جريدة الخبير

الأسر التونسية في مواجهة " ثالوث مرعب "

كل نار تصبح رماد مهما ارتفع لهيبها إلا نار الأسعار التي تراوغ الجميع لتزيد التهابا … و مهما علت أصوات التذمر فإن مرتزقة الإحتكار و التهريب يفرضون قوانينهم على الجميع بمساعدة المستهلك الباكي الذي هو مرغم على التصرف مع واقع الأسعار مهما ارتفعت ألسنة لهيبها  و هذا نوع من الاستسلام للقدر …

و تتوالى الصعوبات في هذه الفترة أمام أي مواطن لتتجمع في هجوم شديد العنف لا يعرف الرحمة و لا الشفقة في ثالوث الرعب الذي يهاجم ميزانية الاسرة أي رمضان و الصيف و العيد و هذه مصاريف لا بدّ من تحملها و مواجهتها مهما كانت وضعية رب الأسرة .

و من تقاليد المجتمع هناك مواسم للمصاريف الباهضة لا مفرّ منها مهما حاول المرء التغلب عليها و لو بدرجات فرمضان تحول منذ سنوات إلى شهر الاستهلاك المفرط و خاصة المالغة في الشهوات المطبخية و هذا ما يساهم في نزيف إضافي لميزانية الأسرة العادية .

و الصيف يفتح الأبواب و النوافذ على مصارعها لمزيد الانفاق العادي جدّا و هنا لا أشير إلى الطبقات ميسورة الحال التي تتحول للإصطياف فهذا نزيف من صنف آخر و يتم تتويج شهر رمضان بالعيد الذي تبلغ خلاله المصاريف الذروة خاصة بالنسبة للأسرة متعددة الأطفال سواء لشراء الملابس الجديدة أو لظاهرة ” المهبة ” خاصة بعد أن أصبحت تقاس بكرم الطرف الآخر و الله وحده أعلم بالخفايا و هذه ظاهرة صعبة و مسكوت عنها .

تواجه الأسرة حاليا الثالوث المرعب رمضان و الصيف و العيد … ثالوث يؤثر سلبا في الميزانية و يتسبب في صداع صحي لرب الأسرة .

في العادة رمضان و العيد من علامات الارباك العامة و يضاف تزامنها مع الصيف و هكذا يتحالف هذا الثلاثي المرعب ليزيد في مشاكل الأسرة التي هي متنوعة أصلا في هذه الظروف الصعبة و المعقّدة .

محمد الكامل 

index
غير مصنف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *