جريدة الخبير

23/01/2023
جريدة الخبير, أخبار الاقتصاد التونسي
31140935
lexpert.tn@gmail.com

ضرورة التركيز على العرض الافريقي لتدعيم العلاقات مع شركائنا التقليديين

استضاف برنامج «L’Expert « في حلقته السادسة عشر من الموسم الخامس الذي يبث على قناة « تونسنا « مجموعة من الخبراء والمستشارين والفاعلين الاقتصاديين للحديث عن اخر المستجدات في عالم المال والاعمال وعن تقييم أداء البنوك التونسية وفيما يلي نص الحوار:

السيد منذر خنفير: نائب رئيس مجلس الاعمال التونسي الافريقي

مجلس الاعمال التونسي الافريقي TABC بعث سنة 2015 ويتمثل دوره في دعم العلاقات مع البلدان الافريقية ودعم الحضور التونسي الاقتصادي في القارة الافريقية وبطبيعة الحال نسهّل الحضور الافريقي في تونس كذلك في مجال التعليم والصحة او حتى في مجال الاستثمار ولدينا اليوم 200 مشترك في المجلس وهي شركات تونسية وعددها بتزايد مستمر نظرا للاهتمام بالأسواق التونسية.

وقد كان اهتمامنا بإفريقيا بالتحديد متأتيا من وجود إمكانيات غير مستغلة وهناك جزء كبير من المعاملات تحدث اليوم مع الاتحاد الأوروبي وكذلك بعض البلدان كتركيا والصين في حين ان افريقيا كانت منطقة منسية نوعا ما.

وهنا اريد الإشارة الى انه ينقصنا في تونس النجاعة في الاتفاقيات وفي تفعيلها فمثلا اذا اخذنا اتفاقية التبادل الحر الشامل والمعمق مع الاتحاد الأوروبي نجد ان تونس لم تعرف كيف تتعامل مع الاتحاد الأوروبي ولذلك لليوم نجد خطوات الى الوراء في هذا الموضوع لأنه لا يوجد لدينا عرض تنافسي فلكي ندعم علاقاتنا اليوم وشراكاتنا مع الاتحاد الأوروبي يجب ان يكون لدينا عرض افريقي واذا لم يتوفر ذلك فلن تستطيع تونس التعامل مع أي شريك ولذلك نحن نهتم اليوم ببعض القطاعات التي بها مجال تطوير هائل بالنسبة الى المستثمرين التونسيين وبالنسبة للشركات التونسية والتي تعمل في مجالات المقاولات و الاشغال العمومية وقطاع الصحة والتعليم وهي كلها قطاعات بصدد تقديم نتائج إيجابية موجودة على الميدان ولكن يجب تدعيمها اكثر.

وتجدر الإشارة هنا، الى انه كانت قطاعات ناجحة وضعفت قليلا نظرا لبعض الاحداث التي عرفتها البلاد والقطاعات الناجحة تعتبر قاطرات وهذه القطاعات يمكن ان تجلب معها العديد من القطاعات الأخرى ولذلك استراتيجية مجلس الاعمال تتمثل في حزمة الصيد بمعنى ان العمل واخذ فريق كامل يمكن ان يكون الشريك او الراعي ولذلك خصوصية مجلس الاعمال تتمثل في اننا لا نلعب دور المشغل الاقتصادي وإنما نسهّل المعاملات بين الفاعلين الاقتصاديين و بين السلطة العمومية بمعنى نقوم بالمعاملات ما بين الاطار التنظيمي والذي هو في تونس بصدد التعرض الى صعوبات ونرى كيف نسهّل ذلك من خلال السياسات العامة لصالح الدبلوماسية الاقتصادية الموجهة ليس فقط لشركائنا التقليديين وإنما أيضا لشركاء جدد بصدد الظهور باعتبار ان تونس دخلت في التبادل التجاري مع الدول الأعضاء في السوق المشتركة لدول شرق وجنوب إفريقيا “كوميسا” .

وهنا اريد القول ان المشغل الاقتصادي يجب ان يجد أولا الفرصة ونحن علينا مساعدته في ذلك وعند دخوله الى أسواق جديدة فهو نفسه سيجد أشياء جديدة لم يعلم بها سابقا او لم يكن يعرفها ويمكن ان نجد لها حلولا باعتبار ان المجلس يقرّب بين القطاع العام والقطاع الخاص وهذا الامر معمول به حتى في البلدان المتقدمة.

وهنا يمكن القول ان الاهتمام بإفريقيا أصبح اهتماما عالميا ونحن كمجلس الاعمال التونسي الافريقي عندما تكون هناك عدة مبادرات نقوم بمساعدة المبادرة بقياس نجاعتها او نجاحها في الميدان وبطبيعة الحال يجب في وقت ما ان نتحدث عن الالتقاء وهنا لدينا في مجلس الاعمال ” THINK TANK ” وقمنا بنشر جميع البيانات المجمّعة وجميع الدراسات التي نقوم بها وكل معلومة تأتي الينا كما هو في منتدى منتدى الاستثمار التونسي الافريقي FITA 2020 ونحاول ان نوصل المعلومة الاستراتيجية لكل الشركاء وكل من لديه مبادرات على القارة الافريقية.

