتحول الى محرك سياحي و ثقافي و الترويج لسياحة ترتكز عى المتوجات الفلاحية المحلية الاصلية و البيولوجية. في المقابل اكد خالد بن رجب ان الجهة تفتقر الى بنية تحتية و امكان اقامة مبينا ان الديوان على استعداد و ذلك من خلال وضع منظومة قانونية لتشجيع كل مبارات للاستثمار في هذا الجانب المتهلق بالبنية التحتية السياحية و تركيز دور للضيافة و وحدات فندقية صغيرة.
اثر ذلك قام المشارمون في هذا اليوم بجولة في مدينة دجبة تم خلالها افتتاح نقطع بيع للمتوجات التحويلية من تين دجبة تابعة للشركة التعوانية للخدمات الفلاحية و متجر اخر تابع لللتعاونية النسائية و ذلك من اجل الترويج لمنتوجات تين دجبة و تسويقه و ذلك في اجواء احتفالية نشطتها فرقة ماجورات قبل ان يتم دعوة المشركين الى مادبة غذاء في منتزه دجبة تم اعاده انطلاقا من منتوجات الجهة التقليدية.