جريدة الخبير

البحث عن صورة تونس الخلابة

حدثني ديبلوماسي في المدة الأخيرة أنه أراد عرض شريط سينمائي من إنتاج محلّي خاصة وأنه كثر الحديث عن المشاركات في المهرجنات وعن النجاح المنقطع النظير الذي تجده تلك الأفلام مع إعجاب نادر تخطى كل الحدود واضطرت لمشاهدة عدد من تلك الأفلام التي قيل أنها سجلت اعجاب فلم أجد صورة تونس أو أي شيء يوحي [أنها لها علاقة بتونس فلا المشاهد العامة ولا الموضوع وقال استغربت خاصة وأنها أنجزت بنسبة كبرى بأموال تونس وأضاف كان يمكن استغلال الطبيعة في الشمال أو في الجنوب ضمن قصة متفائلة لشاب شديد الطموح نحت الصخر بأظافره إلى أن نجح في سعيه لتحقيق إنجاز مشروع كبير وهكذا بدون الدخول تحت سقف السياسة وتونس تشتكي من كثرة الآراء المتناقضة وغصت مع الرجل الذي لم يخف آلامه من فقدان الوطنية أي حب الوطن تونس وتشعب الحديث حول عدة قضايا فلاحظت له أن سبب الاهتمام بقضايا البؤس والفقر يعود إلى أن أصحاب تلك الأعمال يحلمون دائما بالمشاركة في المهرجانات خاصة خارج الحدود ولو على الهامش وليس من السهل كتابة قصة طموح مثلا فهذا الصنف يتطلب معرفة واسعة بالأدب وبعلم النفس أو على الأقل استشارة أهل العلم بينما سرد المآسي والمصائب والإخفاق كلها مواضيع حساسة تجلب مساندة الأجانب التي تطرب عند رؤية تلك المشاهد والتي في الحقيقة هي المتسبب فيها وهكذا يجري العاملون في ميدان السينما نحو سراب المهرجانات التي لم تعد تحقق لوحدها المجد ثم لاحظت أن جيل هذه الأيام يتوهم وهو يقلد الانتاج العريق أن الاثارة تبقى مفتاح السوق الخارجيىة وخاصة العنف المجاني الذي يؤثر على المراهقين ويدفعهم نحو التمرّد وهذا مرفوض تماما لأن الحث على النجاح أفضل من تزيين الجريمة والانحراف وسهولة السقوط بينما هناك الأحياء الراقية والمطاعم والمقاهي والفنادق الفخمة مقابل الأحياء القزدرية والكرطونية الناتجة عن النزوح الهامشي وبسببه تصحرت الأرياف وفقدت اليد العاملة في الفلاحة والبناء… قطعا مثل هذه المواضيع تتطلب الذكاء ودراسة الموضوع في أعماقه ولهذا جاءت الأعمال الدرامية على كل الشاشات سطحية وكما يقول إخواننا في مصر “مسلوقة” وأضرت بسمعة عدد من الممثلين اضطروا لقبول الأدوار حتى لا تعضّهم البطالة.

     وتساءل الرجل عن دور وزارة الثقافة في تنظيم أيام دراسية حول الإنتاج الدرامي يشترك فيه كل من له صلة بهذا الموضوع حتى يعي هؤلاء بأهمية التعاون للوصول إلى تحقيق نتائج إيجابية أجبت بتنهيدة من الأعمال إن وزارة الثقافة أصبحت مجرد صندوق لتوزيع الأموال على كل من يطلب الدعم… واقع مرّ وأليم ومع ذلك يستمر… ولا أمل في الأفق لأن القوم لا يسمع لا يرى وأخرس… إنها ماساة…

غير مصنف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *