تميزت هذه الصائفة بخلو لوائح المهرجانات من عديد الأسماء الفنية الكبيرة في تونس، على غرار محمد الجبالي و لطيفة العرفاوي و غيرهم من فناني تونس.. و بطبيعة الحال لا يمكن اتهام ادارات المهرجانات بأنها قد تعمدت إقصاء هذه الأسماء، خاصة مع ظهور و بروز أسماء شابة و فتية أصبحت مطلبا جماهيريا واسعا و شاسعا.
و لكن رغم ذلك تطالب فئة كبيرة من الجمهور التونسي بهذه الأسماء التي تعودت على إطرابنا زمنا طويلا و لا تزال متألقة في سماء الفن العربي و حتى العالمي.
فهل يعتبر خلو لائحة قرطاج من هذه الأسماء وصمة فشل و نهاية المشوار الفني لهؤلاء؟
يعول كل من الفنان لطفي بوشناق و زياد غرسة و غيرهم من الأسماء العملاقة الأخرى على كراء المسارح دون انتظار إدراج اسمائهم من قبل المهرجانات الصيفية، و بالتالي إدراج إسم فني ما في أحد المهرجانات من عدمه لا يعد معيارا للنجاح أو الفشل! و من هنا تأتي فكرة أن تجتمع هذه الأسماء الفنية الكبيرة و تعول على أنفسها لتستأجر المسارح على نفقتها الخاصة و تقيم حفلاتها كما تشتهي و تحب.
ثم لما لا تكون هناك برمجة خاصة و مميزة لكل الأسماء التي لم ترد بلوائح المهرجانات، إذ في امكانهم استئجار المسارح و تنظيم حزمة من الحفلات التي ستكون ملاذا لفئة كبيرة من الجمهور التونسي الذي تحسر بدوره مثله مثل الفنان على حرمانه من المشاركة في إحدى مهرجاناتنا الصيفية.
إذن لا بد من تغيير العقلية تماما، و اكتساح الساحة الفنية بكل قوة، و من كانت له موهبة يهواها الجمهور، فإن موهبته ستدافع عنه و تضمن له النجاح و التألق، و من انتظر المهرجانات و المسارح لتتكرم عليه فلا عزاء له سوى أن يصمت فنا و نقدا.. إذ لا بد للفنان من أن يعول على نفسه و يصنع نجاحه و استمراريته بنفسه.
و حتى لا نظلم أحدا لا بد من أن نذكر بأن “محمد الجبالي” لم يكن على ذلك القدر من النجاح و التألق في آخر ظهور له بمهرجان الحمامات، حيث أجمع النقاد على أن حفله كان جد متواضع، بينما امتهنت الفنانة “لطيفة العرفاوي” افتعال المشاكل كل صائفة بسبب عدم تواجدها بلوائح المهرجانات التونسية.