الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الليبي علي زيدان للعاصمة البريطانية لندن لحضور مؤتمر الإستثمار الأجنبي المباشر في ليبيا الثلاثاء الماضي ألقت الضوء على رغبة الحكومة الليبية في التعافي من آثار الحرب الأهلية التي أصابت الإقتصاد بالشلل، وفي هذا المؤتمر أكد زيدان رغبة بلاده في زيادة الاستثمارات البريطانية العاملة في ليبيا، ليس في مجال النفط وحسب، وإنما في تنفيذ مجموعة من المشروعات التنموية الطموحة التي تسهم في تدعيم الإستقرار في البلاد.
وأكد المسئولون بهيئة التجارة والاستثمار البريطانية، أن لندن تنظر إلى ليبيا كسوق مهمة لتصريف منتجاتها في ظل اعتزام الحكومة البريطانية مضاعفة صادراتها لتصل إلى تريليون جنيه استرليني بحلول عام 2020.
ومع الأزمة الاقتصادية العالمية وتراجع الأسواق التقليدية لبريطانيا في أوروبا والولايات المتحدة، تبدو الأسواق في الشرق الأوسط وأفريقيا جاذبة، حيث تنمو الأسواق والمستويات المعيشية للسكان بسرعة استنادا للثروات الهائلة التي تمتلكها.
وهناك إمكانات وموارد واعدة في السوق الليبية مع النظام الجديد، بحيث يمكنه استخدام عائدات البترول في التوسع في مشروعات البنية التحتية، وهو ما تعتزم الشركات البريطانية المشاركة فيه.
وتمثل عائدات البترول ما يزيد عن 90% من إيرادات الدولة.
وفي كلمته اعترف زيدان بأن السوق الليبية تواجه تحديات بسبب عدم وجود استقرار سياسي في المرحلة الانتقالية، كما تتعرض الدولة الليبية للتهديدات من جانب الإرهاب والإضرابات والمطالب الفئوية المستمرة، وطلب معونة من الدول الأوروبية لدعم الجيش الليبي وتحقيق الأمن الداخلي بما في ذلك جمع السلاح من الميليشيات بما يسهم في تحريك الأنشطة الإقتصادية الراكدة.