جريدة الخبير

تونس تتجه نحو صناعة الأقمار الصناعية الصغرى

شهدت مدينة صفاقس تظاهرة مهمة قد تبدو غريبة على التونسيين إذ تتعلق بتكنولوجيات الفضاء، كيف نقتحم الفضاء؟ وماذا عن خوض تونس غمار ما يعرف بالاقمار الصناعية”ذات الحجم الصغير” والتي تعمل عليها عن طريق القطاع الخاص، عشنا التجربة و سنتحدث عنها أيضا

في البداية استغربنا كيف أن تونسيين يخوضون عالم الفضاء ولكن سنبرز أهم التجارب وأين يمكن أن نصل في هذا المجال؟.

بالاشتراك مع باحثين عالميين في مجال تكنولوجيات الفضاء نظمت مجموعة”تالنات” اول مؤتمر دولي في تونس حول تكنولوجيات الفضاء بعنوان “الفضاء: أفق جديد لريادة الأعمال” بصفاقس يومي 25 و26 افريل، ويأتي هذا المؤتمر بالاشتراك مع القطب التكنولوجي بصفاقس، والاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة بصفاقس. تحدثنا إلى أنور التريكي رئيس الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة بصفاقس، وفيليب لايتس مسؤول بالمركز الفرنسي للدراسات الفضائية “فالي تولوز” “Aerospace Valley Toulouse” و فاتح كريشان مدير القطب التكنولوجي بصفاقس الى جانب أنور التريكي رئيس الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة بصفاقس.

أنور التريكي: رئيس الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة بصفاقس

Capture d’écran 2018-05-08 à 10.20.49

قال رئيس الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة بصفاقس ، أنور التريكي ان تداعيات المؤتمر الذي احتضنته صفاقس ستكون كبيرة، و ستكون ذات دفع مهم في التشغيل، فعالم الفضاء يكتسي أهمية بالغة، مبينا ان لدينا 80 مؤسسة في هذا المجال وهي تشغل 14 ألف مهندس فرغم أن الفكرة جديدة في تونس ولكن بالتنسيق مع شركة” تالنات””Telnet والاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة بصفاقس كفاعل اقتصادي في الجهة، فإن هذا التعاون سيكون له دفع مهم إذ تم الانطلاق بهذه التظاهرة على أمل مزيد تطويرها مستقبلا. وأضاف التريكي أن الوافدين على التظاهرة هم من عدة بلدان أوروبية من تولوز ومن بلدان عربية كالسعودية ويمكن الاستفادة من تجاربهم. وأوضح أن بعض المؤسسات تقوم بصناعة البطاقات الالكترونية الخاصة بالطيران وتقدم قيمة إضافية وهي موجودة في الساحل والشمال، مبينا أن القوانين يجب أن تتطور أكثر لتساعد في نمو البحث، مشيرا الى انه يجب أن تكون هناك مجالس جهوية للتوجه اكثر نحو اللامركزية .

فاتح كريشان: مدير القطب التكنولوجي بصفاقس

Capture d’écran 2018-05-08 à 10.21.26

وقال مدير القطب التكنولوجي بصفاقس فاتح كريشان، إن القطب التكنولوجي بصفاقس يقع في مدخل صفاقس وهو يمتد على مساحة 65 هكتار و ينقسم إلى 3 أجزاء ، قسم تابع إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، و يضم 3 جامعات، ومركز بحث في الرقميات يمتد على 10 متر مربع، ويتضمن محضنة مؤسسات وجزء مخصص للشركات التي تعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات والرقميات، ومنطقة صناعية للخدمات وغير موجود منها كثيرا في تونس. وأوضح ان “تالنات” كفاعل اقتصادي و كشركة معروفة في عالم التكنولوجيا قدمت لهم عدة مقترحات لدخول صناعة الفضاء ووقعت شراكة بينها وبين اكبر الشركات في العالم والهدف تبسيط الفكرة وتقديم ما يحصل في عالم الفضاء، مبينا ان تونس يمكن ان تشرك الموارد البشرية التي لديها وتستفيد منها خاصة وان صفاقس تحتوي على شباب ناشط وكفاءات عالية ودور القطب الاحاطة و التشجيع ، إذ بالإمكان خلق مزيد فرص العمل ومنح الشباب الأمل.

وحول الاستفادة من صناعات الأقمار الصناعية، بيّن أن تونس لديها تأخير في الانطلاقة في التجارب الصناعية في هذا المجال حيث ان الأولويات كانت منصبّة على مجالات اخرى ولكن رغم وجود تطورات في البحوث إلا انه لم يتم تحويلها الى صناعات، وهو ما يتم العمل عليه حاليا اذ يجب ان نتمكن من خلق محيط صناعي كامل خاص بهذا العالم. وبين انه في السنوات الأخيرة حصلت تطورات كثيرة في صناعة المكونات الاكترونية ولكن هناك تجارب تنقصنا رغم ان تونس لديها عدة شركات تعمل في هذا المجال وصفاقس كانت اول مدينة عربية وافريقية تدخل في شراكة وتعاون مع كبرى الشركات الفرنسية في المجال هي “اكتو سبايس” في تولوز، فصحيح أن الانخراط جاء بعد 4 سنوات ولكن مطلوب الآن العمل.

وأفاد انه يمكن لشركات وشبان ان يشاركوا في مقترحات يقدمها مركز البحوث المتخصصة بتولوز ويتم ارسالها الى الشركة ومن يفوز يتوجه الى تولوز، معتبرا ان صفاقس هي إحدى أول خمسة مدن لديها اكبر عدد من الأشخاص اللذين سيشاركون في تولوز وهو امر يمكن اعتباره جد مشرف وغير صعب، فقط يجب توفير المناخ الملائم. وبين أن حجم القمر الصناعي تقلص ولم نعد نتحدث عن 500 و600 كلغ بل عن 3 كلغ وعن “كيوب سات” بل ان عددا من الباحثين الناشطين في مراكز البحوث يمكنهم القيام بنموذج قمر صناعي مصغر. ومن الصعوبات التي تواجههم، قال ان هناك مسائل تشريعية وقوانين معقدة وهناك مشكل التمويلات ولكن هناك أشياء هي بصدد الإصلاح، ويجب ان ننظر إلى المستقبل فبعض التقارير تشير الى ان 68 بالمائة من المهن لا يمكن ان نعرف طبيعتها مستقبلا وهو ما يؤكد ان العالم الرقمي بصدد تغيير العالم وهو ما يتطلب مزيدا من العمل.

أما فيما يخص الاتفاقية التي عملوا عليها مع شركائهم “ايروسابس فايلي” فقال انها تتضمن 3 محاور أساسية وهي التكوين والاستثمار والمبادرة وجزء يتعلق بالبحث العلمي ما سيبرز انه رغم الصعوبات والقوانين فان الحكومة والمسؤولين يقومون بمحاولات لتشجيع مثل هذه المشاريع والهدف هو الإحاطة بالأشخاص الذين لديهم مشاريع في هذا المجال والإحاطة بهم.

فيليب لايتس: ” Aerospace Valley Toulouse ”

Capture d’écran 2018-05-08 à 10.22.01

وقال فيليب لايتس ان عالم الفضاء منذ خمسين أو ستين سنة ظل عالما خاصا ومستقلا عن بقية المجالات مع صعوبات في الدخول إلى هذا العالم سواء تعلق الأمر بصناعة القمر الصناعي او بمجالات استعمالاته وكيفية صناعتها، مبينا أن رقم المعاملات يتأتى من مدى استعمال القمر الصناعي وليس صناعته وبالتالي عندما نتحدث عن القمر الصناعي نتحدث عن التلفزيون والأنترنات عبر القمر الصناعي واستعمال “الجي بي اس” والصور التي تلتقط عبر القمر الصناعي عن الأرض. وأضاف انه في الأعوام الأخيرة حصل تطور في هذه الصناعات والتي غيرت عديد الخدمات، قائلا: “صحيح كانت عديد التقنيات معقدة في الماضي ولكن التقنيات أصبحت ممكنة التطبيق وأكثر سهولة في الاستعمال”. وأفاد أن طرق الاستفادة تختلف من بلد إلى آخر ولكن يتم العمل على مزيد توسيع آليات الاستفادة من عالم الفضاء. وأوضح انه على المدى القصير هناك أعمال يجب القيام بها للذهاب بعيدا بهذه الصناعات وللاستجابة لحاجيات تونس مستقبلا من حيث الخدمات ، اما فيما يتعلق بصناعة الأقمار الصناعية فهناك معطيات مجانية متوفرة وأخرى تستوجب اقتناءها من الخارج ومزودي الخدمات . وأضاف انه لصناعة الأقمار الصناعية فإننا نتحدث هنا عن تكوين الشبان الجامعيين في مجال صناعة أقمار بيداغوجية للتكوين والاستفادة منها اثناء التجارب، وان وجدت قدرات لصناعة أقمار صناعية صغيرة مستقبلا فيمكن ذلك ما يحل عديد المشاكل ويصبح الامر ذو أهمية إقتصادية، مشيرا الى أنه عندما يكون الأمر سريعا وغير مكلف ساعتها ننتقل من عالم الصناعات الكبرى الى عالم محلي وممكن التطبيق

محمد فريخة : رجل أعمال

Capture d’écran 2018-05-08 à 10.22.45

سيفاكس ستعود للعمل و هناك من عمل على عرقلتها.

سنتحول من عالم الفضاء الى الفضاء الفعلي أي إلى النجاحات والتساؤلات.

في حوارنا مع رجل الأعمال محمد فريخة، مؤسس سيفاكس ارلاينز، ومدير شركة “تلنات” سنكشف عن عديد الحقائق، ومنها قصة نجاحه ومصير شركته سيفاكس ارلاينز التي توقفت عن العمل وأيضا عن رؤيته للعمل السياسي.

بداية رجل الاعمال محمد فريخة كانت مع شركة “تلنات” وهي شركة تونسية متخصصة في صناعة البرمجيات والأنظمة الإلكترونية ، تأسست سنة 1994 وتضم حاليا 5 شركات فرعية (تلنات للتكنولوجيا، تلنات إنكوربورايتد، تلنات للاستشارة داتابوكس، وبي أل أم سيستمز) و تعمل الشركة لفائدة عدة مجموعات عالمية في السوق الفرنسية والألمانية والإنجليزية كطومسون، ورونو، وبيجو، وفولسفاغن.

سأعود بك الى تاريخ 1998 أي إلى الشاب التونسي الذي تحصل على جائزة أحسن رجل أعمال شاب، أي إلى انطلاقتك الحقيقية؟ فما الذي حصل تحديدا؟

أنجزت مشروع “تلنات” وحصلت قفزة نوعية في مسيرتي كرجل أعمال إذ أنه بعد دخول القطب التكنولوجي في الغزالة أنجزت فرع شركة “تلنات” في فرنسا أي “تلنات كونسلتينغ”

كيف غامرت بالانتصاب للحساب الخاص؟

في الحقيقة هناك مجموعة من الظروف ساعدتني ومهدت لي الطريق فقد درست في فرنسا وكانت لدي علاقات جيدة وعملت مع “ألكتال” الرائدة في مجال الاتصالات، كما أن والدي كان يعمل في القطاع الخاص وهو الذي شجعني كثيرا للانتصاب للحساب الخاص، ووجدت ايضا تشجيعات من “ألكتال” وقد ساعدتني لأنجز تمثيلية في فرنسا خاصة وان هناك أسبابا سياسية في تونس أدت الى نقص إشعاع ألكتال في تونس وبالتالي دعمتني الشركة للانتصاب للحساب الخاص في فرنسا، وكان هدفنا دفع المبادرة.

أنا مدين بنجاحي للثقافة الوطنية واقصد هنا السيد إبراهيم خواجة رئيس مجلس الإدارة آنذاك. أتمنى له الشفاء لأنه مريض، و يظل الرجل من الشخصيات التي صنعت اقتصاد تونس.

كيف دخلت إلى البورصة؟

أتخذت قرار الدخول إلى البورصة قبل الثورة التونسية، هناك من نصحني بتأجيل الأمر ولكن في أفريل 2011 دخلت البورصة وحققت نجاحا كبيرا.

هل تعتبر ما حصل في 11 جانفي فعلا ثورة؟

صحيح هناك غضب شعبي وهو امر لا ننكره ولكن بحسب بعض المعلومات التي وصلتني فقد تدخلت ايضا أطرافا خارجية في ما حصل في تونس.

إلى جانب هذا المشروع قمت بمشروع ثان، ألا وهو” سيفاكس أرلاينز”. هل ان منصور معلى كان وراء فكرة بعث المشروع؟

بعد الثورة التونسية، توجهت الى صفاقس، كنا مجموعة من رجال الاعمال في طائرة خاصة، أول ما وصلنا الى مطار طينة تساءل منصور معلى قائلا:” لماذا مطار صفاقس طينة فارغ؟ فرغم أن صفاقس تعتبر ثاني مدينة تونسية إلا انّ نشاط المطار لم يكن بالنسق المطلوب، ساعتها وبكل تلقائية صرحت اني سأقوم بشركة طيران واسميها “سيفاكس أيلاينز”، كنا مجموعة من رجال الأعمال وطبعا معنا منصور معلى، فكرنا في البداية في إنشاء شراكة مثل تجربة احد البنوك الخاصة في صفاقس ولكن قرار المجموعة كان بطيئا ساعتها، ولأن القرار كان يجب ان يحسم ويتخذ سريعا ونظرا لأن شركات الطائرات تتضمن عدة مخاطر فاغلب الشركات لا تستمر طويلا فقد طلبت منهم أن انطلق في المشروع ومن يرغب في الانضمام إلي لاحقا فيمكنه ذلك.

نجاح “سيفاكس” في البداية كان جيدا ، إذ دخلنا في شراكة مع آرباص في اقتناء طائرات، وأردت إدخال سيفاكس إلى البورصة، وساعتها انضم إلي الشركاء.

كيف يمكن لمحمد فريخة الذي دخل غمار عدة مشاريع ناجحة، ان لا ينجح في مشروع شركة سيفاكس ارلاينز؟

“سيفاكس” ستعود صحيح وجدت صعوبات في البداية و لا أريد الخوض الآن في الأسباب التي عطلت المشروع، ولكن سيأتي الوقت المناسب الذي سأكشف فيه عن كل التفاصيل وتحديدا من عطل مشروع سيفاكس، ولكن الشركة التي هي متوقفة الآن عن العمل ستعود قريبا وربما أفضل مما كانت عليه في السابق.

ربما يكون مجرد كلام؟

لا، عندما أعلنت عن مشروع سيفاكس حققته و أنجزته في ظرف 9 اشهر حتى ان شركات عالمية مثل لوفتنزا وارباص استغربت إحداثها في ظرف 9 اشهر رغم ظروف تونس الاقتصادية الصعبة انذاك ، و عندما أعلنت عن خط كندا كانت سيفاكس اول شركة في تاريخ تونس تصل إلى هذا الخط، صحيح هناك ظروف صعبة ادت إلى توقف العمل مثل توقف الخطوط مع ليبيا والعمليات الإرهابية التي جدت في تونس وأدت إلى غياب توافد السياح وجلها عوامل اثرت على شركتنا. ورغم انه لدي 45 بالمائة من أسهم سيفاكس إلا أني تحملت المسؤولية كاملة، وما لا يعرفه البعض انه توجد عديد الديون على عاتق سيفاكس وهناك ايضا عائلات تضررت من اغلاق الشركة مثل العاملين في سيفاكس وهذا الأمر مسني كثيرا، ولكن في إعادة عمل سيفاكس سأفي بالتزاماتي تجاه العاملين وهناك من قطعوا تذاكر مباشرة واليوم نعمل على ايجاد حلول للتسوية معهم قريبا.

مفاجآت محمد فريخة لا تتوقف هنا، ففي 2014 ترشحت للانتخابات التشريعية والرئاسية والمفاجأة أنك كنت في قائمة النهضة؟

لابد أن نعرف ما حصل في تونس في تلك الفترة، نتذكر جميعا فترة حكم الترويكا والدعوات التي حصلت من قبل التونسيين لحكومة كفاءات وطنية ، كنت في حركة النهضة وطلبت مني الحركة الترشح فقبلت. ولكن تعيش تونس سلبيات وخيبات على مستوى الحوكمة والاقتصاد وهي حقيقة نقرها جميعا ولا يمكن ان ننكرها؟ لابد ان نعرف ان تونس من البلدان العربية الوحيدة التي نجحت في ثورتها وهذا لن يعجب بعض الاطراف التي هي بصدد التشويش على ذلك، وهناك سياسيون للأسف متأثرون بهذا التوجه ولا يعملون لفائدة مصلحة تونس ونضيع الوقت في مشاكل ليست ذات أولوية رغم ان المشكل الاول في تونس هو اقتصادي، لدي عديد الأصدقاء درسنا معا في فرنسا ورؤساء في احزاب سياسية وسألتهم عما نتنافس في الوقت الذي نقدر فيه جلب استثمارات للبلاد. وفكرتي واضحة فريق للدفع الاقتصادي. فتونس بلد صغير اذ يكفي مشاريع كبرى تونس تنجح يعني يكفي فريق يبادر بمشاريع كبرى مثل تجربة المغرب سنحقق الكثير حيث ان الملك محمد السادس اختار خمسين شخصية من المؤثرين في الساحة الاقتصادية وكبار رجال الاعمال وانطلقوا في مشاريع ضخمة متقدمة كثيرا كمشاريع الطاقة الشمسية والفسفاط.

لكن انتم السياسيون تسببتم في ذلك ايضا ؟

لابد من إرادة سياسية ويتفق الجميع ان تونس بلادنا ولا نسمع اي طرف وننهض بها، عندما اسافر الى الخارج يتم تقديري لأنه مع بلادي لا ابيع ولا اشتري حتى في عهد بن علي كنت اتعامل مع شركات اجنبية ويتحدثون عن النظام وحتى وان كانت لدي تحفظات لا اذكرها أمامهم وبعد الثورة دعا السفير الفرنسي رجال اعمال، وبعضهم مقربون من بن علي ،وكانوا ينقدون سلبيات النظام. مشاكلنا الداخلية يجب ان نتركها جانبا خاصة امام الاجانب ندافع عن تونس.

