تقبل الجمهور قرار المرشد رئيس البرلمان و منع النقل المباشر للجلسات العامة للبرلمان بين مؤيد و رافض ولكل شق مبرراته في اتخاذ الموقف وبما انه نحن شعب ننعم بديمقراطية فريدة من نوعها في الكون فلا أحد يخفي موقفه و ان بداغريبا أو شاذا و هذا ركن هام من اركان الديمقراطية التي تؤدي حتما الى العدالة في مفهومها العريض و ان تعثرت في البداية بأيادي من حلموا بتطبيقها و يشير المؤيدون لقرار منع النقل المباشر الى التجارب المؤسفة الماضية سوى في المجلس التأسيسي و بروز عظماء في الجهل و الجهالة تخطوا كل حدود جمود العقل البشري مع تألق البعض في الاصرار على مطالب ساذجة لا يمكن مناقشتها في مثل تلك القاعة .
أما عن الدورة الأخيرة فالمنع ارفق من عرض الفضائح على السطوح وتسابق العديد من النواب في مسرحيات مخجلة من التراشق بالتهم و السب و الشتم الذي لا يليق بنواب الشعب الى جانب الغيابات المبالغ فيها و لو ان جلها ذات طابع تخريبي لمنع التصويت على قوانين لا تروق لبعض الاتجاهات و المصالح الحزبية و أما اليوم فإن التخوفات عديدة منها ان المرشد رئيس المجلس له افكار مسبقة عن مؤيديها الذين دأبوا على استقباله ب ( طلع البدر علينا ) ثم يتزاحمون لتقبيل يده ثم هو يتحكم فيهم مثل الاستاذ المحترم في التعليم الابتدائي الى جانب ان للسن حكمته ففي الثامنة و السبعين هناك ثقل في النطق السليم و سرحان في الذاكرة و شعور بالتحكم الشديد في الحضور و اذا فهو ينظر اليهم مثل ( الكومبارس ) وهذا ما سيشعل نار النقد والرد الفوري … ثم هو يدعي انه يمثل كل التونسيين وهذه مغالطة كبيرة لأن جل التونسيين من انصار بانيي تونس الحديثة الحبيب بورقيبة و هو لا يخفي حقده على المجاهد الأكبر… كل هذه السلبيات تفضل ترك الفضائح سجينة جدران المجلس إلا ما سيقع تسريبه من مشاهد جد صادمة احسن من عرضها على انظار العالم.
و أما المعارضون لقرار المنع فهم يرون أن البرلمان يبقى ضمير الشعب و لا يمكن اخفاء أي شيء عن الشعب حتى المشاهد الصادمة و السب والشتم و التطاول حتى التشابك…. لأن المنع يوحي بإخفاء حقائق هامة يخشى من اطلاع الشعب على تفاصيلها!… و في النهاية الشعب على اعتاب مرحلة غامضة مليئة بالمفاجآت السلبية..