يستشهد الناس على اختلاف مستوياتهم بما يسمعونه في الإذاعة و ما يشاهدونه على الشاشة الصغيرة و ما يطالعونه على صفحات الجرائد … لأنه من المفروض أن تكون تلك المعلومات صحيحة مائة بالمائة ذلك قبل أن يؤكدها المذيع أو الكاتب يكون تأكد من معلوماته حتى لا تكون مثل ما يقال في الجلسات العادية بين عامة الناس مجرد كلام يفترض الصدق أو الإشاعة
و في السنوات الأخيرة لم تعد لهذه الأجهزة تلك المصداقية التي لا تفترض الشك و لم يعد الكثيرون يتأكدون من معلوماتهم بل لا يتحرّجون من الآدلاء بأي شيء ما لا يمكن أن يتقبله العقل البسيط ممّا جعل العديد من الناس يشكون في المعلومة أو يحاولون التأكد منها إذا تبيّن خاصة من الوهلة الأولى أنها بعيدة عن الواقع
و قطعا هناك فرق بين الخبر و المعلومة و بين التعليق و هنا فلا اهتمام بالتعليق و ابداء الرأي الذي سادته الفوضى العارمة و اتجه نحو عالم النزوات الذي لا يمت للواقع بصلة و لذا تبقى مجرد آراء لا قيمة عامة لها و من آخر ما سمعت صباح يوم بداية السنة الهجرية الجديدة ما قالته مذيعة على موجات إحدى الإذاعة ( تحتفل تونس اليوم بالعام العربي الجديد ) قالتها باللهجة الدارجة و يعلم الجميع أنه لا يوجد عام عربي بما تحتويه هذه الكلمة من معنى .
و مثل هذا الكلام يعمق اتجاه التفكير الشعبي الذي لا يفرق بين الاسلامي و العربي و هذا مؤسف و نحن في عالم أصبحت فيه المعلومة العامة سهلة التداول و من واجب من يواجه العموم أن يتأكد ممّا يقول أو يكتب .
محمد الكامل