من نكد الدهر أن الخطر الذي يهدد البلاد لم يعد خافيا على العيون بل يتسابق و يلهو و يهدد و يتحدث إلى الناس بما يضمر في أعماقه للبلاد و في الأثناء انفجرت قنبلة البنك الفرنسي التونسي و الحكم بدفع مليار دولار نتيجة تلاعب و استهتار و استخفاف بالقضية…
الغريب أن من تسببوا في هذه المصيبة يتسابقون لحكم البلاد و لم يهتم أي متهم بما سينتج من مآسي عن هذه الورطة الخطيرة التي ستكون لها تبعات في المستقبل تتحملها كل أركان الدولة… و لكن لا حياة لمن تنادي فرئيس الحكومة في عهد الترويكا المشؤوم يرفض الحديث عن الماضي ربما لأن ماضيه غارق في السلبيات سواء عندما كان بلطجيا يضع القنابل في الفنادق أو عندما حاول التحول إلى الخليفة السادس و ساهم في هدم أركان الدولة فأفرغ الخزينة و دمر الوظيفة العمومية و زرع أصول الجهالة في كل أركان البلاد و أطلق عنان الشعوذة و الفوضى و كأنه عدو لدود للقانون في أبسط مظاهرة يترشح اليوم لأعلى منصب و يؤكد أنه جاء ليتمم ما لم يتمكن من انجازه أيام التعاسة و هدم أركان البلاد….
أما المصيبة الثانية و ما يسمى بالرئيس المؤِقت فان المتهم الأول في توريط البلاد من حزبه الذي كان عبارة عن عصابة أشرار اغتالت لطفي نقض بطريقة همجية في وضح النهار و تحت أنظار عدسات التصوير و طاردت الأحرار و أفسدت الاجتماعات السلمية و هاجمت كل وطني غيور و زرعت بذرة العنف بين الناس الآمنين. أما هو المختل عقليا فقد حول قصر قرطاج إلى ملتقى للإرهابيين الذين أكرمهم ووسم أخطرهم و بقيت تصرفاته تدعو إلى الخجل وروى مساعدوه قصصا غريبة عن تحركاته الشاذة و شعوره المتواصل بالاحتقار و ثوراته على الطبيعة التي منحته شكلا لا يرضيه و كأنها زادت في معاناة نفسية عميقة و في تنغيص حياته الخاصة…يشعر بعداء كل الناس و كلهم يتآمرون عليه… و إذا فشل في أي شيء يخصه يرى أنها نتيجة مؤامرة…تعرف دائرته أنه كذاب يتملق و غير أمين على الوعود و تمثل ذلك بالخصوص في عملية تسليم الليبي البغدادي المحمودي تظاهر بالمعارضة و بعد مفاهمة سرية مع رئيس الحكومة في ذلك الوقت قام برحلة صباح التسليم إلى مكان مجهول صحبة قائد الجيش و ادعى أنه يجهل تفاصيل القصية و تظاهر بالرفض بينما كانت العملية مكشوفة التفاصيل ساذجة التنفيذ …هذه القصية فضحت الوجه الأخر اللعوب الجبان لهذا الشخص الذي تحول إلى بلياتشو يهرج في الشارع و يرقص و يغني و يعزف و يقوم بحركات هستيرية تنم عن شذوذ في التصرف… هذا الشخص له علاقة بورطة البنك فأحد وزراءه من حزبه في ذلك الوقت متهم بالتلاعب و اليوم في سباق الانتخابات… يا له من موقف لا أجد له أي تفسير إننا في زمن بلا هوية…