جريدة الخبير

أخذ كل الاحتياطات تجنبا للتغيرات المناخية

السيد مصطفى التوي: مهندس فلاحي متقاعد على الفلاح

اريد القول في البداية ان قطاع الفلاحة خاصة بتهاطل الأمطار الاخيرة في تحسن فقد كنّا متخوفين من الموسم الفلاحي.
و هنا التوضيح ان اشكالية القطاع الفلاحي لا تتمثل في الأمطار و إنما في توزيعها و للأسف الأمطار غير متوزعة بكيفية تواكب المواسم الفلاحية فالبنسبة الى الأشجار المثمرة فهناك افادة من هذه الأمطار و بالنسبة الى الزراعات الكبرى فيمكن ان يكون هناك ركود لمياه الأمطار و بالتالي يحصل اختناق او يكون هناك أمراض كمرض ” سبتريوز” لكثرةًاارطوبة و بالتالي زراعات الحبوب تصبح صفراء و يمكن ان تذبل و تموت و هذه الأمراض نجدها عادة في الاراضي الطينية و المغدقة.
و هناك امر آخر يتمثل في وحدة الحرث فعندما يتم حرث الارض عدة مرات تصبح الارض صلبة و هنا يجب في وقت من الأوقات استعمال آلة تدعى ” سيجال ” و هي عبارة على موس حاد يكسر وحدة الحرث و هنا عندما تتهاطل الأمطار بكثافة لا تستطيع التغلغل في التربة و لذلك نحن لسنا في حاجة الى كميات امطار كبيرة في فترة قصيرة و إنما بحاجة الى امطار خفيفة و متوزعة على فترات طويلة.
و هنا لابد من التذكير ان قطاع الفلاحة قطاع هام جدا لانه يستعمل في مواد طبيعية لينتج مواد غذائية و بالتالي هو مسؤول على امننا الغذائي اذ نجده في الصادرات بنسبة 11% و في الانتاج التونسي الخام تقريبا بنسبة 10% و كذلك لديه أهمية في التشغيل اذ نجد واحد على ستة تونسي يشتغل في الفلاحة و كذلك لديه أهمية كبرى بالنسبة للمنظومة البيئية باعتباره معدل للمناخ و البيئة.
و تتمثل مكونات القطاع الفلاحي اولا في الزراعات البعلية او المطرية و الزراعات السقوية و كذلك قطاع الماشية و الواحات و التي تعتبر قطاع هام و عِش و هذه المنظومة تتاثر كثيرا بالتغيرات المناخية التي خلقت بدورها ارتفاعا في درجات الحرارة و بالتالي تقلب في الأمطار من حيث الكمية و الفترات و بالتالي تم خلق درجات قصوى.
و من هنا، المؤسسة الفلاحية يوجد بها ثلاثة أعمدة أساسية و التي هي من الناحية الاقتصادية يحب ان تكون مربحة و من الناحية الاجتماعية لا يجب على الفلاح الاهمال سواء في عائلته او الأشخاص العاملين بالمؤسسة و خاصة العمود الفقري و المتمثل في البيئة.
و هنا لابد من الإشارة الى ان التغيرات المناخية تمس بكل القطاعات السياحة و الصحة و القطاع الفلاحي الذي يتنوع بدوره فهناك الغابات و قطاع الصيد البحري و الفلاحة التي تصنف الى أشجار مثمرة و زراعات كبرى…
و الفلاح هنا يجب ان يكون ذَا وعي بان المواد التي يستعملها هي من حقه و لكن كذلك من حق الأجيال القادمة لذلك يجب ترشيد استعمالاته.
و في حالة الأمطار الاخيرة الكثيفة، على الفلاح الإسراع بالمدواة و اذا كانت ارضه طينية ام مغدقة يجب اخراج المياه الراكدة و كذلك أخذ كل الاحتياطات من الأمراض مستقيلا  و يجب عليه التركيز على طريقة الحراثة و ان تكون البذور متأقلمة و تستهلك اقل ماء و لا يجب ايضا الزراعة في أي مكان و لكن يجب ان يكون حسب الخريطة الفلاحية و الأصناف كذلك يجب ان تكون حسنة الاختيار .

index

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *