جريدة الخبير

23/01/2023
جريدة الخبير, أخبار الاقتصاد التونسي
31140935
lexpert.tn@gmail.com

الإستثمار في خطر و الفقر يقرع الأبواب

يعتبر الإستثمار الرئة الثالثة والحل الوحيد لكل دولة تسعى إلى الخروج من وضعها الصعب و الإنطلاق نحو الإنفراج. و لكي تكون أرضية ما ملائمة للإستثمار يجب أن يكون فيها شيء من الإستقرار السياسي و الإجتماعي، هذا عدا ضرورة توفر مناخ أعمال آمن يطمئن كل من يبحث عن فرصة للإستثمار و بعث المشاريع.
السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق هو ما إن كانت تونس تمثل أرضية ملائمة للمستثمرين و المشاريع الكبرى أو حتى الصغرى؟
إن ما تشهده البلاد التونسية هذه الأيام من إضرابات و أزمات و احتجاجات… يجعل من تونس بلدا غير مستقر على جميع الأصعدة و المجالات، سواء الأمن أو النقل أو المسائل السياسية و الإجتماعية و غيرها… فمن ذا الذي قد يفكر في الإستثمار في بلد يغلق مواطنوه متى شاؤوا الطرقات و السكك الحديدية؟ من سيستثمر في بلد بدون حماية حقيقية تغلق فيه مصانع النفط و الغاز بالقوة؟ زد على ذلك الإعتصامات و الإحتجاجات التي زادت الطين بلة..
كيف لرجل أعمال أو مؤسسة أو شركة عالمية أن تخاطر بوضع اموالها في بلد متزعزع و غير مستقر بالمرة، في حين أن هناك دولا أخرى يمكن نعتها بالجنة بالنسبة لفئة المستثمرين، لما تتميز به من أمن و أمان، بالإضافة إلى سعي هذه الدول إلى توفير كل التسهيلات و التنازلات من أجل الظفر بمثل هذه المشاريع و الاستثمارات المتنوعة…
لكي تكون مهمة جلب الإستثمار ناجحة، يجب أن يتم توفير مناخ أعمال جيد، بكل ما يحمله من تبسيط للإجراءات القانونية و تحسين للوضع الأمني من خلال السيطرة على الإرهاب و التطرف و الخروقات القانونية… كما يجب أن تكون لتونس نظرة مستقبلية تؤطر من خلالها كل ما يمكن أن يطرأ من تحولات على جميع الأصعدة، و وضع خطط حقيقية لتطوير القطاعات و مزيد الإعتناء بها، حتى يطمئن المستثمر بأن هذا البلد موطن لمستقبل أفضل.
و لكن ما نشهده في هذا الوقت الحساس لا يمثل إلا إرهابا للمستثمرين و قضاء على فرص الإستثمار، لذلك ندعو إلى ضرورة إيجاد حل سريع لهذا التسيب الذي سيؤدي بالبلاد و العباد إلى الهاوية، هاوية الفقر و العوز، حيث
لن تقوم لنا قائمة من جديد، و من هذا المنبر ننادي كل السلط و كل الجهات المسؤولة إلى ضرورة تدارك هذا الوضع الكارثي بسرعة، حتى لا تتفاقم الأزمات أكثر من هذا.
بلال بوعلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *