محمد العياشي العجرودي هو اسم برز أخيرا في مجالات متعددة منها السياسية و الاقتصادية و يبدو ان له آثار إيجابية ذلك ان البعض يرى ان له دور فعّال في تحقيق المصالحة الشاملة بين مختلف الأطراف في الساحة السياسية و الاقتصادية التونسية.
و في ظهوره في احد البرامج الحوارية بقناة «الجنوبية» أكد العجرودي على ضرورة التلاقي و الجلوس على مائدة الحوار و التفكير في تونس و التوصّل إلى توافق للمرحلة القادمة على الاقل كما دعا إلى ضرورة تغليب صوت العقل و الاعتدال و لم لا التنازل لمصلحة الوطن و يصر على ضرورة تشريك الجميع في الحوار الوطني لإيجاد الحلول لبعض المشاكل و القضايا…مستشهدا في هذا السياق بقول الله تعالى:» من علم علما و لم ينفع به فلجم بلجام من النار» و من هنا فمن أبرز التدخلات التي شدت انتباهنا في لقاء العياشي العجرودي الحواري هذا هو تدخله حول خروف عيد الأضحى… حيث أطلق صيحة فزع منددا بإستراتيجية توريد الأغنام من دول أوروبية خاصة و أنها غير مطابقة للمواصفات الاسلامية علما و ان العجرودي قد اشتهر باكتشافاته و اختراعاته في مجال الزراعة البيولوجية و تحلية المياه… و أفاد بأن هذه الدول مثل إسبانيا و فرنسا و المانيا و غيرها تعلف أغنامها بالعلف الحيواني و هي بقايا الخنازير و الأبقار الميتة مع إضافة بعض المواد الكيماوية… و يمكن وصف حديثه عن توريد الخرفان بالانتفاضة أمام هذه السياسة موجها نداء إلى أهل العلم و رجال الدين ليوضحوا هذه المسألة متسائلا هل ُيباح أكل لحوم هذه الأغنام و هي تحمل مواد حُرّم علينا أكلها في ديننا الاسلامي و هل يمكن اعتبارها أضحية؟ خاصة و اننا نعلم أن أضحية العيد يجب ان لا يكون بها أي عيب!
و هذا التدخل الصريح و الشجاع و الحازم يضع السيد محمد العياشي العجرودي كأحد أهم أصحاب المواقف النيرة و من بين المدافعين بحق عن المبادئ و القيم التونسية الضاربة في عمق التاريخ و التي تخدم المصلحة العليا للبلاد في انتظار تدخل آخر مماثل ربما يصدر عن رجل أو رجالات الوطن في هذا الوقت العصيب الذي تمر به البلاد و الذي قل فيه التفكير في مصلحة تونس أمام المصالح الحزبية الضيقة.
صفاء الرمضاني