علمتنا عملية الاهتمام بالأفلام السينمائية أن التقصير على اهتمام بما يعرض على الشاشة بأي شريط سينمائي لا يعطي فكرة عامة عن ذلك الانتاج لأن ثمرة ما تنتهي إليه العملية لا يعكس حقيقة ما جرى للوصول إلى تلك النتيجة لأن الأسرار كثيرا ما تكشف خطوات غير بريئة لتحقيق ما تجسّم و لذا تكون الرؤيا حسب النوايا الأولى.
و تعود فكرة انتاج شريط سينمائي عن الأحداث التي عرفتها بعض البلدان العربية منذ بداية سنة 2011 إلى المنتج الفرنسي “جورج مارك بنعمو” الذي اتجه منذ البداية إلى تونس و مصر باتفاق ضمني مع مهرجان –كان- اتجه الاختيار إلى المصري “يسري نصر الله” الذي عرضت كل أفلامه في نطاق فروع المهرجان و لم يجد “بنعمو” صعوبة في ايجاد شريك مصري تمثل في ورثاء صاحب شركة “دولار فيلم” المصرية و طلب بنعمو من يسري نصر الله انجاز شريط عن الثورة المصرية التي اندلعت يوم 25 جانفي 2011.
و حسب ما صرح به المخرج يسري نصر الله في برنامج “ستوديو مصر” في بداية شهر جوان 2012 أنه شعر بثقل المسؤولية و انطلق بصعوبة في كتابة السيناريو و استعان في ذلك بالكاتب عمر شامة و لم يخف أنه وجد صعوبة معنوية في مواكبة عملية التصوير و التقدمّ في صياغة السيناريو الذي كان يعد الورقات يوما بيوم.
و عندما يمعن المتفرج في تشريح الفكرة العامة فمن الصعب أن يقتنع بتسلسل الاحداث حسب منطق ما جرى على أرض الواقع و الكل يتذكر أدقّ الجزئيات بما فيها من تطورات فجئية و يبقى الشريط مجرد “فرجة” و “حدوتة” تعرّض فيها الكاتبان إلى الضرر الذي لحق الطبقات الضعيفة من جراء الشلل الذي أصاب السياحة في منطقة أهرامات الجيزة و هذا جانب من انعكاسات عديدة لحقت بالحياة اليومية في مصر.
و أثار الشريط عند عرضه في مهرجان – كان – زوبعة بسبب بيعه إلى إسرائيل لأن بعض الدواثر رفضت ذلك في مصر بينما الشريط انتاج مشترك بين “بنعمّو” و أبناء الكردي المصريين و ينص الاتفاق أن يتولى “بنعمو” بيع الشريط إلى أنحاء العالم باستثناء المنطقة العربية و طبعا للمنتج “جورج مارك بنعمو” الحق في بيع الشريط إلى من يشتري و هذه عملية تجارية بالدرجة الأولى و كانت زوبعة في فنجان.
محمد الكامل