لم يعد التجوال في الشوارع الباريسية متعة للكثير من المارة. فمع دخول إضراب عمال النفايات يومه العاشر ضد إصلاحات أنظمة التقاعد، فاضت حاويات النفايات بالقمامة على الأرصفة وانتشرت الروائح الكريهة وتكاثرت المخاوف من مشاكل صحية ستبدأ بالظهور إن لم تعالج هذه الأزمة في أقرب وقت ممكن.
كما أن نوبة السخط من إصلاحات الحكومة لنظام التقاعد ما زالت مستمرة مع تفاقم إضراب عمال النفايات الذي
دخل يومه العاشر
فقد أصبحت الأرصفة في عدد من شوارع باريس تشكل عائقا أمام المارة إذ تفيض حاويات النفايات بالقمامة بعد إضراب عمال النظافة وتوقف العمل في ست محارق نفايات من أصل سبع موجودة في المدينة، مما أدى إلى ترك المخلفات من دون جمع لأيام في مناطق عدة.
و في مدينة تكافح فيها المتنزهات العامة والأماكن الخضراء غزو القوارض في السنوات الأخيرة، حيث أثارت أكوام النفايات مخاوف صحية عامة من انتشار عدة أمراض خطيرة اهمها فيروس كورونا الذي سجلت من خلاله فرنسا سادس حالة، إضافة إلى القلق الذي ينتاب الكثير من الفرنسيين من رؤية الجرذان الصغيرة تسير في الشوارع بحرية أكبر.
اما في مرسيليا (جنوب فرنسا ) فقد أضرب أيضا عمال مراكز فرز النفايات على مدار الأيام العشر الماضية، و تراكمت حوالى 3 آلاف طن من النفايات في الشوارع، وفقا للسلطات المحلية
بينما طلبت المدينة في وقت سابق من النقابات توفير الحد الأدنى من الخدمة ووضع نصائح للسكان لمنعهم من إلقاء القمامة في الشارع مباشرة
ولكن يشعر جامعو النفايات بالسخط من خطط الحكومة الهادفة إلى دمج 42 خطة معاشات تقاعدية مختلفة، بما في ذلك خطط التقاعد المبكر التي يتمتع بها سائقو القطارات وموظفو أوبرا باريس ومجموعات أخرى، في نظام واحد قائم على النقاط
فيما تقول حكومة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن هذه الإصلاحات ضرورية لجعل نظام التقاعد أكثر عدلا لجميع العمال وأكثر استدامة. إلا أن منتقدي الخطة يقولون إنها ستجبر معظم الفرنسيين على العمل لفترة أطول مقابل أجور مخفضة
ويزعم جامعو النفايات أنه يجب الاستمرار في السماح لهم بالتوقف عن العمل في وقت مبكر لأن متوسط العمر المتوقع لديهم هو أقل بسبع سنوات من متوسط العمر لدى الفرنسيين