جريدة الخبير

23/01/2023
جريدة الخبير, أخبار الاقتصاد التونسي
31401714
lexpert.tn@gmail.com

ائتلاف الكرامة: هل دخلت بيت الطاعة؟ أم أنه إعتراف بالخطأ؟

بعد أن اعلنوا رفضهم التام للحكومة الجديدة، ها هم ينقلبون على أعقابهم بين ليلة و ضحاها..
منذ أن تم إختيار هشام المشيشي لتكوين حكومة جديدة آثر هذا الأخير أن تكون حكومته حكومة كفاءات مستقلة تماما عن الأحزاب، و هذا القرار لم يعجب حزب ائتلاف الكرامة الذي أبدى رفضه منذ البداية لمثل هذا المنحى في تكوين و إختيار الحكومة الجديدة، و كان سيف الدين مخلوف يرى أن الحكومة الجديدة هي حكومة الرئيس على حد تعبيره “حكومة معارف الرئيس و حاشيته و القصر”.
كما أكد أن الائتلاف “لن يشارك في هذه المسرحيات” و صرح سيف الدين مخلوف العديد و العديد من المرات بأنه و حزبه يرفضون تماما حكومة المشيشي المقصية للأحزاب، إذ يرى أن هذه الحكومة تستجيب حسب تعبيره لموقف القصر الذي يسعى لترذيل الأحزاب.
وأضاف مخلوف، في تصريح اعلامي، أن “قرار المشيشي يعدّ انقلابا على إرادة الشعب وانحرافا بالأمانة”، مشيرا إلى أن المشيشي لا ينتمي لأي حزب منتخب ولم يختره الشعب.
واستبعد رئيس كتلة ائتلاف الكرامة، أن تصوت كتلته لحكومة المشيشي.
بعد كل هذا الرفض المعلن فوجئنا في الجلسة العامة لمجلس النواب بتصويت 6 نواب تابعين لإئتلاف الكرامة، و هذا الفعل أثار جدلا كبيرا حيث أنه كان من المنتظر أن يصوت الإئتلاف بعدم القبول و لكن ما حدث هو العكس تماما، و قد كثر الكلام حول أسباب هذا الإنقلاب المفاجئ فهناك من إعتبره خوفا على عدم مرور الحكومة لذلك قام 6 نواب من ائتلاف الكرامة بالتصويت للحكومة لضمان مرورها، و رأى البعض أن الحكومة قد حصلت على الأغلبية مسبقا لذلك خير الإئتلاف الخروج من دائرة المعارضة التي تبدو واهنة و الدخول في دائرة الدعم، و برر آخرون هذا الفعل بأنه مجرد ممارسة للحريات الشخصية حيث أن أولئك النواب اختاروا التصويت للحكومة بمحض إرادتهم مخالفين في ذلك حتى الموقف الرسمي لحزبهم.
و ردا على كل هذا اللغط أكد ائتلاف الكرامة على صفحته الرسمية بموقع “فيسبوك”  أن المسألة لا علاقة لها بازدواجية الخطاب وقرار منح أصوات 06 نواب جاء برفع الأيدي وبوجوه مكشوفة، و ما هذا الفعل إلا دليل على تغليب الإئتلاف للمصلحة العامة لتونس، من أجل أن تعمل الحكومة بأكثر قوة وأريحية، مع العلم أن هذا القرار لا يخرج الإئتلاف من موقع المعارضة… هكذا دافع الإئتلاف عن نفسه أمام وابل الإتهامات بالإنقلاب مؤكدا أن المعارضة يجب أن تكون منظمة و أن مصلحة البلاد فوق كل شيء و أن دعمهم للحكومة كان أمرا مقضيا لا بد منه من أجل ضمان تماسك الحكومة و عدم تهاويها.
هذا التبرير مرفوض من الأغلبية الذين يرون أن الإئتلاف جزع في آخر لحظة من عدم مرور الحكومة لذلك تهافت نوابه على التصويت لها، و الغريب و الأغرب نعت “عبد اللطيف العلوي” للمشيشي بأنه ليس رجل المرحلة ثم بعد دقائق معدودات رفع يده مصوتا لحكومته رفقة نواب آخرين على غرار يسري الدالي، الذي برر تغير موقفه في آخر لحظة بتعلة أن الاستقرار السياسي في تونس لا يحصل إلا بجبهة برلمانية.
هكذا تم تناول هذا الموضوع في الشارع التونسي فهناك من أيد فعل الإئتلاف و هناك من إعتبره إنقلابا و كذبا سياسيا، و يظل السؤال قائما: ماذا حدث فعلا؟ هل أن الإئتلاف فعلا آثر مصلحة البلاد و لم يرد زيادة تعقيد الأمور من أجل الحصول على أقل قدر من الإستقرار، خاصة في هذا الظرف الراهن؟ أم أنه تم التأثير على الإئتلاف ليناصر في نهاية المطاف حكومة كان قد رفضها تماما مرارا و تكرارا،
فهل تم تطويع الإئتلاف من قبل لست أدري من؟ أم أنه أخطأ حين عارض الحكومة منذ البداية؟
بلال بو علي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *