جريدة الخبير

الكريمة” من وشتاتة: فاكهة فريدة تعكس تقاليد الفلاحين وتقاليد مهرجانها السنوي

تعد فاكهة “الكريمة” أو الكاكي من أبرز معالم مدينة وشتاتة التابعة لمعتمدية نفزة في ولاية باجة، حيث أصبحت جزءاً أساسياً من العادات الزراعية والغذائية في المنطقة. يستمتع أهالي وشتاتة بتناول هذه الفاكهة كجزء من تقاليدهم، في حين تزداد شهرتها في أرجاء الجمهورية التونسية مع بدء موسم حصادها وترويجها في الأسواق.

الكريمة، أو الكاكي كما يُعرف في بعض المناطق، هي ثمرة فريدة من نوعها يتم زراعتها في منطقة وشتاتة، وقد تم استقدامها إلى تونس في أربعينيات القرن الماضي. نشأت هذه النبتة في الصين، حيث تتكيف بشكل جيد مع المناخ المحلي في جبال وشتاتة، مما جعلها تحظى بشعبية كبيرة بين الفلاحين بالمنطقة. يبلغ عدد أشجار الكريمة المثمرة في وشتاتة حوالي 5000 شجرة، فيما يعمل حوالي 300 فلاح في إنتاجها وتجدر الإشارة إلى أن منطقة وشتاتة من ولاية باجة تختص بإنتاج ثمار شجرة الكريمة منذ فترة الاستعمار حيث يرجح ان المستعمر الفرنسي أتى بها إلى المنطقة  وتلاءمت مع الخصوصية المناخية للمنطقة من حيث الرطوبة وكثرة الأمطار وصارت بعد ذلك شجرة العائلة حيث اختصت العائلات هناك في غراستها والمحافظة عليها داخل المنطقة السقوية التي تعتبر الاقدم في المنطقة، حيث أحدثت منذ سنة 1938 حسب ما أكده رئيس مجمع التنمية الفلاحية بوشتاتة والذي أوضح كذلك أن تسمية الكريمة أطلقت على هذه الثمار في وشتاتة لكرم الشجرة وانتاجها الوفير والغزير فباتت تسمى بالشحرة الكريمة وصارت ثمرتها تسمى ” الكريمة” زيادة على أنها لا تتطلب مصاريف كثيرة كغيرها من الأشجار المثمرة من حيث الاسمدة والادوية خاصة وأنها غير معرضة للامراض

 

و تُنظم سنوياً في شهر أكتوبر فعاليات مهرجان “الكريمة”، الذي أصبح حدثاً مهماً في تقويم المنطقة، ويجذب المواطنين من مختلف أنحاء تونس. يتضمن المهرجان مجموعة متنوعة من الأنشطة، من بينها عرض لمنتجات الكريمة واستخداماتها المتعددة، بالإضافة إلى حصص تذوق مبتكرة لتجارب جديدة تعتمد على ثمرة الكاكي. كما يشهد المهرجان عروضاً تنشيطية للأطفال، بالإضافة إلى فعاليات فنية تشمل العروض الشعبية والفروسية..

هذا العام، تميز المهرجان بتنظيم ندوة علمية حول “شجرة الكريمة و الحلول المستندة على الطبيعة للتاقلم مع التغييرات المناخية”، بالإضافة إلى زيارات ميدانية لمقاسم زراعة الكريمة في المنطقة. كما كان الحضور على موعد مع عرض موسيقي رائع أحياه الفنانة ألفة بن رمضان، التي أضافت لمسة فنية ساحرة إلى هذا الحدث الذي يعكس حب الفلاحين لتقليدهم الزراعي ويعزز مكانة “الكريمة” كأحد الرموز الفلاحية والثقافية في وشتاتة.

ايمان مهني

وطنية