جريدة الخبير

الاعلام و الارهاب

 

يعتبر‭ ‬الإرهاب‭ ‬ظاهرة‭ ‬العصر‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬الفرد‭ ‬و‭ ‬المجتمع‭ ‬و‭ ‬الدولة‭ ‬و‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الظاهرة‭ ‬قديمة‭ ‬قدم‭ ‬البشرية‭ ‬و‭ ‬عرفتها‭ ‬الإنسانية‭ ‬منذ‭ ‬العصور‭ ‬القديمة‭ ‬إلا‭ ‬أنها

انتشرت‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬الأخيرة‭ ‬بسرعة‭ ‬كبيرة‭ ‬جدا‭ ‬و‭ ‬أصبحت‭ ‬أداة‭ ‬من‭ ‬أدوات‭ ‬الممارسة‭ ‬السياسية‭ ‬و‭ ‬وسيلة‭ ‬تستعمل‭ ‬لطرح‭ ‬القضايا‭ ‬و‭ ‬المطالبة‭ ‬بالحقوق‭ ‬و‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الرأي

العام‭ ‬المحلي‭ ‬و‭ ‬الدولي‭ ‬كما‭ ‬أضحت‭ ‬بامتياز‭ ‬وسيلة‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬و‭ ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬القرار‭ .‬

من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬يعد‭ ‬الإعلام‭ ‬مرآة‭ ‬المجتمع‭ ‬التي

تعكس‭ ‬واقعه‭ ‬و‭ ‬تنقل‭ ‬أوضاعه‭ ‬بموضوعية‭ ‬و‭ ‬مهنية

و‭ ‬أمانة‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬المزايدات‭ ‬و‭ ‬التوظيفات‭ ‬السياسية

أو‭ ‬الحزبية‭ ‬فالبحث‭ ‬عن‭ ‬سبق‭ ‬صحفي‭ ‬لا‭ ‬يعفي‭ ‬وسائل

الإعلام‭ ‬من‭ ‬تحري‭ ‬الحقيقة‭ ‬و‭ ‬التدقيق‭ ‬في‭ ‬خلفيات

الخبر‭ ‬و‭ ‬التحري‭ ‬عن‭ ‬الأهداف‭ ‬و‭ ‬الخلفيات‭ ‬المعلنة‭ ‬و

غير‭ ‬المعلنة‭ ‬التي‭ ‬تتحكم‭ ‬أحيانا‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬التسريب

المقصودة‭ ‬لبعض‭ ‬الأخبار‭ ‬التي‭ ‬تتعلق‭ ‬بالمصالح‭ ‬العليا

للوطن‭ .‬

لا‭ ‬يخفى‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬أن‭ ‬بلادنا‭ ‬اليوم‭ ‬تعاني‭ ‬من

ظاهرة‭ ‬الإرهاب‭ ‬بمختلف‭ ‬أشكاله‭ ‬و‭ ‬ذلك‭ ‬يظهر‭ ‬خاصة

اثر‭ ‬الأحداث‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬البلاد‭ ‬اليوم‭ ‬من

تفجيرات‭ ‬و‭ ‬اعتداءات‭ ‬على‭ ‬الأمنيين‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث

شهدت‭ ‬متابعة‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬جميع‭ ‬وسائل

الإعلام‭ ‬المرئية‭ ‬و‭ ‬المسموعة‭ ‬و‭ ‬المكتوبة‭.‬

هذا‭ ‬ما‭ ‬جعلنا‭ ‬نتساءل‭ ‬كيف‭ ‬تتعامل‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام

مع‭ ‬الإرهاب‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬الحديثة‭ ‬العهد‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬؟

و‭ ‬هل‭ ‬أن‭ ‬أدائها‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬أداءها

في‭ ‬الأوقات‭ ‬العادية‭ ‬؟‭ ‬و‭ ‬هل‭ ‬تكتفي‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام

بتغطية‭ ‬الأحداث‭ ‬؟‭ ‬أم‭ ‬تحاول‭ ‬قراءتها‭ ‬و‭ ‬أن‭ ‬تقدم

تفسيرات‭ ‬لها‭ ‬أم‭ ‬أنها‭ ‬تسيّسها‭ ‬وفق‭ ‬مصالح‭ ‬جهات

معينة‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬متمثلة‭ ‬في‭ ‬السلطة‭ ‬أو‭ ‬المعارضة‭ ‬أو

جهات‭ ‬مالية‭ ‬إلخ‭ …‬

كل‭ ‬هذه‭ ‬التساؤلات‭ ‬تحتم‭ ‬علينا‭ ‬الانتباه‭ ‬إلى‭ ‬محاولة

الإرهابيين‭ ‬استغلال‭ ‬الروابط‭ ‬القائمة‭ ‬بين‭ ‬وسائل

الإعلام‭ ‬و‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬و‭ ‬عملية‭ ‬صناعة‭ ‬القرار‭ ‬من‭ ‬قبل

السلطة‭ ‬و‭ ‬هنا‭ ‬نلاحظ‭ ‬أن‭ ‬الإرهابيين‭ ‬يستغلون‭ ‬الإعلام

للوصول‭ ‬إلى‭ ‬أهداف‭ ‬معينة‭ ‬يسعون‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقها‭ ‬من

خلال‭ ‬التغطية‭ ‬الإعلامية‭ ‬لأعمالهم‭ ‬الإرهابية‭ ‬منها

الحصول‭ ‬على‭ ‬الاهتمام‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نشر‭ ‬الخوف‭ ‬و

الرعب‭ ‬و‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬و‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬و

كذلك‭ ‬كشف‭ ‬ضعف‭ ‬و‭ ‬عدم‭ ‬قدرة‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬حماية

مواطنيها‭ ‬من‭ ‬الإرهاب‭ .‬

من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬تعتبر‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬هي

المؤسسات الوحيدة ذات الإمكانيات و القدرات لجمع الحجم الكبير من المعلومات و نشرها في أسرع وقت و نظرا لتعطش الجمهور لمعرفة آخر الأخبار و التطورات و أخر التدابير لمواجهة العمل الإرهابي تسعى جميع وسائل الإعلام لتغطية جميع الأحداث بأدق تفاصيلها و نشرها للعموم و بالتالي فإن التغطية الإعلامية التي تحظى بها الأحداث الإرهابية و المقابلات التي تجريها القنوات التلفزية و المحطات الإذاعية و الصحف و المجلات مع رؤساء و مسؤولي الجماعات الإرهابية و قادتهم تقدم خدمة جليلة تتمثل في الاعتراف بهم و بمطالبهم حيث يصبحون في مرتبة السياسيين و صنّاع القرار و صناع الأحداث وأخبارها في أوساط الجمهور و الرأي العام و تصبح لديهم علانية و حضور إعلامي و حضور في أفكار و أذهان الناس . من هذا المنطلق اتصلنا ببعض الإعلاميين لتبيان رؤيتهم في العلاقة القائمة بين وسائل الإعلام و ظاهرة الإرهاب و كيفية تعامل مختلف وسائل الإعلام مع هذه الظاهرة و كيفية تقديمهم المعلومة الإخبارية للرأي العام . و تختلف الآراء و التقييمات حول تعاطي الإعلام التونسي مع الحدث الإرهاب الذّي شهدته بعض المناطق مثل جبل الشعانبي و جبل قبلاط بين الرضا التام على ما يقدّم من مادة إعلامية إخبارية أو تحليلية حينية تسعى إلى رصد الحدث ووضعه تحت مجهر التحليل وبين السخط التام على ما يعتبره البعض تحوّل الإعلام التونسي إلى وسيلة تخدم أجندة العصابات الإرهابية من خلال مساهمته في تسويق الرعب و الخوف. في الحقيقة الإرهاب نفسه لم يكن مستجدّا في تونس بل انّ البلاد عرفت قبل الثورة حدثين إرهابيين مرتبطين موضوعيا وعضويا بالحراك الجهادي العالمي و نعني هنا تحديدا أحداث سليمان سنة 2006 وأحداث جربة وتفجير معبد الغريبة في 2002 . لكن ما تغيّر بالفعل هو التعاطي الإعلامي مع هذه الأحداث، حيث انتقلنا من التعتيم الشامل، قبل الثورة، إلى التغطية الشاملة بعدها دون إعداد حقيقي- معرفي ونفسي- للصحافيين و الإعلاميين للتعامل مع الظاهرة الإرهابية وهو ما أفرز جملة من الإشكاليات الحقيقية التي جعلت الإعلام التونسي اليوم يجد نفسه في مواجهة “ظاهرة” لم يستعد لها جيدا. الإعلام في خدمة الإرهاب الإرهابيون مسؤولون بشكل مباشر عن أعمال العنف التي يرتكبونها، ولكننا لا نستطيع تحميلهم أكثر من المسؤولية غير المباشرة عن ردود الفعل التي تعقب ذلك فالمتابع الجيّد لأحداث جبل الشعانبي أو أحداث قبلاط يعلم أنّ التحرّكات الإرهابية حتى تلك التي بلغت مرحلة الاشتباك المسلح مع قواتنا العسكرية والأمنية لم يكن بمقدورها أن تصيب المجتمع التونسي بأذى حقيقي و لكنّ تضخيم الأفعال الإرهابية المتفرّقة وخلق رابط بينها بل والذهاب نحو تجييش الشارع وشحنه نفسيا في إطار حرب على الإرهاب حوّل هذه الأحداث إلى أولوية قصوى لدى مختلف شرائح المجتمع على حدّ سواء من هذا المنظور يمكن التأكيد دون مبالغة أنّ المجاميع الإرهابية حقّقت أحد ابرز أهدافها أي الدعاية المجانية لأعمالها وخلق موجات من التشكيك بل والتعاطف لدي قطاعات هامة لا تثق في الدولة ولا في وسائل الإعلام نفسها. بمعنى أدق ساهمت وسائل الإعلام في تحقيق “انتصارات” للجماعات الإرهابية مقابل التشكيك في نجاعة أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية في مقاومتها بل ذهبت بعض الوسائل إلى حدّ اتهام النظام نفسه بالتواطؤ مع الإرهابيين الذين حققوا اختراقات واسعة داخل المؤسسة الأمنية. هنا نلاحظ أنّ اغلب وسائل الإعلام تجد في الحديث عن الإرهاب و العنف و الحروب عموما مادّة دسمة حيث تشكّل التغطية المتواصلة و المتواترة فرصة لتحقيق الربح التجاري والتموقع في المشهد الإعلامي من خلال ارتفاع نسبة المشاهدة و الاستماع و القراءة و ذلك رغم ما يواجهه هذا الموضوع من صعوبات حقيقية لا تقف عند حدود تعريف الإرهاب بل تتجاوزه إلى الإشكاليات التي يعيشها الصّحافيون في تعاطيهم مع الحدث الإرهابي وهو ما ينطبق في واقع الحال على الإعلام التونسي الذّي وجد نفسه بين واقع المنفعة المتوقعة من تغطية الحدث الإرهابي و حقيقة عدم معرفته بهذه الظاهرة ليتحوّل إلى عامل مساعد لخدمة الأجندة الإرهابية.

السيد‭ ‬فاتح‭ ‬الفالح‭ ‬رئيس‭ ‬تحرير‭ ‬البرامج‭ ‬الحوارية‭ ‬بالوطنية‭ ‬الأولى

البرامج‭ ‬الحوارية‭ ‬في‭ ‬التلفزة‭ ‬التونسية

تسعى‭ ‬إلى‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬ظاهرة

الإرهاب

وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تنحاز‭ ‬كليا‭ ‬لمصلحة‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬في

محاربة‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬فحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬أهميتها‭ ‬تعدّ‭ ‬ثانوية‭ ‬أمام‭ ‬جماعات

تستهدف‭ ‬كيان‭ ‬الدولة‭ ‬و‭ ‬تماسك‭ ‬المجتمع‭ ‬و‭ ‬استقراره‭ ‬و‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬ضرب

المكتسبات‭ ‬الحداثية‭ ‬للبلاد‭ ‬فكل‭ ‬التجارب‭ ‬في‭ ‬أعتى‭ ‬الديمقراطيات‭ ‬بينت‭ ‬أن‭ ‬الإرهاب

خط‭ ‬أحمر‭ ‬و‭ ‬ظاهرة‭ ‬يجب‭ ‬مقاومتها‭ ‬بحزم‭ ‬شديد‭ ‬بشتى‭ ‬الوسائل‭ ‬المدنية‭ ‬و‭ ‬الأمنية

أما‭ ‬التعامل‭ ‬الإعلامي‭ ‬مع‭ ‬الأحداث‭ ‬الإرهابية‭ ‬الجديدة‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬التونسي

فيجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬اتجاهين‭ ‬الأول‭ ‬أخباري‭ ‬و‭ ‬الثاني‭ ‬تحسيسي‭ ‬توعوي‭ ‬و

في‭ ‬كليهما‭ ‬يجب‭ ‬اعتماد‭ ‬المعايير‭ ‬الحرفية‭ ‬دون‭ ‬سواها‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الدقة‭ ‬و

عدم‭ ‬نشر‭ ‬معلومات‭ ‬قد‭ ‬تساعد‭ ‬الإرهابيين‭ ‬و‭ ‬تعرض‭ ‬القوات‭ ‬الأمنية‭ ‬و‭ ‬العسكرية

للخطر‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬مطالبة‭ ‬بمراعاة‭ ‬حرمة‭ ‬الذات‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬عرض

صور‭ ‬الضحايا‭ ‬من‭ ‬الجانبين‭ ‬و‭ ‬بما‭ ‬أن‭ ‬الإعلاميين‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬تنقصهم‭ ‬الدربة

و‭ ‬الدراية‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬الأحداث‭ ‬الإرهابية‭ ‬فإن‭ ‬المطلوب‭ ‬تكثيف‭ ‬الوسائل‭ ‬العصرية

اللازمة‭ ‬لنقل‭ ‬المعلومة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الاستثنائية‭ .‬

كما‭ ‬أن‭ ‬البرامج‭ ‬الحوارية‭ ‬في‭ ‬التلفزة‭ ‬الوطنية‭ ‬شأنها‭ ‬شأن‭ ‬أي‭ ‬تلفزة‭ ‬عمومية‭ ‬أخرى‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬المساهمة‭ ‬في

الحد‭ ‬من‭ ‬ظاهرة‭ ‬الإرهاب‭ ‬عبر‭ ‬مرفقين‭ ‬أساسيين‭ ‬الأول‭ ‬التوعية‭ ‬و‭ ‬التحسيس‭ ‬و‭ ‬الثاني‭ ‬الإخبار‭ ‬و‭ ‬الإعلام‭ ‬كما‭ ‬تسهر

على‭ ‬إشراك‭ ‬الجميع‭ ‬عبر‭ ‬قاعدتي‭ ‬التوازن‭ ‬و‭ ‬الإنصاف‭ ‬و‭ ‬هما‭ ‬ركيزتان‭ ‬أساسيتان‭ ‬للأعلام‭ ‬العمومي‭ .‬

حيث‭ ‬أن‭ ‬شبكة‭ ‬البرامج‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬مواكبة‭ ‬الظاهرة‭ ‬من‭ ‬البداية‭ ‬و‭ ‬ستشهد‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬القادمة‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬من‭ ‬حيث

الشكل‭ ‬و‭ ‬المضمون‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬البرامج‭ ‬الحوارية‭ ‬تتعاون‭ ‬بشكل‭ ‬تام‭ ‬مع‭ ‬المؤسستين‭ ‬الأمنية‭ ‬و‭ ‬العسكرية‭ ‬حتى‭ ‬تكون

المعلومات‭ ‬محيّنة‭ ‬و‭ ‬دقيقة‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬تربك‭ ‬عمل‭ ‬الوحدات‭ ‬التي‭ ‬تقاوم‭ ‬الإرهابيين‭ ‬و‭ ‬حتى‭ ‬السبق‭ ‬الصحفي‭ ‬لا‭ ‬يخرج‭ ‬عن‭ ‬هذه

القاعدة‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬المختصين‭ ‬يسجلون‭ ‬حضورهم‭ ‬في‭ ‬كافة

البرامج

السيد‭ ‬قيس‭ ‬بن‭ ‬مراد‭ ‬كاتب‭ ‬عام‭ ‬جامعة‭ ‬مديري‭ ‬الصحف

الإعلام‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬انتقالية‭ ‬و‭ ‬حرية

الإعلام‭ ‬أهم‭ ‬مكسب‭ ‬للثورة‭ ‬التونسية

س‭ :‬كيف‭ ‬تتعامل‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬مع‭ ‬الإرهاب‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬الحديثة‭ ‬العهد‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬؟

ج‭ : ‬ظاهرة‭ ‬الإرهاب‭ ‬ظاهرة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬و‭ ‬لم‭ ‬نتعود‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬التعاطي‭ ‬و‭ ‬التعامل‭ ‬مع

العمليات‭ ‬الإرهابية‭ ‬يعتبر‭ ‬من‭ ‬المواضيع‭ ‬الشائكة‭ ‬و‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬تواجهها

وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬المختلفة‭ ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتسم‭ ‬الإعلامي‭ ‬بالحرفية‭ ‬لعدم

الوقوع‭ ‬في‭ ‬شرك‭ ‬الإرهابيين‭ ‬الذي‭ ‬يتمحور‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬استغلال

الروابط‭ ‬القائمة‭ ‬بين‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬و‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬أهدافهم

المتمثلة‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الرعب‭ ‬و‭ ‬الخوف‭ ‬و‭ ‬الهلع‭ ‬بين‭ ‬المواطنين‭ .‬

مع‭ ‬العلم‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬تعد‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬المؤسسات‭ ‬الإعلامية

ببلادنا‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تتعود‭ ‬على‭ ‬الخوض‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث‭ ‬لذا‭ ‬تنقص

الخبرة‭ ‬العاملين‭ ‬بها‭ ‬و‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬نلاحظه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التسرع‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬أخبار

العمليات‭ ‬الإرهابية‭ ‬لتصل‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬تعريض‭ ‬حياة

المواطنين‭ ‬و‭ ‬الأمنيين‭ ‬و‭ ‬العسكريين‭ ‬للخطر‭ ‬لذلك‭ ‬وجب‭ ‬على‭ ‬الإعلاميين

تقديم‭ ‬المصلحة‭ ‬العليا‭ ‬للوطن‭ ‬على‭ ‬اهتمامهم‭ ‬بالسبق‭ ‬الصحفي‭ .‬

س‭ : ‬هل‭ ‬يختلف‭ ‬أداء‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬عن‭ ‬أداءها

في‭ ‬الأوقات‭ ‬العادية‭ ‬؟‭ ‬و‭ ‬هل‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تكتفي‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬بتغطية‭ ‬الحدث‭ ‬أم‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تحاول‭ ‬تقديم

حلول‭ ‬تحليلية‭ ‬لها‭ ‬و‭ ‬هل‭ ‬يجرها‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬تسيسها‭ ‬وفق‭ ‬مصالح‭ ‬جهات‭ ‬معنية‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬السلطة‭ ‬أو

المعارضة‭ ‬أو‭ ‬جهات‭ ‬مالية؟

ج‭ : ‬إن‭ ‬الإعلام‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬يمر‭ ‬اليوم‭ ‬بمرحلة‭ ‬انتقالية‭ ‬فحرية‭ ‬الإعلام‭ ‬هي‭ ‬أهم‭ ‬مكسب‭ ‬من‭ ‬مكاسب‭ ‬الثورة

التونسية‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬الصحافة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬تتمتع‭ ‬بحرية‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬لها‭ ‬مثيل‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الديمقراطية‭ ‬المتقدمة

رغم‭ ‬محاولات‭ ‬بعض‭ ‬السياسيين‭ ‬إن‭ ‬كانوا‭ ‬من‭ ‬الأحزاب‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬المعارضة‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحرية‭ ‬و‭ ‬تقييد‭ ‬وسائل

الإعلام‭ ‬بخطوط‭ ‬حمراء‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاوزها‭ .‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المكسب‭ ‬يعتبر‭ ‬حملا‭ ‬ثقيلا‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬و‭ ‬الإعلاميين‭ ‬نظرا‭ ‬للمسؤولية‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬على

عاتقهم‭ ‬و‭ ‬التي‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬عنصرين‭ ‬الأول‭ ‬حق‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬معرفة‭ ‬كل‭ ‬تفاصيل‭ ‬الأحداث‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬البلاد

و‭ ‬الثاني‭ ‬تقديم‭ ‬مصلحة‭ ‬البلاد‭ ‬علي‭ ‬مصلحة‭ ‬القناة‭ ‬التلفزية‭ ‬أو‭ ‬الصحيفة‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬السبق

الصحفي‭ ‬و‭ ‬على‭ ‬حق‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬المعرفة‭ .‬

مع‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬ننكر‭ ‬اليوم‭ ‬أنه‭ ‬هناك‭ ‬وسائل‭ ‬إعلام‭ ‬دخيلة‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬مرئية‭ ‬أو‭ ‬مكتوبة‭ ‬تعمل‭ ‬لحساب‭ ‬جهات

معينة‭ ‬أطرافا‭ ‬سياسية‭ ‬كانت‭ ‬أو‭ ‬اقتصادية‭ ‬هدفها‭ ‬الوحيد‭ ‬الوقوف‭ ‬بجانب‭ ‬جهة‭ ‬ما‭ ‬ضد‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬دون‭ ‬رقيب

أو‭ ‬حسيب‭ ‬تتفنن‭ ‬في‭ ‬ثلب‭ ‬الناس‭ ‬و‭ ‬تشويه‭ ‬سمعتهم‭ ‬و‭ ‬هنا‭ ‬يقع‭ ‬توظيف‭ ‬الإعلام‭ ‬بصفة‭ ‬خاطئة‭ ‬وفق‭ ‬مصالح‭ ‬و

حسابات‭ ‬سياسية‭ .‬

السيد‭ ‬نجم‭ ‬الدين‭ ‬عكاري‭ ‬رئيس

تحرير‭ ‬جريدة الانوار

اجتهادات‭ ‬الإعلام

التونسي‭ ‬اتجهت‭ ‬إلى

متابعة‭ ‬التحقيق‭ ‬مع

العناصر‭ ‬الإرهابية

الإرهاب‭ ‬ظاهرة

وافدة‭ ‬على‭ ‬تونس

بشكل‭ ‬عام‭ ‬و‭ ‬لو

أننا‭ ‬عشناها‭ ‬في

فترات‭ ‬متباعدة

و‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭ ‬إن

تعاطي‭ ‬الإعلام

مع‭ ‬الإرهاب‭ ‬بعد

الثورة‭ ‬كان‭ ‬كبيرا

سواء‭ ‬بالتغطية‭ ‬و

المتابعة‭ ‬و‭ ‬التحليل‭ ‬و

محاورة‭ ‬المختصين

و‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭ ‬و‭ ‬السياسة‭ ‬أو‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما

بات‭ ‬يعرف‭ ‬بالصحافة‭ ‬الاستقصائية‭ ‬التي‭ ‬تعرف

أولى‭ ‬خطواتها‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ .‬

و‭ ‬نزعت‭ ‬بعض‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬في‭ ‬متابعاتها

لهذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬أصول‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة

و‭ ‬ارتباط‭ ‬الإرهابيين‭ ‬بشبكات‭ ‬دولية‭ ‬و‭ ‬إقليمية

في‭ ‬محاولة‭ ‬التعرف‭ ‬عن‭ ‬طرق‭ ‬تمويل‭ ‬و‭ ‬تدريب‭ ‬و

مخططات‭ ‬هذه‭ ‬العناصر‭ .‬

كما‭ ‬أن‭ ‬اجتهادات‭ ‬الإعلام‭ ‬التونسي‭ ‬اتجهت

إلى‭ ‬متابعة‭ ‬التحقيق‭ ‬مع‭ ‬العناصر‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إيقافها

و‭ ‬محاولة‭ ‬نشر‭ ‬مخططاتها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اعترافاتها

و‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاتصال‭ ‬بعائلات‭ ‬الإرهابيين

و‭ ‬محاولة‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬حياتهم‭ ‬السابقة‭ ‬و‭ ‬كيفية

تجنيدهم‭ ‬أو‭ ‬تبنيهم‭ ‬الفكر‭ ‬الجهادي‭ ‬المتشدد‭ ‬أو

التكفيري

اعداد : حنان العبيدي

الارهاب

index
وطنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *