بعيدا عن النقاش حول التناصف و الأخذ و الرد في خصوص إبعاد قضية لا يمكن حصول اتفاق حولها تم تعيين إناث على كل الإذاعات التابعة للدولة و هكذا فان المسالة اتخذت طابع التحدي إذ على المرأة إن تبين كفاءتها في تسيير هذه المؤسسات التي تعتمد حسن التصرف في مجال يعتمد الإعلام و الثقافة في مفهومها الواسع في مجتمع يغلي كالقدر المضغوط و هذا ينتقد ذاك و لا احد يشعر بالرضا … وهكذا فان المهمة صعبة و لكنها تتطلب بعض الحنكة في الفلاة من المأزق..
تتطلب الحالة التي عليها كل الإذاعات إعادة نظر جذرية لان السنوات الخيرة جرفت كل الايجابيات التي اكتسبتها خاصة الإذاعة الوطنية و هنا السبيل إلى ترك الفوضى تكتسح صوت البلاد إذ لا يعقل إن تلهث الإذاعة الوطنية في تقليد ميوعة الإذاعات الخاصة لتحسين ترقيمها في عمليات سبر الآراء فللإذاعة دور وطني و البرامج الجيدة تجلب المستمع مهما كان مستواه الاجتماعي و من السذاجة الاعتقاد في نتائج عمليات سبر الآراء التي تجرى بأسلوب مشبوه و غير منطقي إلى جانب إن العاقل لا يمكن إن ينزل إلى مستولى الصفر عله يظفر بترقيم يرضيه .. في سنوات الفوضى هذه نخجل من سماع الإذاعة الوطنية التي أصبحت مثل الإذاعات الخاصة تتحدث لغة هجينة منحطة و برامج ساذجة و حتى الموسيقى نزلت إلى الدرك الأسفل بحجة إن الأذواق تختلف و لكن هناك تعاسات لايمكن إذاعتها خاصة و إن المديرين الذين تولوا هذه المهمة يفتقدون أسلوب تسيير إذاعة حتى أن مدير عهد الترويكا ارتكب جريمة لا تغتفر حين عبث بالأرشيف و كان الوزير الأول سنة 2014 طلب إجراء تحقيق معمق و لكن بقايا الترويكا قبروا الجريمة التي لا يمكن إن تمضي طي النسيان و لذا فان المسؤولات عليهن تطبيق القانون و تحديد المسؤوليات حسب متطلبات العمل و تأكيد على احترام حسن الذوق الذي انحل في السنوات الأخيرة و اختيار برامج ذات موضوع بعد أن طفت الصبيانيات و التشدد في اللغة و منع اللغة الهجينة فنحن نستمع إلى كل الإذاعات بالغة العربية و هي ترنن بلغة الضاد الصافية الفصيحة فالترويكا اغتالت لغة الوطن التي وردت في الدستور
و يتطلب التسيير الإذاعي رؤية واضحة في كيفية العمل مع فريق صاحب كفاءة وله دراية بما كلف به و نتمنى حظا أحسن من تجربة التسيير النسائي في التلفزة حتى تمدد عملية منح المهمات إلى المرأة و متى توفرت العزيمة فان النجاح قادم.