السيد مصطفى التوي: مهندس عام فلاحي مستشار
يمكن
تأمين صابة الحبوب بالمداواة و بمقاومة الحرائق خاصة و نحن على أبواب فصل الصيف و
هنا يمكن الملاحظة انه هناك حرائق يمكن ان تكون طبيعية و حرائق بفعل فاعل لذلك
هناك عدة طرق للحماية منها مثلا ازالة الأعشاب الطفيلية اليابسة التي على جانب
الطرقات أو القيام بعملية فصل بين المزروعات اضافة الى ضرورة احتياط المواطنين عند
إشعال النار في نزاهتهم التي تكون في قريبة المساحات الخضراء.
و بما إننا على أبواب فصل الثمار، فانه يجب علينا العناية
الفائقة بها و التي تقوم أساسا على عدة اشغال و التي من بينها المداواة. و
المداواة هنا حاجة ضرورية و لكن يجب القيام بها بطريقة عقلانية فعلى الفلاح هنا ان
يكون ملاحظا جيدا ليعرف هل عليه المداواة أم لا اضافة الى اختيار الدواء المناسب و
كذلك تجهيز و تعديل الآلات بالطريقة الصحيحة مع احترام المقاييس الفنية زيادة على
ضرورة المحافظة على صحة العامل الذي سيقوم بعملية المداواة و بالتالي المحافظة على
صحة المستهلك.
و مع بداية ارتفاع الحرارة، يكثر في العادة التذمر من المياه
الراكدة و من السباخ الموجودة، و هنا لابد من التوضيح ان لسبخة السيجومي مثلا دور
كبير جدا و كبحيرة بنزرت أو غار الملح فهم ممتصين للصدمات و في نفس
الوقت تمثل حلولا طبيعية لإعادة معالجة الطبيعة . و كما هو في الفلاحة أو
الصناعة فعندما نقوم بأي اعادة معالجة غير عقلانية فانه يجب الابتعاد عن نقاط
الماء فإذا كانت فواضل الأدوية تذهب الى مناطق السبخة فإنها تقتل التنوع البيولوجي
و هي من مشمولاتها أنها بها تنوع بيولوجي فان تم كسر تلك السلسة الغذائية فانه
سيكثر الناموس و العديد من الحشرات الاخرى لذلك لابد من الحفاظ على التوازن البيئي.
مثال ذلك فقد تم تسجيل 40 سنتيمتر من الأمطار سنة 1971 في ايران في
مدينة رمسال فهناك اتفاق يجب المحافظة عليه لان هذه المنطقة هي بدورها مصدر غذاء.
و اتفاقية ” رمسال ” هي كاتفاقية التنوع البيولوجي في
1992 و هذه الاتفاقية تنص على ضرورة حماية الطبيعة و حماية التنوع البيولوجي
باعتبار ان المواطنين يقومون بردم السباخ و البناء عليها احيانا في حين أنها مناطق
معدلة للمناخ و حل طبيعي و باعتبارها مناطق ممتصة للصدمات فالسباخ هي مناطق طبيعية
هامة جدا و المستقبل البيئي يقوم عليها لذلك يجب المحافظة عليها . و نحن في تونس
لدينا 40 منطقة تُمسح ما يقارب 837 الف هكتار و تركيا مثلا لديها 14 منطقة على
امتداد 180 الف هكتار و هو ما يعتبر امتيازا كبيرا يجب المحافظة عليه و هنا أدعو
الفلاح و الصناعي و المواطن التونسي بصفة عامة الى المحافظة عليه بكل الوسائل و
هناك لابد من الإشارة الى ان الإكثار من المبيدات يخلق فراغا بيولوجيا و هو ما
يظهر السلالات المقاومة و حتى عند تقوية الأدوية فحينها لا ينفع ذلك.