يبدو أن العالم بأسره يعيش حالة من الترقب، لما ستؤول إليه الأمور في شأن الإنتخابات الأمريكية التي تقام غدا الثلاثاء. و من جهته يراقب العالم العربي هذا الحدث بكل اهتمام متابعا كل جديد فيه. و قد كشفت نتائج إستطلاعات الرأي التي قامت بها مؤسسة “يوجوف” البريطانية بأن القسم الأكبر من العرب يفضلون فوز المرشح الديمقراطي “جو بايدن”. و لكن هذه الأغلبية ترى في ذات الوقت أن كلا المرشحين تقودهما سياسة واحدة و لا تفاضل بينهما. و لكن تبقى كفة بايدن هي الراجحة على المستوى العربي، و لعل السبب في هذا نفسي بالأساس، ذلك أن ما شهده العرب من الرئيس الحالي للولايات المتحدة الأمريكية، لا يتجاوز كونه انتهاكات متواصلة و تعديا على الدول العربية، و لا أحد يستطيع أن ينكر، أن السياسة الأمريكية الخارجية أصبحت جد عدائية و تهكمية، منذ تولي ترامب الرئاسة…
أما على المستوى الأمريكي فيتقدم الديمقراطي “جو بايدن” على الرئيس الحالي “دونالد ترامب” و هذا التقدم ثابت نسبيا، و لكن السباق لا يزال غير محسوم إلى حد هذه اللحظة، ذلك أن ولايات أمركا تشهد تفاوتا كبيرا أظهرته نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة، فمنها من تساند بقوة الرئيس الحالي، و منها من تساند المرشح الرئاسي الجديد.
هل سيؤثر تغير الرئيس الحالي على السياسة الخارجية الأمريكية تجاه العالم العربي؟
تذهب جل الآراء إلى عدم تغير نهج الولايات المتحدة الأمريكية في تعاملها مع الدول العربية، و أن السياسة الأمريكية الموجهة إلى العالم العربي باقية على حالها.
و بالعودة إلى المناظرات التي جرت بين بايدن و ترامب، سنجد أن أغلب المواضيع التي تم طرحها، تهتم بالشأن الأمريكي الداخلي، إذ لم يتم ذكر إسم أي دولة عربية، أو حتى التطرق للمشكل الإسرائيلي الفلسطيني. و بالتالي يبدو أن العالم سيعيش على الطريقة التي اختارها ترامب سواء بقي في السلطة أم لا.
في نهاية المطاف ما يهمنا كعرب هو توجهات الإدارة الأمريكية الجديدة، نحو ما يشهده العالم العربي من صراعات و انتهاكات لسيادة دولنا، حيث أننا أصبحنا عرضة للعديد من التدخلات الخارجية، التي تسعى للتحكم في قراراتنا من أجل توجيه دفة هذه الدول كما يحلو للمتدخلين فيها.
يبقى بايدن و ترامب ممثلان للرأسمالية المتوحشة، الساعية إلى الإستئثار بالقوة و الزعامة على كل العالم، لذلك يبقى مصير العالم العربي مجهولا، و لكن العقل يقول بأن دولة عظمى مثل أمركا، لن يكون في صالحها أن تترك الدول العربية تتطور، ذلك أنها بهذه الطريقة ستصبح منافسا قويا، و مزاحما لأمريكا نفسها.
بلال بو علي