جريدة الخبير

السياحة الصحراوية: رهينة إرادة سياسية …

 

 

Capture d’écran 2014-12-23 à 11.44.14 

منذ  خمسين سنة  والسياحة التونسية كالقصبة في مهب الريح  جراء سياسة مهمشة تخضع لمنطق الحلول الفورية التي تزول مع هبوب رياح الأزمات –وبالرغم من ذلك فإنها بقيت صامدة… إلى ان عصفت رياح  ثورة 14 جانفي فكانت بمثابة الضربة القاضية للسياحة التونسية بصفة  عامة والسياحة بالجنوب التونسي بصفة خاصة. فقد سجل غلق عدة وحدات فندقية وعددا هاما من وكالات الأسفار والبقية مهددة بإفلاس إن لم يتم إنقاذها بحلول عاجلة  –  لتصبح اليوم السياحة الصحراوية مهددة بالاندثار رغم ما تتمتع به المنطقة من منتوجات سياحية متنوعة تجعلها وجهة منفردة بذاتها تستقطب مختلف الشرائح…

ولاسيما وان هذه المنطقة تتمتع بخصائص عديدة:

المحيط الطبيعي: ·

واحات تتدفق منها العيون.

كثبان رمال ممتدة على مساحات شاسعة – إلى جانب شط الجريد والواحات الجبلية بتمغزة والشبيكة.

المعالم الأثرية:

 فهي تزخر بالمعالم الأثرية الإسلامية والرومانية

الصناعات التقليدية:

 وهي تعتبر من العناصر التي تساهم في جلب السواح نظرا للقيمة الجمالية والإبداعية التي تميزها.

هذا فضلا عن  المهرجانات والتظاهرات الثقافية التي تقوم بـدور هام في التعريف بالمنتوج السياحي الصحراوي وتنشيط الحياة الاقتصادية والاجتماعية بالجهة.

عنق الجمل أو بالأحرى هوليود :

 لقد حظي بالعديد من القرارات الهادفة لتهيئته والعناية به أكثر لقدرته على استدراج أكبر المخرجين العالميين وشركات الإنتاج السينمائي وإغرائها بتركيز استوديوهات لها بالجهة.

ملعب قولف في قلب الصحراء:

ساهم ملعب القولف في فتح أبواب الجهة أمام نوعية جديدة من السياح وتعزيز مكانة السياحة الصحراوية باعتباره الأول من نوعه في إفريقيا .

 لسائل أن يسأل :  ماذا عن الربط الجوي الذي سيؤمن لنا فرصة اكتشاف هذه المدينة…؟

لم تعد مسألة النقل الجوي عائقا أمام  رغبة السائح في زيارة مدينة توزر وذلك بفضل تكثيف الرحلات المباشرة بين مختلف بلدان أوروبا .

 سياحة عبور لا سياحة إقامة:

بالرغم من ان المنطقة يمكن ان تكون قطبا سياحيا قائما بذاته  قادرا على استقطاب  مختلف الجنسيات…فلماذا تبقى سياحة عبور لا سياحة إقامة ؟

رغم تطور قطاع السياحة بجهة الجنوب الغربي سواء على مستوى الإيواء أو التنشيط إلا انه يستوجب مزيد العمل على :

  • ان لا تكون الحركة موسمية
  • تكثيف الرحلات الداخلية والخارجية ·
  • بعث محطات للمعالجة بالمياه الحارة : (كما يمكن ّإستغلال المياه المتدفقة في بعث مراكز إستشفائية تستهدف شريحة أخرى من السياح  يريدون العلاج بالمياه الحارة بذلك يكون للسياحة الإستشفائية دور في إثراء المنتوج الصحراوي.)

  • مشاركة أهل المهنة في المعارض السياحية الدولية، وذلك بتخصيص جناح خاص تعرض فيه كل المنتوجات الصحراوية.
  •  تكثيف الحملات الترويجية بالداخل والخارج.
  •  تنظيم تظاهرات كبرى  على مدار السنة
  •  دعوة  الصحفيين المختصين في السياحة والمهنيين وممثلي وكالات الأسفار الأجنبية .
    • تأهيل العاملين بالقطاع بشكل أفضل لضمان جودة الخدمات.
    • تنويع وحدات  الإقامة.
    • التنشيط داخل النزل وخارجها.
    • إحداث موقع واب يعنى بالتعريف بالجهة .
    • تطوير مهرجان دوز الدولي لإخراجه من جلباب سباق المهاري والصيد ” بالكلاب السلوقي” …………

ومن المؤكد أن الجنوب التونسي يمكن أن يكون وجهة سياحية صحراوية لو وقع تثمين ما تزخر به هذه الجهة و توظيفه بالشكل المطلوب.

إلا ان النهوض بالسياحة الصحراوية ومن وراءها الجنوب التونسي يبقى رهين إرادة سياسية …

ريم الخماسي

index

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *