«نحن نقوم بمساعدة حرفائنا على التحول الرقمي، أي كل ما يتعلق بتطوير النظم المعلوماتية و المرافقة و تغيير منهجية العمل… كما أن لدينا قسما للابتكار يهتم أساسا بالتكنولوجيات الحديثة. و ذلك من أجل توفير خدمات ناجعة و فعالة و حديثة نابعة من تجربة حقيقية، لتكون بذلك النصيحة أو الخدمة صادرة عن جهة عالمة و متقنة لعملها.
و نذكر من بين التكنولوجيات التي نتحدث عنها ما يسمى ب blockchain و في هذا السياق ننبه إلى أنه قد وقع شيء من الخلط حيث اننا أصبحنا نطلق على البلوكتشين تسمية بيتكوين، و هذا خلط و التباس كبير!
و تعتبر البلوكتشين نظاما للدفع، أما البيتكوين فهو تطبيق للبلوكتشين، تم ارساؤه لضمان الدفع العابر للقارات، فعوض التعويل على التحويل البنكي من أجل إرسال الأموال من بلد لآخر، علما و أن هذا التحويل يخضع لعدة عمليات من الإقتطاع المالي، فقد مثل البلوكتشين و البيتكوين فرصة لإرسال الأموال، بطريقة مباشرة و شخصية للمعني بالأمر، ليقوم بتحويل تلك العملة الرقمية بنفسه في المصرف التابع للدولة التي يقيم بها. و هذا هو السبب الرئيسي لخلق العملة الرقمية، لتمكين العمال الناشطين خارج بلدانهم من إرسال الأموال لعائلاتهم، دون أن يقتطع منها مبلغ كبير.
تكمن قوة البيتكوين في قيامه على نظام شبكي متكون من عدة حواسيب، يتم تسخيرها للعمل على تعدين عملة البيتكوين، و ذلك من خلال برنامج مثبت عليها، يكون الغرض منه القيام بعمليات حسابية بمقابل. و من اجل الحصول على هذا المقابل يجب توفر 51 شخصا على الاقل منخرطين ضمن شبكة الإتصال، يشهدون بأن العملة التي تم تحصيلها تخص ذلك الشخص بعينه، ليتم تحويل العملة لحسابه.
و من أجل إرسال الأموال من بلد لآخر دون أن تخضع للاقتطاع، يجب تحويل المبلغ المراد إرساله إلى صيغة البيتكوين، ثم إرساله على ذلك الشكل. و فور وصول تلك القيمة المالية في صيغة بيتكوين، يتم تحويلها إلى العملة المستخدمة في ذلك البلد، و هذا يتم بتكلفة أقل بكثير من التحويل البنكي الكلاسيكي.
أما مؤخرا فقد شهدنا تضخما لسوق العملات الرقمية، التي اندرج بها كم هائل من المضاربين، من ما أدى إلى ارتفاع قيمة هذه العملات، و حيادها عن غرضها الرئيسي الذي خلقت من أجله، حيث صارت عمليات تحويل هذه العملة مكلفة، لتصبح شبيهة بعمليات تحويل الأموال على طريقة البنوك.
البيتكوين نظام تحويل مالي
لم يتم خلق عملة البيتكوين من أجل التجارة أو التخزين، بل تم خلقها لتسهيل عمليات تحويل الأموال، و لكن للأسف حادت هذه العملة عن مسارها الذي خلقت من أجله، و أصبحت موضعا للمضاربة و البيع و الشراء… في حين أن البيتكوين عند نشأته الأولى كان نظاما للدفع بين الأشخاص لا البنوك، ذلك أن المصارف تمارس العديد من الاقتطاعات عند قيامها بإجراء التحويلات المالية الكلاسيكية. و عوض وضع الأموال بالمصارف، يتم تخزينها في الهواتف، و ذلك باستعمال تطبيق مخصص للغرض، يقوم بإرسال و استقبال عملة البيتكوين بضغطة زر.
يجب فهم هذه التكنولوجيا جيدا، من أجل إتقان التعامل بها بطريقة احترافية، و ذلك تجنبا للوقوع في الخسارة.