جريدة الخبير

23/01/2023
جريدة الخبير, أخبار الاقتصاد التونسي
31140935
lexpert.tn@gmail.com

العملية الإرهابية: تسابق غير مبرر بين الرئاسيتين

على اثر العملية الإرهابية التي إستشهد بها أحد رجال الأمن طعنا من قبل ارهابيين بجهة أكودة من ولاية سوسة، قام رئيس الجمهورية قيس سعيد بتأدية زيارة إلى مكان الحادثة… تناول هذا الحدث العديد من الوسائل الإعلامية لذلك لن نطيل الحديث عنه و نكتفي بالترحم على شهيد الوطن متمنين له الرحمة و الغفران…
تمثل مدينة سوسة وجهة و قبلة سياحية عالمية و نحن نتسائل عن سبب التركيز على ولاية سوسة ككل، و لم يتم تحديد الحادث و حصره على منطقة أكودة، السياحة في تونس متضررة بل مدمرة، فهل نحن في حاجة إلى مثل هذه الدعاية السيئة لمزيد الإطاحة بالقطاع السياحي، كان يجب على الإعلام و المتحدثين الرسميين و غيرهم أن يكونوا أكثر حذرا في تناول مثل هذا الموضوع خاصة في هذا التوقيت الحرج بالذات.
ثم إن هذا الحدث شهد معاينة من رئيس الجمهورية الذي توجه إلى أكودة للنظر في ملابسات هذه القضية، كذلك لم يتخلف رئيس الحكومة عن مواكبة الأحداث و التوجه إلى أكودة هو الآخر من أجل الدعم و المساهمة في كشف الستار عن ملابسات هذه الحادثة… و لكن ما يثير فينا التساؤل هو سبب هذه الزيارات المنفصلة؟ لماذا لم يتوجه رئيس الدولة و رئيس الحكومة معا إلى أكودة؟ حتى إن في هذا تخفيفا من المصاريف و زرعا للأمان و الطمأنينة في قلوب التونسيين الذين إذا ما شاهدوا مثل هذه الألفة فإن الإحساس بالأمان لديهم سيزيد دون شك، و لكن كلا الرئيسان كانا منفصلين في تغطية هذه الحادثة، فعلى ما يدل هذا يا ترى؟ خاصة و أننا في وضع سياسي حرج للغاية، فالحكومة الجديدة لا تزال في بداية طريقها و هي في حاجة ماسة إلى التآلف مع رئاسة الجمهورية في عدة أشياء، و كان يمكن لهذه الحادثة أن تكون مناسبة للعمل الجماعي و التناسق الشفاف الذي سيشهد عليه كل التونسيين، خاصة و أن الحكومة الجديدة لم تباشر عملها إلا منذ يومين قبيل الحادثة.
هذه العملية الإرهابية ليست محاولة لقلب الحكم بل هي دعاية إعلامية، فالإرهاب يقول بصوت عال ها أنا هنا، و أين؟ في سوسة درة السياحة التونسية، هذا الإرهاب المتعفن الذي يسعى إلى مزيد إغراق البلاد في الوحل و الخصاصة.
يبدو أن الأراء في الشارع التونسي اجتمعت على أن السبب الرئيسي لهذه الحادثة هو ضرب السياحة في تونس، هذه الحادثة و الضربة الموجعة جائت في شكل تأكيد على أن الإرهاب لا يزال موجودا، و لكن نحن نتمنى أن تكون هذ الضربة بمثابة الصفعة المؤلمة للحكومة و الرئاسة من أجل مزيد الاستفاقة و الإهتمام أكثر بالأمن العمومي و تكريس كل الجهات الأمنية لجهود أكثر من أجل القضاء على اواصر الإرهاب في تونس.
بلال بو علي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *