قضية هامة نعود مرة أخرى لإثارتها بكل جدية و بحرص راجين أن يتم أخذ الأمور فيها من كل الأطراف بعناية كاملة حتى لدى زملائنا في عدة وسائل إعلام بما فيهم من تعود سرقة أو استنساخ أفكارنا.
الموضوع هو تواصل عمليات التهريب و تخريب المناطق الأثرية و البناء فوقها في جل مناطق البلاد جنوبا و وسطا و غربا و شرقا و شمالا. لقد تعدت عمليات نبش المناطق الأثرية و محاولات البحث عن كنوز كل حدود.
تشويه و تخريب طالا حتى المعالم الكبرى و المناطق التي كانت منذ عدة عقود مدن أثرية شاهدة على العهد الروماني و البيزنطي و عديد الحضارات التي عرفتها بلادنا و تركت بصماتها التي عبثت بها أيادي الجهلة و السراق و محترفي بيع الآثار و تهريبها خارج الحدود.
لقد تعددت المناطق الأثرية في بلادنا و القائمة تطول لكن حملات المحافظة على مدن كاملة ” تغتصب” لتبنى عليها منازل و عمارات و معامل و نزل متواصلة كما حدث بصفاقس بمنطقة هنشير الشقاف بالقرب من قرية سيدي منصور أي منطقة ” تابارورة ” المدينة الرومانية أو بمنطقة طينة و سيدي سالم و كذلك بعديد المناطق بما يطلق عليه بالساحل و كذلك بالمنطقة التي تعرف بالوطن القبلي أي بولاية نابل… كما حان الوقت لبناء متاحف في عدة مناطق لخدمة السياحة و الثقافة كما وجب ترميم المعالم الأثرية الكبرى بكل من الجم و أوذنة و دقة و بلاريجيا و قليبيا و حمام الأغزاز و دار علوش و عدة جهات و لا ننسى الكاف و سليانة مع اصدار قوانين صارمة ضد كل معتد على التراث و كل من تخول له نفسه سرقته أو تخريبه أو تهريب قطع ثمينة للخارج مع توعية الجميع بضرورة إعادة قطع أثرية إلى المتاحف تمّ التحصل عليها بطرق شتى حصلت في كل العهود منذ الاستعمار الفرنسي إلى يومنا هذا و محاسبة حتى المسؤولين السابقين على قطاع الآثار مع ضرورة التعريف بمخزوننا الحصاري خدمة للسياحة و الثقافة…
مرشد السماوي