بعد أن تمكّن الأولمبي الباجي من إقصاء النادي الإفريقي من نصف نهائي الكأس سمعنا الكثير من الأصوات التي أرجعت الهزيمة إلى الجامعة التونسية لكرة القدم وهذه الأصوات كانت أساسا من قبل لاعبين قدامى أو أحباء للنادي الإفريقي.
ومن بين هؤلاء لاعب الإفريقي سابقا خالد التواتي الذي لم يهضم هزيمة فريقه وألقى باللوم عل الجامعة ورئيسها قائلا : ” والله حرام عليك يا جامعة وحرام عليك يا وديع ..” وهو يشير طبعا إلى التوقيت الذي تم فيه إجراء اللقاء.
صحيح أن الجامعة اختارت توقيتا غير مناسب وكأنّها ” تنتقم ” من اللاعبين والفرق في هذا لشهر بالذات لكن لماذا لا يكون هؤلاء الغاضبون موضوعيين قليلا وينسون ولو للحظات العاطفة التي تتحكّم فيهم وتجعل أحكامهم غير منطقيّة؟. فحسب علمنا لم يلعب النادي الإفريقي مباراته في ذلك التوقيت وحده بل كان معه منافس إسمه الأولمبي الباجي الذي كان أفضل منه على كافة الواجهات وخلال كافة فترات اللقاء. وبالرغم من ظروفه الصعبة وإضراب لاعبيه حوالي أسبوع عن التمارين فقد كان الأولمبي الباجي أفضل بكثير من الناحية البدنية من الإفريقي الذي تدرّب لاعبوه كفة الحصص المخصصة لذلك قبل هذا اللقاء؟.
لماذا لا يريد هؤلاء المنتقدون الهاربون من رؤية الحقيقة أن يقولوا بكل بساطة إن النادي الإفريقي خلال هذا الموسم والموسم الماضي بالخصوص هو أسوأ وأضعف نسخة لهذا الفريق الصرح منذ انبعاثه … أو منذ سبعينات القرن الماضي التي سيطر فيها على سباق الكأس والدليل أن حارسه الأسطورة ” عتوقة ” والجيل الذي لعب معه فاز بما لا يقلّ عن 8 كؤوس ؟. لماذا لا يقتنع أحباء النادي الإفريقي بأن عليهم أن يعيدوا البناء من جديد وأن ينتظروا 3 أو 4 مواسم لعلّ جيلا آخر يأخذ المشعل ويعيد الفريق إلى سكّة اللعب على التتويجات والألقاب؟.
إن التعلّل بحرارة الطقس في شهر الصيام وتحميل الجامعة ورئيسها مسؤولية الخروج من نصف نهائي الكأس بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها هو في الحقيقة هروب إلى الأمام ورفض تقبّل الواقع مثلما هو دون زيادة أو نقصان. وأعتقد أن الاعتراف بضعف الفريق ومحاولة البحث عن حلول جذرية بكل هدوء يمثلان بداية الإصلاح الحقيقي في النادي الإفريقي.