لقد سبق للدكتور “لطفي مرايحي” أن نبه إلى ضرورة مراجعة مقاربة وزارة الصحة لمكافحة آفة “الكوفيد 19” و كان هو بنفسه قد أصيب بهذا الفيروس، مع العلم أن الدكتور مرايحي من أكبر المختصين في ميدان أمراض الرئة، و هو مطلع على هاته الظاهرة
ما كان يجدر بالقائمين على الدولة التمادي في مسألة الحجر الصحي التي تسببت في شل عمل كل المؤسسات داخل الدولة من ما ضرب الإقتصاد الوطني في مقتل، بسبب كل هذه الإنعكاسات طالب حزبنا منذ الثامن من أفريل برفع الحجر إلا أنه لم يتم الإستجابة لطلبنا من ما تسبب في زيادة تفاقم الوضع، زد على ذلك الإيقاف الغير مبرر للدروس بالرغم من أن الدراسات العلمية تؤكد بأن الأطفال دون ال15 سنة لا يهددهم الفيروس.
بدلا من هذا الحجر التام والخانق للدولة و الناس على حد سواء كان من الممكن نشر الوعي الذي يعلم الناس كيفية تجنب الإصابة بالفيروس بدل الإختباء منه، حيث أنه في نهاية المطاف كان الحجر مجرد تأجيل للمحوتم.
كان خطأنا جسيما حين تبعنا الغرب في احتياطاتهم بالرغم من أن وضعنا لا يشبه وضعهم في أي شيء فتركيبة مجتمعنا تختلف تماما عن التركيبة المجتمعية المتهرمة للغرب.
في النهاية يطالب الإتحاد بإحداث لجنة تحقيق تستجوب المتسببين في هذه الكارثة الذين لم نرى منهم ذلك الإستعداد اللازم أو الجدية في العمل… هذه اللجنة ستكون الفاصل و الكاشف لكل التخاذلات و عدم الكفاءة في مواجهة هذه الجائحة.
كانت إجراءات إلياس الفخفاخ متواضعة جدا و محتشمة نختزلها في العمل بنظام الحصة الواحدة، في حين كانت المقاهي و المطاعم و صالات الأفراح مفتوحة، و قد خرج الإتحاد و طالب في 20 مارس بحجر صحي عام و تم فعلا فرض الحجر الصحي الشامل الذي لم يطبق كما اردنا من قبل الفئات الشعبية إذ كان هناك على الأقل مليوني تونسي يتجولون في الشوارع أثناء الحجر،
كما نؤكد أنه في تونس لا معنى أبدا لعدد الإصابات لأن مواردنا محدودة إذ لا نملك القدرة على إجراء عدد كبير من التحاليل، لذلك ما نقوم به من تحاليل قليل و قليل جدا و لن يكشف العدد الفعلي و الحقيقي للمصابين، فقلة التحاليل و محدوديتها ستفرز بالضرورة عددا قليلا جدا من المصابين و بذلك يكون المؤشر الحقيقي على الكورونا هو عدد الوفيات،
كنا قد طالبنا منذ 8 أفريل برفع الحجر الصحي الذي لم تعد منه أي فائدة ترجى ذلك أن مزاعمنا في السيطرة على الفيروس كانت كذبة ضخمة، فكيف لبلد فاشل في الصحة و التعليم و النقل أن ينجح في مجابهة كارثة مثل كارثة الكورونا التي أطاحت بأقوى بلدان العالم؟؟؟ إن مثل هذا الكلام لا يقبله عاقل،، فمن أين أتى هذا النجاح إذن؟ إن معدل الإعمار في تونس منخفض لذلك فالشعب التونسي يتميز بتركيبة سكانية شابة و فتية و فيروس كورونا يفتك بكبار السن و هو ما يبرر انتشاره السريع في الدول الغربية التي تتكون أساسا من الكهول و المسنين، و قد بلغ عدد وفيات الأطفال في العالم إثنين فقط لذلك فإن إجراءات العودة المدرسية التي تقوم بها تونس فعلا مضحكة فكيف يفرضون على الأطفال لبس الكمامات و التباعد و الدراسة المنفصلة و هم الفئة التي لا يصيبها الفيروس،
إن هذا الحجر و فرض الكمامات على التلاميذ هو إجرام في حقهم، فالتباعد وحده كاف لحمايتهم،
أما عن الإختبارات فهي ليست سوى مضيعة للوقت و الجهد و المال، فيكفي أن تكون حرارة المشكوك في اصابته منخفضة لمدة يومين للتأكد من سلامته،
كل ما نراه هو عبث في عبث و نحن من هذا المنبر ندعوكم إلا التعقل و الرصانة فالعقل وحده كاف للعيش بسلام و تجنب هذا الفيروس،
من قريب، و في ندوة صحفية نظمها صبيحة اليوم الإثنين 14 سبتمبر بتونس العاصمة أفاد