وفي هذا الإطار بلغ منتدى الاستثمار التونسي الافريقي هذه السنة نسخته الثالثة وقد اصبح المنتدى حدث لتمويل الاستثمار والمبادلات التجارية في افريقيا وسيحضر المنتدى هذه السنة 125 اطار عالي و مسيّر لشركات مالية منهم من هو في البنوك وفي المنظمات العالمية… وستشارك 25 دولة افريقية في المنتدى وبذلك يعتبر المنتدى فرصة للتعرف على فرص الاستثمار وتمويلها وكذلك تمويل المبادلات التجارية فالمنتدى له وضع خاص جدا فهو مخصص للتمويل وعند الدخول هنا في موضوع التمويل ندخل بطبيعة الحال في موضوع الجباية والصرف والقوانين والمعايير وكل هذه المواضيع سيتم تناولها في ورشات خاصة بكل ميدان حساس تحت طلب الأعضاء للتطرق الى هذه المواضيع وإيصالها الى السلط المعنية او الأطراف  المهتمة بالموضوع والتي يمكن ان تكون البنك المركزي او وزارة الخارجية… وستجتمع كل الأطراف مع بعضها للحديث عن طريقة دعم مكانة تونس في القارة الافريقية ومكانة افريقيا في الاقتصاد التونسي.

وهنا اريد الإشارة الى اننا كمجلس اعمال نمثل القطاع الخاص وكل شركة هنا لها استراتيجيتها الخاصة بها اذ هناك شركات تريد التوجه بمفردها لإفريقيا وهناك شركات تريد التوجه الى افريقيا رفقة شركاء عالميين والتوجهان ممكنان. وأكثر شيء يهمنا اليوم هو الجانب التونسي ونحن هنا كمجلس اعمال تونسي افريقي ندافع أولا عن الراية التونسية وبطبيعة الحال يوجد هناك منافسة والسوق مفتوحة للجميع.

وفي هذا الجانب، سنتحدث في المنتدى عن الاستراتيجيات الممكنة واعتقد ان أفضل استراتيجية ممكنة هي انه عندما لا نعرف البلاد نذهب مع إطار او مجلس اعمال يمكن ان يساعده لتفادي الأخطاء السابقة.

وللتوضيح هنا، فان الاهتمام بالاقتصاد الافريقي متأت من وجود إمكانيات استثمار وتنمية كبيرة وهنا اما سنبقى في منطق بعث المواد الأولية وتصنّع في الصين او في بلدان أخرى او سنقوم بجلب التكنولوجيات وتصبح تصنّع في افريقيا ولذلك هذا المحور مهم جدا ولكن يجب ان يحدث ذلك بكل ذكاء فطريقة التصنيع اليوم بالتكنولوجيا الحديثة لا تمت بصلة مع صناعة القرن العشرين او القرن الحادي و العشرين إذ يوجد اليوم العديد من المعايير اكثر دقة و والتكنولوجيات المتطورة التي لا تسمح بالتلوث وعلى افريقيا هنا اختيار طريقة سياسات التصنيع وهذا الموضوع سنتناوله أيضا خلال المنتدى لأنه خرج بيان من البنك الافريقي للتنمية عن هذا الموضوع وسيطرح في ورشة عمل سيديرها السيد الحبيب كراولي . وفي المطلق هنا يلزمنا صناعتنا الخاصة لأنه لا يمكننا تحرير التجارة بدون صناعة محلية و لا يمكن ان نطور او ان نقوم بتنمية اقتصادية واجتماعية مع حرية التبادل بدون صناعة لذلك يجب ان يكون لدينا ركيزة أساسية و هي الركيزة الصناعية واقتصاد قوي يرتكز على قطاع صناعة التكنولوجيات وصناعة الخدمات والرقمنة.

وبالنسبة لموضوع اللوجستيك، فان طريقة طرح الموضوع الذي اخترناه بالنسبة للمنتدى هي العينات اللوجستية الكبيرة في افريقيا وسنأخذ العينات اللوجستية بصفة عامة وقد اخترنا هذا الموضوع لأنه في سنة 2019 اخرج ” THINK TANK “التابع لمجلس الاعمال دراسة عن ممرات النقل والخدمات اللوجستية في افريقيا  من منظور تونسي وبينت تلك الدراسة أهمية الموانئ في افريقيا فأي شخص سيقوم بالتجارة الافريقية العالمية يجب عليه معرفة نقاط البداية وأين الممرات وماهي العلاقات والروابط الأرضية بين نقاط الدخول أو نقاط الخروج وماهي العينات المنتظرة وقد حدث تصنيف وبل أكثر من ذلك صار هناك حلقة تكلفة بمعنى ان الحاويات تخرج من تونس لتذهب لأي مكان في افريقيا كم من الوقت سيبقى وكم ستكون كلفته وهذا يساعد كثيرا الموردين وكذلك المصدرين وهو ما يسهل الامر كثيرا على الفاعلين الاقتصاديين.

وهنا اريد القول، ان المنتدى سينعقد يومي 4 و5 فيفري 2020 بنزل لا يكو بتونس وكل من يرغب في المشاركة او الحضور عليه زيارة الموقع الالكتروني TABC.org.tn وسيجد كل المعلومات ويمكنه التسجيل عبر نافذة موجودة بالموقع واسمها FITA 2020 وأشير هنا ان المسجلين وغير المنخرطين بمجلس الاعمال يجب ان يدفعوا معلوم انخراط.

وفيما يتعلق بنتائج المنتدى في دورته الاولى والثانية فان أهمها فتح مكتب لمؤسسة مالية افريقية بتونس والتي وضعت على ذمة الفاعلين الاقتصاديين التونسيين 500 مليون دولار سنة 2020 والجديد هذه السنة هو جلب أكثر مموّلين.

وأريد الإشارة هنا الى انه ستقام ورشات عمل في عدة مواضيع منها الجباية و الرقمنة والصرف… ويوجد كذلك ورشة عمل خاصة بإعادة الاعمار في ليبيا.

والى جانب المنتدى، سيكون هناك تظاهرة Prosper Africa والتي ستكون على هامش المنتدى يوم 6 فيفري 2020 وهو منتدى مبعوث من الغرفة الامريكية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *