اعتبر نائب وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية، جانغ مينغ، أن “الصين تعتبر تونس شريكا مثاليا ومهما على المستوى الإفريقي” مؤكدا تفاعل تونس الايجابي مع مشروع الصين الضخم المتمثل في “طريق الحرير”، بحسب ما جاء في بيان لوزارة الشؤون الخارجية.
ويؤدي نائب وزير الخارجية الصيني زيارة رسمية إلى تونس من 4 إلى 6 جانفي.
شبكة ضخمة
وكانت الصين أطلقت في سبتمبر 2013، مبادرة جديدة لطريق الحرير الجديد بإعلان الرئيس الصيني عن خطة لتأسيس طريق حرير جديد يصل الصين بأوروبا عرف بـ “طريق واحد، حزام واحد”، وسييصل بين نحو 60 دولة وباستثمارات متوقعة تتراوح بين 4 و8 تريليونات دولار.
وتتضمن هذه الطريق شبكة بنيوية ضخمة تجمع بين السكك الحديدية والطرق السيارة السريعة وشبكة طرق ملاحة بحرية كما يشمل المشروع شبكات الكهرباء والانترنت وأنابيب الغاز والنفط.
تسمية تاريخية
وتعود تسمية هذه الطريق إلى أزمنة قديمة مرت بها عدة حضارات حيث تعرف منظمة اليونسكو هذه الطريق بكونها طرقا برية وبحرية تبادل عبرها الناس من كل أصقاع العالم الحرير وغيره الكثير من السلع.
وتُعتبر الطرق البحرية جزءاً لا يستهان به من هذه الشبكة فمثّلت حلقة وصل ربطت الشرق بالغرب عن طريق البحر واستُخدمت على الأخص لتجارة التوابل بحيث بات اسمها الشائع “طرق التوابل”، بحسب تعريف هذه المنظمة الأممية.
تاريخيا تعرف هذه الطريق بمجموعة من الطرق المترابطة كانت تسلكها القوافل والسفن وتمرّ عبر جنوب آسيا رابطةً مع الصين مع أنطاكية في تركيا بالإضافة إلى مواقع أخرى.
وبحسب متخصصين في الشؤون الحضارية كان لطريق “الحرير” تأثير كبير على ازدهار عدد من الحضارات القديمة مثل الصينية والحضارة المصرية والهندية والرومانية والتي أرست قواعد العصر الحديث.
اهتمام واسع
وكانت تقارير صحفية أشارت إلى ان هذه المبادرة الصينية استقطبت اهتمام العديد من الدول العربية في الخليج والشرق الأوسط ويتوقع ان تكون تونس بين أبرز المستفيدين من هذا المشروع بالنظر إلى تموقعها الجغرافي بالأساس.
وفي هذا الصدد يؤكد وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية، جانغ مينغ، على أن “الصين تعتبر تونس شريكا مثاليا ومهما على المستوى الإفريقي”، مثمّنا تفاعل تونس الإيجابي بخصوص عدد من المقترحات والمشاريع الصينية الهادفة إلى دفع العلاقات الدولية ومنها إحياء مشروع “طريق الحرير”. يشار إلى ان هذا المشروع سيساهم برسم خارطة جديدة للعالم.
المصدر: جوهرة اف ام