كمتابع للشأن المحلي، لاحظت انك حاضر في المجلس فكيف توفق بين شركة سيفاكس وبين العمل السياسي ؟

انا ملتزم فعندما تحملت مسؤولية سياسية التزمت بذلك. فانا عضو في لجنة المالية وأعطي رأيي واقترح .

ما نراه في المنابر من خصومات ليس كل ما يحصل في المجلس هو على الاقل ما يظهر في الجلسات العامة فنحن في اللجان ننسق معا ونعمل سوية ومصلحة تونس هي الطاغية.

قررت ان تقتحم ميدانا صعبا ولم اكن لأتخيل أن تقتحم مؤسسة خاصة عالم الفضاء اليس لديك مخاوف؟

أعرف جيدا القدرات التي لدينا، فأنا اعمل منذ 23 سنة في “تلنات” ولدينا كفاءات عالية في الإلكترونيك وفي عديد المجالات لاقتحام عالم الفضاء الذي يمثل المستقبل . وللأسف هناك من يريد إنزالنا إلى أسفل في تونس ، و لكننا نحاول أن ننهض. فطموح الشباب التونسي كبير وعندما قمنا بتجربة “الدرون” قدم شباب لرؤية التجربة وبالتالي بالعمل والخبرة وبعلاقاتي التي كسبتها في الخارج يمكن ان ننفع بلادنا ونساعد الأجيال القادمة.

شخصيا أتفهم ان الظرف الاقتصادي صعب وهناك حالة من اليأس في تونس ولكن بالصبر ستتحسن الظروف، فصورة تونس في الخارج جيدة ولكن الصورة في تونس سيئة. لقد غادر تونس نحو10 آلاف مهندس وآلاف الأطباء و الأساتذة الجامعيين، وبعض هؤلاء عندما تطلب منهم العمل في شركات تونسية بالخارج يرفضون كل ما هو تونسي، هناك سياسات عملت على ذلك وهناك جهات تستفيد من الكفاءات التونسية، انا اصفها ب”بترول” تونس. فالدول التي تفتح مكاتب لهجرة الادمغة من تونس هي عبارة عن جهات تنهب ثروات تونس وتعمل على افساد نظرة الشباب لدولتهم للاستفادة من الأدمغة التونسية.

ماذا عن مشروع المحضنة؟

نحن بصدد انجازه حاليا في القطب التكنولوجي و”تلنات” كانت اول شركة في تونس اخذت على عاتقها تشجيع حاملي الدكتوراه وتخرجت منها دفعات في هذا المجال و كثير منهم إنتصبوا لحسابهم الخاص وأسسوا شركات وبالتالي هو واجب وطني. صحيح هناك تعب في كل مشروع ومشقات للنجاح ولكن بالعمل ومع الوقت يمكن النجاح، فتونس مرت بظروف صعبة ولكن الأوضاع ستتحسن وأي شاب يمكن له النجاح لو آمن بقدراته.

اول قمر صناعي تونسي سيكون في 2020 .نواصل رحلتنا عبر عالم الفضاء في عاصمة الجنوب صفاقس ولا أدري لماذا يطلق عليها عاصمة الجنوب، وقد نبحث في مناسبة أخرى عن سر التسمية، إلتقينا لطفي الزغل المدير الفني لمجموعة تلنات ، والمهندس عبد العزيز النملي رئيس مجلس الادارة في شركة الشرق الاوسط لصناعة كابلات الالياف البصرية، وتومو نكيما مسؤول بالشركة اليابانية لتصنيع الطائرات دون طيار”درون”.

لطفي الزغل: المدير الفني لمجموعة تلنات

Capture d’écran 2018-05-08 à 10.23.22

نطمح الى تصنيع اول قمر صناعي تونسي في 2020 “تلنات” شركة تونسية مختصة في التكنولوجيا، تأسست سنة 1994 وانطلقنا بتكنولوجيات الاتصالات ثم نوعنا الاختصاصات لتشمل مجالات أخرى كالبرمجيات في مكونات الطائرات والسيارات والسلامة وكل ما يخص النقديات.

في الحقيقة اخترنا التنوع لأنه يخلق الاستقرار، فعندما تحصل أزمة في ميدان الاتصالات مثلا فإن ميادين أخرى تواصل دورها وهو خيار من المؤسسة منذ البداية، فأن تعمل في مختلف هذه المجالات يعتبر امرا جيدا، و “تلنات” مختصة في التكنولوجيا وفي البرمجيات خاصة المحمولة والإكترونيك و الميكانيك. لدينا 500 مهندس، و فروع في تونس العاصمة وفي صفاقس التي يوجد بها 150 مهندسا وأيضا فروعا في العالم، الفرع الرئيسي في باريس، وكذلك في ألمانيا والإمارات ومؤخرا أصبح لنا تواجد في تولوز . الخدمات التي نقوم بها موجهة للتصدير، صحيح تتم عن طريق المناولة ولكننا أيضا نخلق قيمة مضافة عن طريق الاختصاصات والبرمجيات والإكترونيك والميكانيك فنحن نقدم للحرفاء منتوجا متكاملا.

خلال المؤتمر الخاص بالفضاء سندخل مجالا جديدا وهدفنا تصنيع أول قمر صناعي تونسي في أفق 2020، الأقمار الصناعية تزن مئات الكيلغرامات، ولكن “النانو” قمر صناعي يمكن ان يصل حجمه ما بين 10 صم على 10 صم ولا يزن سوى 10 كلغ. التكنولوجيا تمر بنمو سريع، ونسمع يوميا عن مستجدات جديدة وعن الذكاء الصناعي ويجب مواكبة النمو و الوصول الى الفضاء، ولابد من كسب الخبرة لبعث أقمار صناعية فهذا المجال لم يعد محتكرا على الدول الكبرى بل هو مجال متاح وممكن للجامعات لأن الفضاء مفتوح. في “تلنات”.عندما نحدد أهدافا سنصل اليها، بدأنا نصمم النانو قمر صناعي وبدأنا في اقتناء المعدات ولكن التقنيات لا تشترى بل تصمم والمشروع طموح وسنحققه.

تومو ناكاياما: مسؤول بشركة يابانية مختصة في تصنيع الطائرات بدون طيار

Capture d’écran 2018-05-08 à 10.23.59

أعتقد أن المؤتمر الذي احتضنته صفاقس ناجح جدا، وتم تقديم أحدث التكنولوجيات وانا سعيد جدا بعقد شراكات مع “تلنات” وأرى انّه من الجيد التعاون مع شركة مثل تلنات إذ يمكننا الاستفادة من تحويل التكنولوجيا وتصديرها، وبالشراكة يصبح التعامل أسهل. وبمقتضى الإتفاقية التي قمنا بها مع تلنات سيصبح بإمكانها صناعة طائرات دون طيار في القطب التكنولوجي بصفاقس بالإعتماد على مهندسين تونسيين، في حين سيتمثل دورنا في التكوين ونقل الخبرات في مجال تصنيع هذه الطائرات، والمساعدة على تسويقها .

عبد العزيز النملي: رئيس مجلس الإدارة لشركة الشرق الاوسط لصناعة كابلات الالياف البصرية

Capture d’écran 2018-05-08 à 10.24.46

المؤتمر كان قيما وتضمن معطيات هامة، لقد ساعدنا السيد محمد فريخة كثيرا في القدوم الى تونس وتأكدنا أنّ ان هذا المكان سنستفيد منه كثيرا، صحيح توجد علاقة قديمة مع تلنات حيث جمعتنا عقود في مجال الاتصالات و في بيع الكابلات والمكملات وأردنا تطوير التعاون، ورؤية تونس في هذا المستوى المتقدم يعتبر أمرا جيدا إذ هو مكمل لرؤية المملكة السعودية من حيث التكنولوجيا ومكمل لبرنامج المملكة المعروف ب 20/30 وسنحتفل مع التونسيين ب20/20 اي 2020. اما برنامج 20/30 السعودي فهو برنامج بدأه سمو ولي العهد محمد بن سلمان ودعا إلى عقد عديد الشراكات العالمية والى التعاون لنقل المملكة من الوضع الحالي الى برنامج اكثر تطورا ومن الاعتماد على البترول الى الاعتماد على أنفسنا ، ونأمل في العام 2020 إتمام القسط الأول حيث بدأتم أكيد تلاحظون التغيرات الحاصلة في السياسة وفي عديد المجالات التي أصبحت تتجه نحو مزيد من الانفتاح على العالم وفي 2030 سنكون وصلنا إلى الهدف المحدد أي الى اقتصاد يعتمد على ذاته. اعتقد أنّ الدخول في هذا المشروع مغامرة والسواعد التونسية لن تفشل فالطموح عندما يكون موجودا يمكن الوصول إلى بعيد ورأينا تجارب تصمم وتنفذ في تونس وفق تكنولوجيا عالية والتي بواسطتها يمكن أن نصل إلى الفضاء وأكيد ان الدول العربية جميعا ستسعى إلى النسج على منوال نفس التجربة و تعتمد على نفسها مستقبلا.

امتيازات للشباب.. مصير مظائف الشباب واستعدادات صفاقس لشهر رمضان

أثناء متابعنا لتظاهرة في ولاية صفاقس حول الفضاء وتقنيات الفضاء تفاجئنا بوجود ندوة في نفس النزل تتمحور حول خدمة لم تعد موجودة ولعل الأجيال السابقة تتذكر بطاقة شاب التي كانت تمنحهم عديد الامتيازات، هذا بالإضافة للمظائف التي كانت متواجدة في تونس و الخارج ولكن للأسف كل هذه الامتيازات لم تعد متوفرة حاليا لأبنائنا الصغار.

تجربة المظائف مرت بصعوبات ولكن… سؤالي الى ماجدولين الشارني: في السابق كان الشباب يتمتع بعديد الامتيازات أهمها مظائف الشباب وبطاقة شاب التي كانت تمنح لمن سنهم بين 18 و25 سنة؟

الإمتيازات المذكورة مازالت موجودة لكنها غير منظمة فالحديث مثلا عن المضائف في مراكز الإصطياف التابعة لوزارة الشباب و الرياضة موجودة لكنها تعاني من عدة مشاكل بسبب تراجع دور المنظمات و الجمعيات التي كانت منذ الستينات تساهم في دعم هذه البرامج أصبحت الآن تعاني مشاكل مادية بالأساس خاصة بعد الثورة إضافة إلى قلة وعي بعض الفئات الشبابية و بعض المؤسسات التي لم تبذل مجهودا لتطوير هذه الأنشطة، وفي هذا الإطار فإن زيارتنا اليوم لولاية صفاقس كانت بدعوة من جمعية المظائف وسياحة الشباب لحضور اختتام الندوة التي شاركوا بها، والتي حضرها عديد الممثلين عن المنظمات الدولية كرئيس الجمعية الدولية لسياحة الشباب ويعتبر ذلك حدثا هاما لأنها أول زيارة لهم لبلد عربي، أما البرنامج الوطني الذي تنكب الوزارة على تطويره والمتمثل في السياحة الشبابية فإنه يرتكز بدرجة أولى على الشباب وهذا البرنامج لن يكون برنامجا ترفيهيا فقط بل سيتم إثراؤه ببرامج لغاية تطوير قدرات الشباب وإدماجهم اجتماعيا وإقتصاديا .

هذا البرنامج بدأ العمل به في سنة 2016من خلال برنامج” سياحة في الهواء الطلق” ومع حكومة الوحدة الوطنية رأينا تزايد عدد المشاركين في هذا البرنامج أي ما يقارب 70000مشارك لذا عملنا على تطويره، وفي سنة 2017 أصبح الحديث عن سياحة شبابية و شهدنا مشاركة 200000 شخص مع تكفل الوزارة بجميع مصاريف البرنامج كما تم إحداث ورشات عمل مثل صحافة الإعلام بالهاتف كذالك تطوير العمل التطوعي وتنمية قدرات الشباب و’تطوير أكاديميات الفنون .هذا البرنامج الذي تداخلت فيه عديد الأطراف حتم أن يكون لدينا في الساحة الشبابية هيكل وطني يجمع مختلف هذه الأطراف يقوم بإعداد تقارير سنوية مبنية على مؤشرات ويقوم بتقييم الأنشطة الشبابية. كذلك سنقوم بتطوير الخدمات لفائدة الشباب تماشيا مع البرنامج الذي أعلنت عليه الحكومة و هو الاقتصاد الرقمي و الخدمات الرقمية ومن أهمها برنامج او بطاقة E – DINAR التي ستكون في 4 أنواع أولا للتلميذ وثانيا للطالب وثالثا للطالب العاطل عن العمل وأخيرا للشاب المبادر. وتتضمن هذه البطاقة عدة خدمات وتعتبر هذه الخدمة عنصرا من عناصر السياحة الشبابية.

هل تمكن هذه البطاقات الذكية من نفس الخدمات التي كنت أتمتع بها عندما كنت طالبا كالدخول إلى المسرح أو الملعب بتعريفة منخفضة؟

سيتم تطوير الخدمات لأن الجيل الحالي جيل المؤسسات الشبابية هذا مفهوم سيتم العمل عليه و تطويره فالجيل الحالي هو جيل الخدمات الإلكترونية و اللعب الإلكترونية وبالتالي سوف تشملهم خدمات جديدة وللغرض سيتم التنسيق مع مختلف الوزارات والمؤسسات الإشهارية لتطوير هذه الخدمات، كذلك وفي إطار السياحة الشبابية سيتم اعتماد الخارطة الجغرافية التي تضم مختلف مراكز وزارة الشباب وكذلك الجمعيات و القطاع الخاص لخلق مواطن الشغل من خلال بعث فرص الاستثمار في المجال السياحي وذلك بالسعي إلى إحداث منصة إلكترونية تمكن الشباب في أي مكان من العالم من الحصول على معلومات حول مراكز الإقامة في تونس وعلى النشاطات الموجودة بها وتمكنه من التعرف على تونس خاصة بالنسبة للشباب خارج أرض الوطن.

