أصبحت المصارف الإسلامية واقعاً مميزاً على الساحة المصرفية وذلك بعد أن حققت نتائج مذهلة في مجالات التمويل والاستثمار وجذب الودائع مما أدّى إلى تزايد قوة ونفوذ الأدوات الاستثمارية الإسلامية في العمليات المصرفية والاقتصادية المختلفة.
وعلى هذا الأساس وترويجا للحلول التمويلية الإسلامية، نظّم مصرف الزيتونة النسخة الثالثة «لشهر الإجارة» وذلك من خلال عرض منتجات الإجارة الموافقة لمبادئ المالية الإسلامية ضمن ورشات عمل مفتوحة تأكيدا لانطلاق شهر الإجارة وتُعدّ هذه التظاهرة هامة للباعثين العقاريين ووكلاء السيارات وأهل الاختصاص إضافة إلى مختلف مزوّدي المعدّات حيث حضرها أكثر من 150 مؤسسة من ذوي الاختصاص للتعرّف عن صيغة الإجارة التي تُعدّ الحل التمويلي الأمثل والأفضل من سوق الإيجار التمويلي.
وفي هذا الإطار توجّهنا بالسؤال عن صيغ هذه العملية والجدوى منها إلى بعض المسؤولين وجاءت إجاباتهم كالتالي:
عز الدين خوجة (الرئيس المدير العام لمصرف الزيتونة)
هذه المناسبة هي استضافة من مصرف الزيتونة لأهل الاختصاص والمهنة في قطاع الإجارة وهو أيضا احتفالا بشهر الإجارة في دورته الثالثة واجتمعنا بممثلّين عن الباعثين العقاريين ووكلاء السيارات ومزوّدي المعدّات وكل أهل الاختصاص في مجال الإجارة.
هذا الاجتماع هو مهمّ جدّا وهو فرصة لمناقشة كلّ القضايا والمستجدات في هذا المجال إذ أنّ مصرف الزيتونة يفتخر بأنه رغم عدم تجاوزه للخمس سنوات إلاّ أنه استطاع التنويع في منتجاته وخاصة في التقدّم بمنتج الإجارة الذي لاقى نجاحا كبيرا على مستوى الساحة المالية في تونس.
يتميّز مصرف الزيتونة اليوم بتقدّمه على شبكة فروع تفوق 85 فرعا ويقدّم مصرفنا منتج الإجارة بأسعار تنافسية متميّزة وقد استطاع هذا المنتج استقطاب عدد كبير من حرفائنا إذ وصل حجم العمليات التي قمنا بها بخصوص الإجارة سنة 2015 إلى 125 مليون دينار وبلغ قائم قروض الإجارة 200 مليون دينار.
وبلغت نسبة عمليّات الإجارة من اجمال التمويلات بمصرف الزيتونة 13% وذلك سنة 2014 لتصل النسبة إلى 16% سنة 2015 ونحن نهدف للوصول إلى حوالي 800 مليون دينار سنة 2020 أي بنسبة 20%.
وما يُميّز مصرف الزيتونة أن يُقدّم هذا المنتج الجديد بآليّات جديدة وبصبغة الإجارة الموافقة للأحكام المالية الإسلامية. الإجارة هي مصطلح أصبح يتداوله أهل الاختصاص في الاقتصاد والمالية في الغرب ولها مؤسسات معيّنة.
ما يُميّز الإجارة عن عملية الإيجار المالي فعندما تطبّق البنوك الإسلامية آلية الإجارة لابدّ لها من احترام الضوابط والمعايير الدولية الشرعيّة في عدم إعطاء الحرية المطلقة للبنك أو المؤجّر أن يؤجّر وفق مشيئته لأنّ المعاملات المالية تحاول أن تحمي وتحقّق التوازن بين البنك ومستخدمي هذه الآلية. فعملية الإجارة هي تقديم تمويل لمختلف القطاعات كاقتناء إجارة عقارات أو إجارة معدّات طبيّة أو إجارة معدّات مهنيّة أو معدّات النقل وخدمات متنوّعة لفئات مختلفة.
الإجارة تستهدف كلّ القطاعات فهي آلية تمويليّة لأصول معيّنة يتم تأجيرها والانتفاع بها من قبل الحريف سواء كانت مؤسسات صغرى أو متوسطة وبنهاية عقد الإجارة تنتهي المدة وتؤول الملكية إلى المستثمر أي حامل صك الإجارة.
يهدف مصرف الزيتونة إلى زيادة التنويع في خطّطنا الإستراتيجية من خلال إدارة الهندسة المالية التي تُنوّع من منتجات الإجارة فالمهم هو نجاعة العمليات إذ بكلّ إدارة جهوية يوجد مختص في آلية الإجارة إلى جانب إحداث سلم تفويض القرار وذلك للتقليص في فترة دراسة الملفات.
بلغ قائم التمويل لمصرف الزيتونة إلى حوالي 200 مليون دينار سنة 2015 وتبلغ حصّة الإجارة للمصرف بنسبة 6% في قطاع الإيجار المالي في تونس.
واستطاع مصرف الزيتونة من الصمود والمنافسة رغم صعوبة الأوضاع ببلادنا من تحدّيات اقتصادية وكان هذا الحدث فرصة لتلاقح الأفكار بين أهل الاختصاص لمناقشة العديد من القضايا للتطوير من أعمال المصرف وتحديثها.
توفيق لشهب (المدير العام المساعد لمصرف الزيتونة)
شهادات الإيجار المالي هو منتج مختلف تماما عن عملية الإجارة فهي الوسيلة التي نقوم من خلالها بعملية التمويل للشركات التي تموّل بدورها منتفعيها.
هذا الحدث هو شهر الإجارة لكن ليس لشهر فقط فهو يدوم ثلاث أشهر لفائدة المؤسسات والمهنيين لتمكينهم من المساهمة في دفع العجلة الاقتصادية والتنمية.
إنّ الفرق بين آلية الإجارة والإيجار المالي في التمويل التقليدي يتمثّل في تمويل أصول معينة يتم تأجيرها وينتفع بها الحريف وتنتهي بتمليك المستأجر هذا الأصل فى نهاية مدة التأجير إذ يقوم المصرف بإصدار آلية الإجارة بقيمة الأصول المشتراة من الدولة وتؤول ملكيتها للمستثمرين (حملة آلية الإجارة) وتختلف آلية الإجارة عن عمليات الإيجار المالي في احترام المعايير الشرعية كما يحمي مصرف الزيتونة الحريف ويتحمل المسؤولية الكاملة عند إتلاف أو خلل في المعدات المؤجّرة طيلة مدة الإيجار خلافا لما يحدث معه في عمليات الإيجار المالي التقليدي الذي لا يتحمّل مسؤولية أيّ تلف إثر حصول المستخدم على المعدّات أو التجهيزات بتعلّة أنّ المستخدم فحص المعدّات قبل اقتنائها.
هذه الآلية موجّهة إلى الشركات الصغرى والمتوسطة والمهنيين في كل القطاعات على غرار الباعثين العقاريين ووكلاء السيارات ومختلف مزوّدي الخدمات فهي فرصة لهذه الشركات الغير قادرة على توفير الضمانات في اقتناء المعدّات اللاّزمة والتمتع بتسهيلات وأقساط مريحة تمكّن الحريف من القدرة على التسديد من خلال دخله السنوي.
فالإجارة هي طريقة تمويل لاقتناء المعدّات ذات الاستعمال المهني وذلك لمواصلة دعم الحرفاء من مهنيّين وذوي الاختصاصات والشركات وبالتالي فمصرف الزيتونة يوفّر أربعة صيغ تمويليّة في نطاق خدمة الإجارة قصد اقتناء المعدات المهنية:
– إجارة معدّات النقل لتمويل اقتناء المنقولات في إطار النشاط المهني، جديدة كانت أو مستعملة.
– إجارة معدّات مهنية لتمويل اقتناء المعدّات المهنية ( آلات صناعية، معدّات الكمبيوتر و المكاتب…)
– إجارة عقارات لتمويل اقتناء العقارات المهنية
– إجارة معدّات طبية لتمويل اقتناء المعدات التابعة للنشاط الطبي
هاجر عزّوني