وتم انجاز هذه التقنية، بالشراكة بين المركز، ومؤسسة تونسية تعمل في القطاع الخاص ، وهي تتنزل، وفق مدير عام مركز البحوث، أحمد النمصي، في إطار تثمين مخرجات الأنشطة البحثية التي وقع التوصل إليها في إطار استراتيجية البحث التنموي التي وضعها المركز بداية من سنة 2015 بدعم من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة « الفاو ».
وبحسب ما أفادت به (وات)، الباحثة بالمركز ورئيسة وحدة التجارب، سهام معايشة، فقد أشرفت الباحثة لطيفة الذوادي على تطوير هذه التقنية وهي موجودة في عدة دول من العالم، لكن المركز قام بأقلمتها مع نخيل التمر ليتم اعتمادها لأول مرة في الواحات التونسية داخل الضيعة النموذجية لمركز البحوث، وفي ضيعة التجارب برجيم معتوق من ولاية قبلي، الراجعة بالنظر الى ديوان تنمية رجيم معتوق.
وأضافت ذات المصدر، أن الباحثة لطيفة الذوادي، عملت على معرفة حاجيات النخلة من مياه الري، بما يمكن من تقدير الكمية اللازمة وفي الوقت المناسب حسب مرحلة نمو شجرة النخيل وعمرها ونضج ثمارها، موضحة أنها تقنية مقتصدة في مياه الري، بعدما كانت الواحات التونسية تعاني لسنوات عديدة من إهدار هذه الموارد، كما أثبتت التجارب دور التقنية في تحسين جودة المنتوج وخلق رطوبة تحت شجرة النخيل.
وعن خروج التقنية من مرحلة التجربة الى التعميم، أشارت الباحثة، الى أن التجربة وبعد نجاحها في ضيعتين نموذجيتين، فهي تنتظر التعميم وإدراجها ضمن الأنشطة الفلاحية المدعومة من وزارة الفلاحة لفائدة الفلاحين، نظرا لارتفاع تكلفتها، خاصة فيما يتعلق بنوعية القنوات وآلات التحكم عن بعد.
وقد نجح المركز الجهوي للبحوث في الفلاحة الواحية، وبعد أبحاث امتدت لسنوات بمختبر زراعة الانسجة، في انتاج فسائل نخيل متأتية من زراعة الانسجة لعدة أصناف من النخيل المحلية، على غرار « المناخر » ودقلة النور والعالمية منها المجهول، وتم للغرض إنشاء 3 ضيعات مغروسة من مشاتل فسائل نسيجية تضم ما يقارب 240 فسيلة.
وتتوزع أشجار النخيل هذه، والتي بلغت مراحل نضج متقدمة، على الضيعة النموذجية بمركز البحوث في الفلاحة الواحية، وضيعة المركز القطاعي للتكوين المهني في زراعة النخيل بدقاش، وضيعة نموذجية برجيم معتوق، علما وأنه وقع التأكد من تطابق الفسائل النسيجية مع النخيل الام بواسطة التحاليل المخبرية، وخاصة التثبت من قدرة الفسائل على الإزهار وإنتاج ثمار من التمور ذات جودة عالية.