يظهر أن اتفاقا تم التوصل إليه بين مخرج شريط «قصة أديل» لعبد اللطيف كشيش وموزع الشريط بتونس لإزالة المشاهد المثيرة التي لا يمكن أن توافق عليها لجنة مراقبة الأفلام بتونس و ذلك بقيام المخرج بإعادة تركيب الأجزاء المثيرة للجدل حتى لا يفقد الشريط توازن الأحداث و تصبح القصة مشوهة لأن الشريط السينمائي مثل الكتاب لا يمكن إزالة صفحة منه و قد تكون هذه المرة الأول التي يوافق فيها مخرج على إزالة مشاهد من فيلمه بل يقوم المخرج بترميم تسلسل الأحداث… نحن نعيش عصر العجائب؟
اثر رحيل شركات التوزيع الأمريكية في نهاية سنة 1979 أصبح من النادر عرض شريط جيد في نسخته الأصلية لأن المقص يقوم بشكل عادي للغاية بإزالة المشاهد المثيرة و قد تكون هذه الطريقة ساهمت في ابتعاد الجمهور عن قاعات السينما خاصة عندما يتفطن المتفرج إلى عملية البتر بطريقة صبيانية و لو أن هذا الأسلوب ممنوع في عالم السينما لكن كل البلدان العربية تستعمل المقص من مصر إلى العراق و سوريا و طبعا ليبيا و شاهدت هناك «أفلاما» (صور لا ربط بينها) مدة عرضها نصف ساعة…
إلى حد السبعينات تقوم شركات الانتاج الأوروبية بإنجاز نسختين فأكثر لبلدان معينة مثلا نسخة «حشمة» لبلدان الشرق الأوسط و نسخة «منفتحة» لبعض بلدان أمريكا الجنوبية و النسخة الاوروبية الرسمية لبلدان العالم الحر و هذا يهم المشاهد الجنسية المثيرة.
بل إن شركات الانتاج التلفزي في الشرق تقوم بإعداد نسخة خاصة للسعودية و ذلك قبل انتشار الفضائيات.
و من مساوئ بتر الافلام من مشاهد قد لا تكون جنسية ما حدث للشريط الأمريكي «هوفا» HOFFA من بطولة سلفستر ستالوني عن النقابي «هوفا» الذي اختطفته المافيا و اغتالته بوضع جثته في الاسمنت المسلح عند بناء عمارة…
في تونس اجتهد المسؤول عن لجنة مراقبة الأفلام و أزال مشهدا رئيسا عن خطاب للزعيم النقابي «هوفا» و رغم قيمة الشريط عرض لأسبوع يتيم لأن الأحداث فقدت أهم أركانها.
و في البلدان التي تحكمها الديكتاتورية أو السلطة المتطرفة فإن الأعمال التلفزية تصطدم بمقص من نوع خاص.
محمد الكامل