جريدة الخبير

احتقان تونسي بدون مبرر تجاه الهبة الاماراتية

من هنا و هناك تعالت أصوات المطالبين بإعادة الهبة الإماراتية من حيث أتت، و التي تم بمقتضاها إرسال لقاحات مضادة لفيروس كورونا إلى تونس. و فجأة أصبح الشعب التونسي “الفقير” يتغنى بعزة نفسه و ترفعه عن قبول هذه الهبة، بسبب الإعلانات المنتشرة على المواقع الإخبارية الإماراتية، التي تحدثت عن الإستعداد الدائم من قبل دولة الإمارات، لإعانة كل الشعوب بما في ذلك تونس.
كما وصفت مواقع أخرى فرحة التونسيين و تثمينهم لهذه الهبة و هذا التعاون بين البلدين. و هذه الأمور يمكن أن يتحدث عنها أي إعلام في أي دولة كانت… هذا و لا تزال الدولة التونسية عاجزة تماما عن اقتناء الحد الكافي من اللقاحات المضادة للكوفيد 19 لشعبها الذي تتهاوى جُثَثُهُ يوما بعد يوم، من ما يجعل المذلة الحقيقية قائمة بين المواطن التونسي و من يَسُوسُونَهُ، لا مَن يُقدمون له يد العون حفاظا على الأرواح فيه.
و ليس بالأمر العجيب أو الغريب من حديث وسائل الإعلام الإماراتية عن مثل هذا الموضوع و التغني به.. فتونس نفسها لم تكن بمنأى عن التشهير و التغني بمساعداتها المرسلة إلى الدول الأخرى، و جرائدنا و مجلاتنا و مواقعنا الإلكترونية خير شاهد على مثل هذا الكلام.
فَلِمَ نتعنّت اليوم و نَتَرَفّع و نُغَالِي في ردة الفعل تجاه هذه الهبة، خاصة في مثل هذا الظرف الحساس، الذي عجزت فيه حكومتنا و رئاستنا عن حماية الأرواح البشرية!!!

بلال بوعلِي

index
أخباروطنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *