يبقى المطار المرآة التي تعكس صورة البلاد من ناحية النظافة و التنظيم و كيفية الاستقبال و توفير ضروريات المسافرين و سرعة تسليم المتاع و المرور من الجمارك كلها تجعل المسافر في حالة هدوء بعد رحلة بين السماء و الأرض ولا يوجد مسافر يشك في أمن و سلامة متاعه لأنها اللبنة الأولى الطبيعية في المحافظة على الأمتعة و حصل عندما ما لم يكن في الحسبان و امتدت الأيادي الآثمة إلى ما لا يمكن خيانته أي إلى أمتعة المسافرين التي هي أمانة عند سلطات البلد الذي يستقبل القادمين إليه و بدل شنّ حملة استنكار شديدة لأنه لا يمكن التلاعب بسمعة الوطن بسبب جريمة منحطة تستحق العقاب المثالي ظهرت تبريرات مخجلة منها تسلّل عمّال بدون التروي في ما فيهم بل قد يكونوا من قبيلة العفو التشريعي العام الذي أخرج السجناء طليقين في الطبيعة بدون التأكّد في بعض الأحيان من السبب الحقيقي لدخولهم السجن وهكذا اختلط الحابل بالنابل و ضاعت إمكانيات التأكد من الماضي الحقيقي للعديد من الأفراد بل ارتدى جلّ الناصبين زيّ المظلوم البريء الذي زجّ به في الظلمات نتيجة أفكاره النيّرة … ولم تتخذ إجراءات شديدة لتنقية الأجواء حول ظروف تسليم الأمتعة في المطار بل قال أحد الوزراء إن عمليات النهب انخفضت
قالها و هو في حالته الطبيعية مسرورا و قيل إن المذنبين الذين وجهت إليهم تهم سرقة الأمتعة لم ينالوا العقاب الذي يستحقونه وتمّ تلاعب في القضية و هذا يفسّر بشاعة الجريمة ومن اشترك فيها و الاستخفاف التّام الذي عولجت به … وقطعا وصلت الأصداء إلى أصقاع الدنيا لأنها صنف من الجرائم الغريبة التي لا ترتكب عادة فهذه خيانة سافلة وصلت إلى أذن مخرج فنان فضمّنها في شريط من الصور المتحركة موجهة أصلا إلى صغار السن الذين يتأثرون بما يشاهدون و تبقى المعلومة محفورة في الأذهان خاصة إذا كانت غير عادية … و هكذا يتم نسف كل الإيجابيات حول سمعة البلاد بسبب استخفاف مسئولين في حاجة إلى من يرشدهم إلى دقّة عملهم الذي لا يتحمل الإهمال و غضّ الطرف و الليونة مع المخالفات بل عليهم تطبيق القانون و هذه قضية ذات جوانب شائكة اندلعت بداية من سنة 2011.
محمد الكامل