جريدة الخبير

تفشي الإدمان في تونس.. هذا ما جناه علينا بعض السياسيين والمحللين و الكرونيكارات…

توسطا لأصدقائهم و معارفهم ساهم عدد ليس بقليل من كرونيكارات تونس في وضع حد لقانون تجريم استهلاك المخدرات، الذي كان يقضي بالسجن لمدة سنة كاملة مرفقة بخطية مالية سواء للتونسيين أو حتى الأجانب، و تم إنهاء العمل بهذا القانون بأمر من الراحل الباجي قايد السبسي الذي وجد نفسه مضطرا للرضوخ لتأثير هؤلاء الإعلاميين، كما دخل على الخط عدد من السياسيين و المحللين.. لتكون النتيجة تحرير مستهلكي المخدرات من العقوبة التي كانت تخيفهم و تردعهم و تحول بينهم و بين امتهان الفساد و الإلتساق به أكثر فأكثر، كما مثل هذا القانون رادعا قويا استأنس به التونسيون كونه حاجزا حال دون فساد و إفساد أبنائنا.

أما اليوم فنقف أمام إحصاءات مخيفة تؤكد بأن ظاهرة الإدمان بالفضاءات المدرسية التونسية قد ارتفعت من 18 بالمئة إلى 25 بالمئة! و هو رقم مفزع جدا، و لا يقف الأمر عند هذا الحد بل يتجاوزه إلى مصيبة ارتفاع نسق إدمان المخدرات بوتيرة عالية جدا في صفوف الفتيات، هذا و تثبت الإحصائيات أيضا أن نسب الإدمان آخذة في الإرتفاع على مستوى الفئة العمرية تحت 13 سنة، و هذا بطبيعة الحال يتحمل وقعه الإعلام التونسي الذي مارس ضغطا كبيرا على السلطة الحاكمة لإلغاء الرادع الوحيد الذي حال لزمن طويل دون تفشي الإدمان في تونس! و هذه عاقبة الإعلام الغير مسؤول و الغير واعي، و أيضا أشباه المحللين و السياسيين الذين سولت لهم أنفسهم أن يتلاعبوا بمشاعر التونسيين، فكانت النتيجة أن انتشر الإدمان أكثر فأكثر إلى أن أضحينا على مشارف هاوية قد يكون الخروج منها أمرا جد صعب.. خاصة و أن الأطفال و الشباب قد تعودوا على هذا النوع المارق و الملوث من الحرية العرجاء و الفاسدة.. لذلك آن الأوان لتدخل الحكومة لإعادة إحياء القانون الذي أماته الرئيس الأسبق الباجي قايد السبسي تحت الضغط.

عبد اللطيف بن هدية 

index
أخباروطنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *