جريدة الخبير

قيس سعيد: رجل من كوكب آخر؟

هذا رعب غير مبرر هلع بدون تفسير خوف مبالغ فيه و اخرها تفاجؤنا احدى الزميلات برغبة ملحة في الهجرة الى كندا كل هذا تفاعلا مع نتائج الدور الأول للانتخابات الرئاسية. و اذا كان الأمر بالنسبة لي مقبولا نوعا ما فإن ما أذهلني هو الهجمة الشرسة و محاولة المس من شخصية قيس سعيد.

 ففعلا يعد الامر استثنائيا لكنه كان منتظرا من مورط في عمليات تحيل كبرى ضحك على ذقون البعض و غنم ألاف الملايين من الدينارات و سقط في فخ أنا يقظ لينال جزاءه بعد أن أحسن تنفيذ خطة محكمة ليتسلل لضعفاء الحال و يلعب بمشاعرهم هذا و قد  انطلق في هذا التخطيط و التنفيذ منذ سنوات .

و الحكومة التي كان عليها مسؤولية الإحاطة بضعاف الحال و على رأسهم السيد يوسف الشاهد و مستشاره مفدي المسدي كانت في سبات عميق تتقاسم الغنيمة  وتوزع المناصب على الأحباب و الأصحاب.

القروي و القروي شرعا في العمل في ميدان الاعلام خاصة في ميدان الاشهار بدعم من المدير العام السابق لبنك تونس العربي حمودة بالخوجة و حتى نكون موضوعيين فقد نجحوا نجاحا باهرا في تغيير المشهد الاتصالي بتونس لحد فهم تقنيات التواصل و خاصة منها الابداع الفني الصوتي و السمعي و البصري و  في أواخر التسعينات كبرت طموحاتهم و أقنعوا السيد طارق بن عمار سليل عائلة وسيلة بن عمار و الذي له شبكة علاقات كبيرة بباريس بمشاركتهم في بعث تلفزة خاصة طبعا بالاعتماد على بعض اللوبيات المحلية و الدولية و بقية القصة يعلمها القاصي و الداني و لا فائدة من ذكرها …

و نعود الان الى السيد قيس السعيد حيث جاء في تدوينة لرضا الجندوبي:

“بقطع النّظر عن محبّتك أو كرهك ، قبولك أو رفضك يمثّل انتصار قيس سعيّد حدثا جديرا بالدراسة و البحث ، و يحمل دلالات بالغة الاهمّية أي انه هناك دروس مستفادة وهي:

سقوط اسطورة المنظومة التي لا تقهر ، اعلان موكب جنائزي دراماتيكي للرجل الشّبح كمال لطيّف.

 أن المال وحده لا يكفي رغم أهميته و ان توظيف مقدّرات الدولة وحدها لا تصنع رئيسا.

أن نجاح قيس سعيّد يفسح المجال واسعا أمام الحلم و الممكن شريطة أن يسند المرشّح مهندسون يتمتّعون بالمعرفة و الدراية و القدرة على العطاء و تملّك فعالية الخيال السياسي.

  فشل لكل المنظومات الأيديولوجية و العقائدية فالأول في الترتيب كما الثاني لا يخضعان لسلطة الجماعة او الطبقة أو الامّة.

شعب تونس الذي انتخب أو الذي قاطع اكّد انه يمتلك القدرة على معاقبة من جوّعه و يمكنه أن يختار اللاّمنتظر وهو بذلك يؤكد بطريقة أو بأخرى انه ليس للبيع و انه و في جزء مهم منه يحمل بذور التمرّد و الثورة.

في العمل السياسي ، لابد من التمييز بين الارادة العالمة و بين الارادة الفجّة بين الجهد المبرمج و القابل للتحقّق و بين التعسّف على الواقع بما يخلق فجوة بين الممكن في ذهن السياسي و المطلوب شعبيا

و في تدوينة اخرى لأحد المتطوعات في حملة الاستاذ قيس سعيد  كتبت السيدة سنية شربطي :

“إنّ مشروع التأسيس الجديد الذي أعلنه الأستاذ قيس سعيّد هدفه من اختيار أسلوب جديد في تسيير الشأن العام هو مقاومة إرادة المركزة في إدارة الشأن السياسي وفي إدارة الشأن الاقتصادي ففي مقاومة هذين الخطرين مقاومة للمحاصصة السياسية والانحرافات بإرادة الناخبين وهي أيضا مقاومة لكافة مظاهر الاحتكار الاقتصادي وفي مقاومة هذان الخطران مقاومة لاختراق الفساد والفاسدين عالم الثروة والسياسة فكلّما كان الحكم محليّا وقريبا كلما كان السوق قريبا ومحليّا كانت قدرة المواطنين وقدرة هياكلهم المنتخبة قويّة في التصدي لهذه الآفات.”

أما الاستاذة:عايدة قايد السبسي فقد  وضحت في تدوينة :
” انا درست مع قيس سعيد مدة 18 سنة و لم ار منه زيغا عن مبادءه او كذبا او تطرفا و انتماء سياسيا …رجل له مبادىء نظيف و مستقيم..و بالنسبة للتصويرة مع رضا بالحاج هي قديمة و نتفكر حكالنا في الكلية قال كلمني رضا بالحاج قالي نشربو قهوة قلتلو باهي و هذا موقفي مع اي شخص يطلب الحديث معايا مهما كان الاختلاف بيننا”

فهل أصبحت الحداثة مرادفا لملحد علماني يمنع من اشهار اسلامه و يوافق على كل مشاريع القوانين المقترحة دون ابداء الرأي و إلا فانه سيتحول الى متشدد ديني متطرف “خوانجي”؟؟

أبو مرام

index

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *