نشهد اليوم تحولات دراماتيكية على الساحة العالمية، حيث تتسارع وتيرة الأحداث وتتداخل المصالح. فالحروب والصراعات لم تعد حبيسة منطقة جغرافية محددة، بل امتدت لتشمل مناطق واسعة من العالم، مما يهدد الأمن والاستقرار الدوليين.
– المنطقة العربية
تشهد المنطقة العربية تطورات متسارعة، حيث تتصدر القضية الفلسطينية المشهد، مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتصاعد التوتر في الأراضي الفلسطينية المحتلة. كما شهدنا اغتيال القائد الشهيد إسماعيل هنية، وهو ما زاد من حدة التوتر في المنطقة. وفي هذا السياق، يأتي تعيين يحيى السنوار رئيسًا للحركة لتشكل مرحلة جديدة في مسار المقاومة الفلسطينية.
– التحولات الإقليمية
لا تقتصر الأحداث على المنطقة العربية، بل تمتد لتشمل مناطق أخرى، حيث تشهد تايوان تصاعدًا في التوتر مع الصين، وسط سباق تسلح محموم بين القوتين العظميين. وفي ليبيا تستمر حالة عدم الاستقرار، مما يهدد بتقسيم البلاد إلى دويلات متناحرة.
– التحديات الاقتصادية والاجتماعية
إلى جانب التحديات الأمنية تواجه العديد من الدول تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة، حيث يعاني ملايين الأشخاص من الفقر والبطالة، مما يؤدي إلى زيادة حدة التوتر الاجتماعي. وتبرز هذه التحديات بشكل واضح في تونس، حيث ينتظر التونسيون بفارغ الصبر فتح معبر رأس جدير، الذي يمثل شريان الحياة بالنسبة للعديد من العائلات في الجنوب التونسي.
في ظل هذه التطورات المتسارعة، يطرح سؤال حول مستقبل المنطقة والعالم. هل سنشهد مزيدًا من الصراعات والاضطرابات، أم أننا سنتمكن من تحقيق السلام والاستقرار؟ هذا ما سنكتشفه بالتفصيل مع الدكتور والأستاذ رافع الطبيب أستاذ العلوم الجيوسياسية، الذي سيقدم لنا تحليله الشامل لهذه الأحداث المعقدة.
الأزمة الليبية: تداعيات إقليمية ودولية على تونس والجزائر
إن الأزمة الليبية ليست مجرد صراع محلي، بل هي انعكاس للتوترات الإقليمية والدولية. فالتدخلات الخارجية المتكررة في الشؤون الليبية، بدءا من التدخل الفرنسي عام 2011، قد أدت إلى تفاقم الصراع وتقسيم البلاد. وقد استغلت بعض الأطراف الخارجية هذه الأزمة لتعزيز نفوذهم في المنطقة، مما زاد من تعقيد المشكلة.
إن تداعيات الأزمة الليبية تتجاوز حدود ليبيا لتؤثر بشكل مباشر على دول الجوار، خاصة تونس والجزائر. فالتدفق المستمر للأسلحة والمقاتلين عبر الحدود الليبية يشكل تهديداً خطيراً على الأمن والاستقرار في هذه الدول. كما أن الأزمة الليبية قد أدت إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية في المنطقة، حيث تراجعت التجارة والاستثمارات، وارتفعت معدلات البطالة والهجرة غير الشرعية.
تشعر تونس والجزائر بقلق بالغ من احتمال نشوب حرب في ليبيا، سواء كانت بدعم من قوى غربية أو إقليمية. فمثل هذا الصراع سيحول ليبيا إلى ساحة لتجمع المسلحين القادمين من منطقة الساحل والصحراء، مما يشكل تهديداً مباشراً على أمن واستقرار المنطقة.
لقد سمعت الكثير من الانتقادات حول موقفنا الداعم لحكومة السراج في ليبيا. ولكن أود أن أسأل هؤلاء النقاد: أين كان هؤلاء عندما كنا نتعرض للهجوم؟ هل كانوا يدافعون عنا؟ الحقيقة هي أننا تعلمنا من تجارب الماضي، وأننا لن نسمح لأي قوة خارجية بالتدخل في شؤوننا الداخلية.
تونس تتميز بثروات طبيعية هائلة، مثل الفسفاط، الذي يعتبر من أفضل الأنواع في العالم. ومع ذلك، فإننا ندرك جيداً أن هذه الثروات يجب أن تُدار بحكمة، وأنها يجب أن تساهم في تحقيق التنمية المستدامة لبلادنا.
نحن نراقب عن كثب التطورات في المنطقة، ونعلم أن الصراع في فلسطين لا يزال مستمراً. لقد رأينا كيف استطاع حزب الله، بقيادة السيد حسن نصر الله، تحقيق انتصارات مهمة على إسرائيل. ونحن نؤمن بأن المقاومة هي السبيل الوحيد لتحرير الأراضي العربية.
أخيراً، فإننا نؤكد على أهمية القارة الأفريقية في الاقتصاد العالمي، خاصة وأن التجارة العالمية تمر حالياً بمرحلة صعبة بسبب الأحداث الجارية في المنطقة. ونحن ندعو جميع الدول إلى العمل معاً من أجل تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا والمنطقة بأكملها.
فلسطين.. يحيى السنوار مرحلة جديدة في المقاومة
أحدث التطورات المتعلقة بالعدوان على غزة، ولا سيما اغتيال إسماعيل هنية، يطرح سؤالاً هاماً: هل ستندم إسرائيل على هذه العملية بعد تعيين يحيى السنوار رئيسًا للحركة؟ البعض يرى أن هذا التعيين بمثابة صفعة قوية لإسرائيل.
لقد اكتشفنا مؤخرًا أن التعامل الاستعلائي والتجاهلي للاحتلال الأمريكي للوضع في المنطقة، وكأنهم خبراء بكل شيء، هو في الحقيقة دليل على جهلهم التام. فهم لا يقرؤون التاريخ ولا يفهمون عمق القضية الفلسطينية.
عندما كنا نتحدث مع الشهيد إسماعيل هنية، كنا نتحدث مع شخصية مرنة وسياسية، تحاول التعامل مع الأوضاع بذكاء وحكمة. ولكن إسرائيل اغتالته، معتقدة أنها ستضعف المقاومة. ولكن الحقيقة هي العكس تمامًا.
تعيين السنوار هو دليل على أن المقاومة مستمرة، وأنها ستصبح أكثر قوة وصلابة. فكما أن اغتيال عباس الموسوي لم يوقف المقاومة، بل أدى إلى صعود حسن نصر الله، فإن اغتيال هنية سيؤدي إلى صعود قيادات جديدة أكثر حزمًا.
يحيى السنوار يمثل مرحلة جديدة في المقاومة، مرحلة تركز على قطع الطريق على المفاوضات والتنازلات. فهو شخصية قوية وواعية بخطورة المشروع الصهيوني.
إن إسرائيل ارتكبت خطأ فادحًا باغتيال هنية، وهي الآن تواجه مقاومة أكثر تصميماً. ولكن يجب أن نعلم أن المعركة الحقيقية ليست مع إسرائيل وحدها، بل مع الولايات المتحدة وكل الدول التي تدعم المشروع الصهيوني.
من غزة إلى العالم: كيف قلبت المقاومة المعادلة؟
في العلوم الجيوسياسية، النصر الحقيقي يتحقق بتحقيق الأهداف المرسومة قبل الدخول في الصراع. إسرائيل حددت مجموعة من الأهداف الرئيسية:
1- استعادة جميع الأسرى أحياء.
2- ضعاف حركة حماس كتنظيم عسكري وتفكيكها.
لكن دراسة جيوبوليتيك إنسايدر كشفت أن المقاومة في غزة اليوم أقوى مما كانت عليه قبل العدوان. فقد تمكنت من:
توحيد الصفوف: جمع الفصائل الفلسطينية المختلفة تحت سقف واحد.
استعادة الشباب: جذب الشباب للانضمام إلى المقاومة.
هذا التوحيد يمثل هزيمة كبيرة لإسرائيل، التي كانت تسعى لتقسيم صفوف الفلسطينيين.
نرى اليوم تنسيقًا عالي المستوى بين جميع الفصائل، وهذا ما يجعل المقاومة أقوى من أي وقت مضى.
تعيين يحيى السنوار يمثل فصلًا جديدًا في تاريخ المقاومة، فخبرته في السجون وحدت الفلسطينيين، وحظي بتأييد واسع من مختلف الفصائل. هذا التعيين سيعزز من مكانة حماس إقليميًا، وسيفتح الباب أمام علاقات جديدة مع دول مثل سوريا.
العدوان الإسرائيلي على غزة لم يحقق أهدافه، بل أدى إلى عكس النتائج. فقد عزز من قوة المقاومة، وفتح الباب أمام تدخلات إقليمية ودولية. كما أن هذا العدوان زاد من حدة التوتر في المنطقة، وأصبح يهدد الاستقرار العالمي.
إعادة إعمار غزة ستكون عملية طويلة ومعقدة، ولكنها ستمثل فرصة ذهبية لتعزيز مكانة المقاومة، والدول التي تدعم المقاومة مثل الصين ستلعب دورًا حاسمًا في هذه العملية.
في النهاية، يمكن القول إن المقاومة الفلسطينية حققت انتصارًا استراتيجيًا في مواجهة العدوان الإسرائيلي. وهذا الانتصار ليس فقط انتصارًا للفلسطينيين، بل هو أيضًا انتصار لكل الشعوب التي تسعى لتحرير نفسها من الاستعمار والاحتلال.
بريطانيا تضع أوكرانيا بين مطرقة روسيا وسندان الغرب
عندما اندلعت الحرب في أوكرانيا عام 2022، لم تكن مجرد صراع محلي، بل انعكاسا لخريطة جيوسياسية متغيرة بشكل جذري. ما بدا للوهلة الأولى كصراع إقليمي، سرعان ما تكشف عن أبعاد استراتيجية أعمق، تربط بين القارات وتشكل مصير النظام العالمي الجديد.
* دور المخابرات البريطانية
منذ البداية كان الدور البريطاني بارزًا في الأحداث. فالمتحدث الرسمي باسم الجيش الأوكراني كان في الواقع ضابطًا من المخابرات البريطانية. هذا التعاون الوثيق بين البلدين يكشف عن استراتيجية مدروسة ترمي إلى تحقيق أهداف بعيدة المدى.
* نظرية “قلب العالم وحواشيه”
تستند هذه الاستراتيجية إلى نظرية قديمة تقسم العالم إلى “قلب” و”حواشي”. القلب هو منطقة آسيا، وخاصة روسيا والصين، اللتان تمثلان قوة صاعدة تهدد الهيمنة الغربية. أما الحواشي فهي المناطق المحيطة بالقلب، والتي يمكن استغلالها لإضعاف القوى المركزية.
* أهمية أوكرانيا
تقع أوكرانيا في موقع استراتيجي يربط بين أوروبا وآسيا. فهي بمثابة جسر بري يربط بين القارتين، كما أنها غنية جدا بالموارد الطبيعية.
السيطرة على أوكرانيا تعني السيطرة على جزء كبير من التجارة العالمية، وإضعاف روسيا اقتصاديًا وعسكريًا.
* الممرات المائية الاستراتيجية
لا تقتصر أهمية الجغرافيا السياسية على البر، بل تمتد إلى البحار والمحيطات. فالممرات المائية مثل مضيق هرمز وباب المندب وبسفور هي نقاط اختناق عالمية تتحكم في تدفق التجارة العالمية. السيطرة على هذه الممرات تعني السيطرة على الاقتصاد العالمي.
* أهداف الاستراتيجية الغربية
تهدف الاستراتيجية الغربية أساسا إلى:
إضعاف روسيا والصين: من خلال إشعال الحروب في محيطهما، وتقويض نفوذهما الإقليمي.
الحفاظ على الهيمنة الغربية: من خلال منع صعود قوة عالمية جديدة تهدد مصالحها.
السيطرة على الموارد الطبيعية: من خلال السيطرة على المناطق الغنية بالنفط والغاز والمعادن.
* الدور البريطاني
تلعب بريطانيا دورًا محوريًا في تنفيذ هذه الاستراتيجية. فبفضل خبرتها التاريخية في إدارة الامبراطوريات، تتمتع بريطانيا بفهم عميق للجيوسياسية. كما أنها تمتلك شبكة واسعة من العلاقات مع الدول الأخرى، مما يمكّنها من التأثير على مجريات الأحداث العالمية.
إذا نجحت هذه الاستراتيجية، فإننا سنشهد تغييرات جذرية في النظام العالمي. ستضعف روسيا والصين، وستزداد هيمنة القوى الغربية. وعليه سيشهد العالم المزيد من الصراعات والاضطرابات.
حرب أوكرانيا هي أكثر من مجرد صراع إقليمي. إنها جزء من لعبة جيوسياسية معقدة تتجاوز حدود أوكرانيا. فهم هذه اللعبة أمر ضروري لفهم التطورات الجارية في العالم، وتوقع الأحداث المستقبلية.
مضيق صقلية: مفتاح تونس الاقتصادي المغفول
لطالما كانت تونس تتمتع بموقع جغرافي استراتيجي فريد، جعلها على مر التاريخ محط أنظار الحضارات المتعاقبة. لكن ما يميز موقع تونس عن غيرها هو امتدادها على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، وتحديدًا في منطقة مضيق صقلية. هذا المضيق الذي يفصل بين شمال إفريقيا وجنوب أوروبا ليس مجرد ممر مائي، بل هو شريان حيوي للتجارة العالمية، يحمل في طياته إمكانات هائلة لتونس.
* أهمية مضيق صقلية اقتصاديًا
يشكل مضيق صقلية رقبة ضيقة تمر عبرها كميات هائلة من البضائع والسفن التجارية، مما يجعله نقطة اختناق عالمية. يقدر أن حوالي 40% من التجارة البحرية العالمية تمر عبر هذا المضيق. وبالتالي، فإن أي دولة تقع على هذا الممر وتستثمر في بنيتها التحتية البحرية يمكنها أن تحصد مكاسبا اقتصادية هائلة.
* إهمال تونس لموقعها الاستراتيجي
على الرغم من هذه الإمكانات الهائلة، فإن تونس لم تستغل موقعها الاستراتيجي بالشكل الأمثل. فبدلاً من أن تكون قوة بحرية إقليمية، اختارت تونس التركيز على قطاعات أخرى، متجاهلة بذلك ثروة بحرية هائلة. هذا الإهمال التاريخي تسبب في تفويت العديد من الفرص الاقتصادية، وأدى إلى تراجع دور تونس في التجارة الدولية.
لو قارنا تونس بدول أخرى تقع على ممرات مائية مهمة، لوجدنا فارقًا شاسعًا. فالدول الآسيوية على سبيل المثال استثمرت بشكل كبير في بنيتها التحتية البحرية، وتحولت إلى مراكز تجارية عالمية. أما تونس فظلت متراجعة، رغم امتلاكها لموارد طبيعية وبشرية هائلة.
* مشاريع عالمية و فرص تونسية
اليوم هناك مشاريع عالمية ضخمة مثل “حزام واحد طريق واحد” و”عقد اللؤلؤ” تهدف إلى ربط آسيا بأوروبا وإفريقيا. تونس بفضل موقعها الاستراتيجي يمكن أن تلعب دورًا محوريًا في هذه المشاريع. إذ يمكنها أن تصبح مركزًا لوجستيًا إقليميًا، ووجهة للاستثمارات الأجنبية.
لتحقيق هذا الهدف، يجب على تونس اتخاذ مجموعة من الإجراءات، منها:
الاستثمار في البنية التحتية: يجب تطوير الموانئ، وبناء الطرق والجسور، وتحديث شبكات النقل.
تسهيل الإجراءات الجمركية: يجب تبسيط الإجراءات الجمركية لتشجيع التجارة والاستثمار.
تطوير الكفاءات البشرية: يجب الاستثمار في التعليم والتدريب لتوفير الكوادر المؤهلة للعمل في القطاع اللوجستي.
الترويج لتونس كوجهة استثمارية: يجب تنظيم حملات ترويجية لجذب الاستثمارات الأجنبية إلى القطاع البحري.
مضيق صقلية هو أكثر من مجرد ممر مائي، إنه مفتاح لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة في تونس. بإمكان تونس، من خلال الاستثمار في بنيتها التحتية البحرية وتطوير قدراتها اللوجستية، أن تستعيد مكانتها التاريخية كقوة إقليمية مؤثرة.
مشروع الحزام والطريق فرصة تاريخية لتونس
تتمتع تونس بموقع جغرافي استراتيجي يجعلها نقطة وصل مهمة بين القارات. مضيق صقلية، الذي يقع على مقربة من سواحلها، هو شريان حيوي للتجارة العالمية. هذا الموقع الفريد يجعل من تونس بوابة طبيعية إلى أوروبا وأفريقيا، مما يفتح آفاقًا واسعة أمامها لتحقيق تنمية اقتصادية كبيرة.
مشروع الحزام والطريق الصيني يمثل فرصة تاريخية لتونس. هذا المشروع الطموح يهدف إلى ربط الصين بأوروبا وآسيا عبر شبكة من الطرق والبنية التحتية. ويمر هذا المشروع عبر العديد من الدول، بما في ذلك تونس. من خلال الانضمام إلى هذا المشروع، يمكن لتونس أن تستفيد من الاستثمارات الصينية الضخمة، وتصبح مركزًا لوجستيًا إقليميًا.
تعد تونس في موقع ممتاز لتحقيق نهضة اقتصادية كبيرة. ومع ذلك يتطلب هذا الأمر اتخاذ قرارات جريئة واستراتيجية واضحة، لذلك يجب على الحكومة التونسية الاستفادة من الفرص المتاحة، والعمل على تطوير القطاع البحري، والانضمام إلى المشاريع الإقليمية والدولية.
بالتعاون مع الصين يمكن لتونس أن تحقق طفرة اقتصادية كبيرة، وتحول نفسها إلى مركز لوجستي عالمي.
صراع النفوذ على تونس: بين المصالح الأوروبية والطموحات الصينية
لقد شهدنا خلال جائحة كورونا كيف تعاملت بعض الدول مع الأزمات بشكل مختلف. إيطاليا على سبيل المثال قامت بأعمال غير قانونية ضد تونس، مثل سرقة شحنة طبية كانت في طريقها إلينا.
هذا السلوك يظهر لنا الوجه الحقيقي لأوروبا، التي تدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكنها في الواقع تهتم بمصالحها الخاصة.
اليوم نرى الصين تقدم لنا عروضًا مغرية لتنفيذ مشاريع ضخمة في تونس، مثل بناء الجسور والموانئ. هذه المشاريع ستوفر فرص عمل وتنمية اقتصادية كبيرة للبلاد.
ولكن لماذا تتردد تونس في قبول هذه العروض؟ الإجابة بسيطة: هناك قوى داخلية تعمل ضد مصالح البلاد، وتفضل الحفاظ على الوضع القائم. هذه القوى تخاف من التغيير وتخشى أن تفقد نفوذها.
* لماذا تهتم الصين بتونس
1- الفسفاط: تمتلك تونس أفضل نوعية من الفسفاط في العالم، وهو مورد حيوي للصين.
2- الموقع الاستراتيجي: يقع مضيق صقلية في موقع استراتيجي، مما يجعل تونس بوابة مهمة للتجارة العالمية.
3- الاستقرار السياسي: تسعى الصين إلى تعزيز استقرارها في المنطقة، وتونس يمكن أن تكون شريكًا موثوقًا به.
تواجه تونس ضغوطًا من الدول الغربية لتقويض العلاقات مع الصين، وتعيق هذه المشاكل تنفيذ المشاريع الكبرى.
كما يخشى البعض من أن تؤدي هذه المشاريع إلى تغييرات جوهرية في الاقتصاد التونسي.
يجب على تونس إذا اغتنام الفرصة والاستثمار في المشاريع الصينية، وذلك من خلال مكافحة الفساد والبيروقراطية، وتبسيط الإجراءات…
يجب نشر المعلومات حول هذه المشاريع، وإشراك المواطنين في عملية صنع القرار.
المشاريع الصينية تمثل فرصة تاريخية لتونس للنهوض اقتصاديًا. يجب على الحكومة التونسية اتخاذ قرارات شجاعة، والعمل على تنفيذ هذه المشاريع، من أجل مستقبل أفضل لتونس وأجيالها القادمة.
في ظل هذه التحولات العالمية المتسارعة، تبرز أمام تونس فرصة تاريخية لإعادة رسم خارطتها الاقتصادية والسياسية. فالأزمات التي تشهدها المنطقة، وإن كانت تحمل في طياتها تحديات كبيرة، إلا أنها تخلق أيضًا فرصًا جديدة.
يمكن لتونس بفضل موقعها الاستراتيجي ومواردها الطبيعية، أن تلعب دورًا محوريًا في تعزيز التعاون الإقليمي وجذب الاستثمارات.
إن الاستفادة من هذه الفرصة تتطلب رؤية واضحة واستراتيجية شاملة، تركز على تطوير البنية التحتية، وتعزيز التعاون الدولي، ومكافحة الفساد. فبتكاتف الجهود وتوحيد الرؤى، يمكن لتونس أن تخرج من هذه الأزمة أقوى وأكثر قدرة على مواجهة التحديات المستقبلية.
يوم 6 فيفري 2013 إغتالوا الشهيد شكري بالعيد وللأسف هناك من فرح لهذا الإغتيال وهلّل وطبّل معتقدا أنّه تخلّص من خصم سياسي عنيد عتيد، كان بإمكانه لو بقي حيا أن يكتسح الساحة السياسية ويزعج منافسيه…
في إطار اتفاقية شراكة مع الجمعية التعاونية لسائقي سيارات الأجرة » أويل ليبيا « تدعم البرامج الإجتماعية و التأمين الصّحي التّكميلي لسائقي سيارات الأجرة و التّاكسي نظمت شركة » أويل ليبيا » تونس بالاشتراك مع الجمعية…
تفتقر المكتبة العربية للهندسة المعمارية الى الكتب و المعلومات التي تتحدث على الاشخاص ذوي الحاجيات الخاصة و يعتبر ” كتاب المعايير التصميمية للمعوقين حركياً في البيئة العمرانية” للمهندس المعماري مختار محمد سعيد الشيباني كنز…