يعمل الناشطون في الميدان السينمائي على الكسب الشخصي فكل شخص همّه الحصول على فوائد مادية ظرفية تتجدّد بعد كل موسم و تجسّمت هذه المحاولات خلال الفترة النوفمبرية بتجاوزات ادارية خطيرة تمثلت في تزوير محاضر جلسات حالت جهات مؤثرة دون وصولها إلى المحاكم .
وفي هذه الأجواء المضطربة وصلت الأطماع إلى مهرجان قرطاج أي «أيام قرطاج السينمائية» فلماذا لا يصبح سنويا تحت غطاء تنشيط العمل السينمائي خاصة بتشجيع فرنسي مؤثر و الجميع يعلم أن التأثير في الميدان الثقافي أنجع ألف مرة من السيطرة على أي ميدان آخر لأن الثقافة تسيطر على تفكير الإنسان و توجهه في الحياة .
وهكذا وفي دورة سنة2010 وسّم وزير الثقافة الفرنسي عددا من أصدقاء فرنسا و أهدى لهم 17 شريطا من مهرجان –كان- لعرضها صلب أيام قرطاج السينمائية مع دعاية واسعة لها غطّت الأفلام العربية الافريقية و لكنها لم تكن في المستوى الذي يراه جمهورنا في أفلام مهرجان عالمي ومعها بدأت فكرة جعل المهرجان سنويا فهناك مطامع مختلفة من هنا وهناك في الامكان تنفيذها .
ولكن أثر جانفي 2011 يظهر أن وزيرالثقافة في حكومة الترويكا تفطن إلى اللعبة القذرة وما يحيط بها من أطماع فردية منحطة و أطماع أخرى للقضاء على الروح التي تم من أجلها بعث هذا المهرجان وفعلا عيّن موظفا بعيدا عن عالم السينما المضطرب. اجتهد في تنظيم دورة بعيدة عن الابهار المصطنع في أجواء سنة 2012 وجاءت حكومة التكنوقراط سنة 2014 وعيّنت وزيرا فرنكوفونيا نفذ مخططات ومطامع أصدقاء فرنسا وبكل سهولة بل إن مديرة المهرجان كانت تهدد الوزير بالاستقالة إذا لم ينفذ نزواتها ومطالبها وهكذا كتب على صفحات الجرائد .
ومع الأسف الشديد جسّمت الوزيرة الحالية خريجة أحزاب الجبهة الشعبية التي تنتقد كل شئ في البلاد جسّمت ونفذت مطامع أصدقاء فرنسا و عيّنت مسؤولا فرنكوفونيا على رأس المهرجان.. مسؤول منتج و مخرج أي له فائدة شخصية مباشرة في الحصول على فوائد مادية و معنوية له بل إن مهندسة المؤامرة هي المستشارة الخفية للوزيرة أي أن الذئ في العرين .في دورة سنة 1984 اشترك 25 بلدا عربيا افريقيا في تلك الدورة و اليوم هناك تقلص في هذا النوع وهذا هدف أصدقاء فرنسا للقضاء على طابعه العربي الافريقي حتى إن احدى الصحف عنونت الندوة الصحفية لمدير المهرجان الفرنكوفوني ) دورة تحت سيطرة افريقية ( ويظهر أنه تأثر بالرماد الأسود ونسأل الله اللطف لما ينتظر هذا المهرجان من مفاجآت ونخشى ذوبانه وسط تلاعب من الضغط العالمي بما أن تلميذة الجبهة الشعبية تشرف على كل شئ ونتساءل عن محتوى قانون أيام قرطاج السينمائية الجديد لأن كل شئ تغيّر حسب القانون الأصلي ومن يدري كيف تصرّف أصحاب المطامع المباشرة في توجيه القانون الجديد أي مستقبل هذا المهرجان!!
محمد الكامل