هل أن البنية التحتية في تونس تسمح باستقبال أجانب لأن المضائف ليست من فئة 2 أو 3 نجوم كما هو الحال في بعض المضائف في العالم ؟

لقد عملنا السنة الفارطة في اختتام برنامج السياحة الشبابية على برنامج صيانة و تأهيل شامل، فالمراكز التابعة لوزارة الشباب و الرياضة ليست كلها في حالة سيئة و الخدمات في حاجة للتحسين، فمركز عين سلطان مثلا يعتبر وجهة للعديد من الأشخاص من جميع أنحاء العالم إضافة لذلك فإن هذه المراكز موجودة في كامل تراب الجمهورية في مدنين وفي قابس وفي الكاف وبالشريط الساحلي وهنالك العديد منها في حاجة للصيانة وإعادة التهيئة مع تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في قطاع السياحة الشبابية.

هل سيكون هنالك كما هو الشأن بالنسبة للمبيتات في قطاع التعليم العالي كراس شروط تمنح امتيازات للمستثمرين في مضائف الشباب؟

بالنسبة للامتيازات الجبائية و المالية فهي موجودة وذلك تبعا لما توفره كل من وزارة الشباب و الرياضة و السياحة في المجال، ولكن مفهوم السياحة الشبابية أو الخدمات يعني أن يكون لدينا شباب متحرك فالشاب الذي يتنقل من الشمال إلى الجنوب يجب عليه معرفة خصائص المنطقة الجديدة من خلال ورشات عمل أو القيام بعمل تطوعي مثل القيام بأعمال صيانة للمركز 24/24.

الوزارة بصدد الإعداد لبرنامج ستحتضنه مدينة صفاقس وهو ” رياضة – صحة و تشغيل مع الجامعة التونسية لألعاب القوى.

عادل الخبثاني: والي صفاقس

تظاهرات شبابية في رمضان من خلال الجولة التي قمت بها في مدينة صفاقس لاحظت ان المقاهي في المدينة خالية من الحرفاء على خلاف المقاهي قي بقية المدن التونسية؟

مدينة صفاقس لها تقاليد كبري في العمل وهي تساهم في الاقتصاد الوطني والفضل في ذلك في أبناء الجهة وتساهم وزارة الشباب و الرياضية في تأطير هذا الرأسمال البشري إلى جانب دور المنظمات الوطنية و الجمعيات في ذلك وأهم مثال على ذلك ما قامت به الجمعية التونسية لمضائف الشباب التي قامت بمبادرة كانت فرصة للالتقاء بين شباب من مختلف المدن.

يتساءل الشباب عن مدى تقدم أشغال تهيئة وتنظيف البحر في صفاقس؟

تم في هذا الإطار التمديد في الطريق إلى حدود شاطئ البحر، كما تم توفير الانارة وذلك لتحقيق المصالحة مع البحر، اما بخصوص الأنشطة الشبابية سيتم إقامة عدة تظاهرات شبابية بالمنطقة كما ستوفر البلدية عدة خدمات للشباب خلال شهر رمضان مثال مجانية الإنترنت بالمدينة العتيقة.

منصف بن منصور : رئيس منظمة مضائف الشباب

نعم للسياحة الشبابية

إن القاسم المشترك بين مختلف المنظمات هي الصعوبات المالية لكن بالنسبة إلى المنظمة التي تترأسها فأنتم في وضعية إعادة هيكلة؟

تعاني أغلب المنظمات من صعوبات مادية لكن إستطاعت كل منظمة التأقلم مع الوضعية التي تمر بها، وأدعم السيدة الوزيرة في وجهة نظرها بخصوص مراكز الشباب فهي ليست فقط مراكز إيواء وإنما مراكز للتثقيف و التوعية و الالتقاء و التربية.

ماهو برنامج المنظمة على المدى القصير؟

السياحة الشبابية تمثل فرصة لصقل الذات و التثقيف و الالتقاء فهي عمق العمل المستقبلي الموجه للشباب فكل الأنشطة الشبابية التي توفرها النوادي ودور الشباب و مراكز الإقامة فرصة لتمرير الرسائل الإيجابية للشباب وتبني إنسان الغد.

كما إخترنا أربعة أساتذة جامعيين تكفلت الجامعة الفرنسية لألعاب القوى بتكوينهم كل ذلك في إطار مشروع وطني متكامل للنهوض بالرياضة وتطوير سوق الشغل.

index

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *