لطالما كانت الوحدة بين دول المغرب العربي حلما صعب المنال، و لكنه كان على الأقل مشروعا قيد الدرس و التفكير.
أما ما جد اليوم من أحداث و تغيرات عالمية كبرى، انعكست و لامست منطقة المغرب العربي، جعلت حلم الوحدة المغربية أمرا مستحيلا، و نجد صدى لهذا في سوء العلاقة و ترديها بين المملكة المغربية و الجزائر، بسبب الخلاف على الصحراء الغربية، التي انتزعت من الجزائر بتدخل أمريكي، و كهدية نفيسة على التطبيع نالت المغرب بالقوة و الحيلة السَّطوَة و السُّلطَان على هذه الصحراء.. و هي السبب الرئيسي لقطع الجزائر لعلاقاتها الدبلوماسية مع المغرب.
و بالتالي أصبح حلم الوحدة طَيَّ النسيان..
في المقابل نجد أن كل من تونس و ليبيا و الجزائر لا تزال محافظة على أواصر الأخوة و القرب، و بالتالي قد يكون الحل في التعاون الثلاثي بين هذه البلدان، لتكون هي الوحدة التي طال تمنيها و انتظارها.
هذا و اجتمعت تونس و ليبيا و الجزائر بتاريخ 1 نوفمبر 2021 بعاصمة الجزائر، في خطوة نحو فتح الحدود و عودة المبادلات التجارية بين الثلاثي، و هو ما سيخفف من الأزمات المالية و الإقتصادية، و سينعش ضرورة القطاعات المالية للأشقاء الثلاث. و لما لا قد تتوحد هذه البلدان ليتحقق بذلك جزء من مشروع المغرب العربي الكبير.
بلال بوعلي