دعا الرئيس الأسبق منصف المرزوقي إلى الإعداد لمرحلة ما بعد الرئيس قيس سعيد، محذرا من تكرار السيناريو السوداني في البلاد (استيلاء الجيش على الحكم).
وقال، في حوار مع “القدس العربي”: “السؤال الآن هو كيف ستكون مرحلة ما بعد قيس سعيد؟ طبعا أحسن سيناريو هو السيناريو الشرعي (ودعوت اليه مرارا) ويتمثل بعودة البرلمان وانسحاب الغنوشي من الرئاسة، لأنه (الغنوشي) غير مقبول في الشارع التونسي ليتولى الرئاسة مؤقتا، وتضطلع نائبته (سميرة الشواشي) بالمهمة وتقام الانتخابات الرئاسية والتشريعية في آجالها الدستورية”، مضيفا “ما عدا هذا هو سيناريو على الطريقة السودانية، ونحن نرى كل يوم تكاليف مثل هذا السيناريو”.
كما وجه المرزوقي انتقادات للدستور الذي نُشر بالرائد الرسمي، حيث اعتبر أن “رداءة هذا ”الدستور” وكونه هلوسة شخص واحد جعلت حتى الذين شاركوا في وضعه يتبرأون منه. ما يعني أن حتى الذين وضعوه لم يأخذ المنقلب برأيهم”.
وتابع بقوله “منذ البداية، كان من المعروف أنه لا هدف له إلا التشريع للانقلاب والحكم الفردي، فلماذا يضيع الناس وقتهم في نقاش نص تافه، نتائج الاستفتاء عليه معروفة سلفا، ولا قيمة لما يقولون قبل وأثناء وبعد السيناريو المضحك؟”.
اعتبر أن “رداءة هذا الدستور” وكونه هلوسة شخص واحد جعلت حتى الذين شاركوا في وضعه يتبرأون منه، ما يعني أن حتى الذين وضعوه لم يأخذ المنقلب برأيهم
وقال المرزوقي إن نسبة المشاركة في الاستفتاء حول الدستور الجديد مقررة سلفا من قبل السلطات التونسية، في إشارة إلى احتمال “تزوير” النتائج.
وفسّر ذلك بقوله “هل رأيتم نظاما انقلابيا يعلن فشل استفتاء؟ طبعا نسبة المشاركة والنجاح تقررت حتى قبل الموعد. وهذه النتيجة مرفوضة من مبدأ كل ما بني على باطل أي الانقلاب نفسه فهو باطل”.
وأضاف “الرجل (الرئيس سعيد) سيخرج مهيض الجانب نظرا لقلة المشاركين وتحركات الشارع. لذلك يجب مباشرة بعد المهزلة استئناف المقاومة المدنية على نسق أسرع للإطاحة به ومحاكمته والعودة للنظام الديمقراطي على علاته ومشاكله”.
وكان المرزوقي دعا في وقت سابق إلى عدم الانشغال بـ”النقاش البيزنطي” حول دستور الرئيس قيس سعيد “غير الهام”، والتركيز بالمقابل على مقاطعة الاستفتاء حوله، عبر “حملة وطنية” تشارك فيها جميع القوى السياسية والمدنية في البلاد.