تقوم الدولة التونسية بدور اجتماعي من خلال المحافظة على سعر الأدوية المستوردة، و عدم الترفيع فيها رغم ارتفاع ثمنها بسبب انخفاض قيمة الدينار التونسي.. و هذا هو سبب دعم الأدوية المستوردة، هذا و تقوم الصيدلية المركزية بتعويض انخفاض قيمة الدينار التونسي.
أما عن الإستثمار في مجال الأدوية البيولوجية فهو ضخم و ضخم جدا، و لكن في المقابل تعتبر السوق التونسية صغيرة جدا.
من ناحية أخرى يجب على منظومة طلب العروض أن تتراجع و تأخذ الإستثمار بعين الإعتبار، و خلافا لهذا لن يقدم أي مصنع تونسي على الإستثمار في الأدوية البيولوجية الجديدة بما هي قطاع مهم و مهم جدا.
الإرادة السياسية ضرورية للمرور إلى مرحلة الفعل
تعتبر الأبحاث في ميدان الصحة و الأبحاث السريرية مجالا مهما جدا في إطار النهوض بقطاع الصناعات الدوائية، فأين نحن من كل هذا؟
تعتبر تونس بلدا متقدما في هذا المجال على المستوى الإفريقي، لكن إذا ما تمت مقارنتنا بالعالم ككل فنحن لا نزال جد متأخرين، و لكن رغم هذا نؤكد أن كل الأساسيات موجودة، و نحن قادرون على المشاركة في الأبحاث السريرية، و هذا ما نتبينه من خلال معركتنا ضد الكوفيد، بما هي معركة بحثية بامتياز، هذا و يجب أن يعلم الجميع بأن كل متطلبات البحث في هذا المجال متوفرة في تونس. أما العائق الأساسي فيتعلق بالإرادة السياسية التي سنمر من خلالها إلى مرحلة الفعل. و تملك تونس تأثيرا كبيرا على مستوى مشاركتها في الأبحاث السريرية، و هذا الأمر سيعود علينا بفائدة كبيرة جدا. علما و أن هذه المشاركة تمنح المرضى حق العلاج بالمجان، و هذا رهن مشاركة التونسيين في هذه الأبحاث، خاصة تلك المتعلقة بمرض السرطان.. و تملك تونس بنية تشريعية ممتازة على مستوى الصحة، لذلك لا شيء يحول دون أن نمر أخيرا إلى مرحلة الفعل، و ذلك من خلال التعريف بما نملكه في نطاق المخابر، و هذا الدور تلعبه الدولة بالأساس، رفقة الغرفة الوطنية للشركات المختصة في الأبحاث السريرية، و بالتالي من أولى أهدافنا المشاركة في الأبحاث، هذا و لدينا ما مقداره 200 ألف مليار أبحاث سريرية سنويا.
“كوفيدار” هي مبادرة قام بها المجتمع المدني بسبب جائحة الكوفيد، إذ كان واجبا على المجتمع المدني أن يشارك بمجهود ما في محاولة منه لمجابهة هذا الفيروس الخبيث، خاصة عندما اشتد الضغط و الخطر حين امتلأت دوائر الطوارئ و الإنعاش، فكان لا بد طبقا للمعايير العالمية التكفل بالمرضى الذين يمكن الإعتناء بهم في منازلهم، و قد بدأنا هذا الأمر رفقة أطباء و صيادلة و أطقم شبه طبية… و قد تمكنا إلى حدود يومنا هذا من التكفل بما يقارب ال600 مريض، في ولايتي المنستير و بن عروس فقط، و من المنتظر أن يتوسع هذا النشاط ليشمل ولايات أخرى، إلا أننا نشكو من بعض الصعوبات المادية، لذا أتوجه بالشكر لكل من ساعد في إنجاح هذه المبادرة الإنسانية، علما و أن خدمة التكفل بالمرضى مجانية 100%.